الاقتصاد العالمى×24 ساعة.. هذا ما حدث فى الأسواق العالمية
الخميس، 29 أغسطس 2019 08:00 ص
شهد الاقتصاد العالمى تذبذبات حادة جراء الحرب التجارية الكبرى بين أقوى اقتصاديين فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية والصين، الأمر الذى آثر سلبا على الأسواق العالمية.
بداية، ارتفعت أسعار النفط، وصعد الخام الأمريكي 1.3 % بعدما أظهر تقرير معهد البترول الأميركي انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، بوتيرة أكبر من المتوقعة لتنحسر المخاوف المرتبطة بالنمو الاقتصادي جراء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وقد زاد خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 59 سنتاً أو ما يعادل 1 % إلى 60.10 دولار للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 70 سنتا أو 1.3 % إلى 55.63 دولار للبرميل، حيث نزلت أسعار النفط نحو 20 % من أعلى مستوياتها للعام الجاري المسجل في أبريل، ويرجع ذلك في جزء منه إلى حالة القلق من أن تضر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بالاقتصاد العالمي مما قد يضعف الطلب على النفط.
وقد انخفضت مخزونات الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مع تراجع الواردات، بحسب بيانات أظهرها معهد البترول الأمريكي، إذ هبطت المخزونات 11.1 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين لانخفاض قدره نحو مليوني برميل، ومن المقرر أن تصدر الإدارة الأميركية تقريرها الأسبوعي، الأربعاء، وإذا أكدت الأرقام الرسمية بيانات معهد البترول فسيكون ذلك أكبر انخفاض أسبوعي للمخزونات في 9 أسابيع، غير أن المخاوف المرتبطة بالنمو العالمي وسط الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للخام في العالم، ستكبح المكاسب على الأرجح.
ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عبر عن اعتقاده بأن الصين صادقة بشأن رغبتها في التوصل لاتفاق، بينما قال ليو خه نائب رئيس الوزراء الصيني إن بكين تود تسوية النزاع من خلال مفاوضات "هادئة"، ولكن المخاوف المتعلقة بالتجارة تجددت الثلاثاء بعدما قالت وزارة الخارجية الصينية إنها لم تسمع بأي محادثات هاتفية جرت حديثا بين الولايات المتحدة والصين بخصوص التجارة، مبدية أملها في أن تُوقف واشنطن ممارساتها الخاطئة وتخلق أوضاعا ملائمة لإجراء محادثات.
فى سياق متصل، تراجعت أسعار الذهب بعد مكاسب تجاوزت 1 % الجلسة السابقة وسط مخاوف من ركود محتمل، لكنه استقر قرب أعلى مستوى فيما يزيد على 6 أعوام بفضل آمال بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي"، سعر الفائدة والضبابية التي تكتنف محادثات التجارة الصينية الأمريكية، وقد هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.3 % إلى 1537.21 دولار للأوقية (الأونصة) ، وكان المعدن قد لامس الاثنين 1554.56 دولار للأوقية وهو أعلى مستوى فيما يزيد عن 6 أعوام، وفي المعاملات الآجلة بالولايات المتحدة تراجع الذهب 0.3 % إلى 1546.50 دولار للأوقية.
ويعاني الذهب من ضغوط متزايدة بسبب قوة الدولار الذي صعد 0.1 % أمام منافسيه الرئيسيين بينما سجلت الأسهم الأسيوية مكاسب محدودة، وقد ارتفع الذهب أكثر من 1 % في الجلسة السابقة مع تجدد المخاوف من ركود يلوح الآفق جراء انقلاب منحنى العائد الأميركي وصدور بيانات اقتصادية أمريكية مخيبة للآمال، وسط ضبابية الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أما من بين المعادن النفيسة الأخرى، كسبت الفضة 0.4 % في المعاملات الفورية لتصل إلى 18.23 دولار للأوقية، وكانت قد لامست في وقت سابق 18.34 دولار وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2017، فيما صعد البلاتين 0.4 % إلي 868.70 دولار للأوقية بعدما لامس أعلى مستوى في نحو شهر في وقت سابق من الجلسة، بينما تراجع البلاديوم 0.3 % إلي 1478 دولارا للأوقية.
من جهة أخرى، قالت شركة النفط العملاقة بي.بي إنها اتفقت على بيع عملياتها في ألاسكا مقابل 5.6 مليار دولار إلى شركة هيلكورب إنرجي ذات الملكية الخاصة، لتتخارج من المنطقة التي عملت بها 60 عاما، مؤكدة أن الصفقة، التي تشمل حصصا في حقل برودو باي النفطي العملاق وخط الأنابيب العابر لألاسكا البالغ طوله 1300 كيلومتر، تأتي في إطار خطتها لجمع عشرة مليارات دولار على مدى العامين المقبلين من خلال بيع أصول بهدف تعزيز ميزانيتها، فيما ولم يرد متحدث باسم هيلكورب على طلب للتعليق.
على صعيد آخر، تفتح اليابان، النسخة السابعة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا، حيث ستستقبل عشرات القادة الأفارقة في محاولة لتعزيز حضور شركاتها في القارة الغنية بالموارد الطبيعية بمواجهة الصين، ويفترض أن يتيح هذا المؤتمر الذي ينظم بمشاركة الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي منذ عام 1993، لليابان بأن "تقوم بأعمال جوهرية" في القارة، بحسب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فيما تبدأ أعمال المؤتمر الأربعاء وتنتهي الجمعة في يوكوهاما جنوب غرب العاصمة اليابانية.
ومن المقرر أن تعلن طوكيو خلال المؤتمر عن قروض بنحو 400 مليار ين (3.4 مليار يورو) لتمويل مشاريع للطاقة المتجددة، من ضمنها معدات إضافية لإنتاج الطاقة الهوائية في مصر، ووحدات للطاقة الحرارية الجوفية في كينيا وجيبوتي، ومن المقرر أن يعلن البنك الأفريقي للتنمية واليابان معا عن مشاريع تزيد قيمتها عن 300 مليار ين ستكون "شفافة ونوعية"، بحسب بورصة طوكيو، وقد أكدت اليابان أن استثماراتها في القارة الأفريقية ستتسم بـ"نوعية جيدة" مع "تطوير للموارد البشرية المحلية" والحد من أعباء شروط الاستدانة، في مقارنة مبطنة مع جارتها ومنافستها الصين الحاضرة كذلك بقوة في القارة الأفريقية.
ومنذ عام 2017، بلغت قيمة الاستثمار الياباني الموجه في أفريقيا (القيمة التراكمية للاستثمارات عاماً بعد عام) 7.8 مليار دولار أواخر مقابل 43 مليار دولار للصين، وفق وكالة جيترو، فيما انخفضت الصادرات اليابانية إلى أفريقيا بنسبة 27 % منذ عام 2008، فيما ارتفعت بنسبة 50 % الصادرات الصينية خلال المرحلة نفسها وفق الوكالة،ويأتي ذلك في ظل تنظيم الصين لمؤتمر منفصل بشأن الاستثمار في أفريقيا، إضافة إلى استثمارها بمبالغ أعلى بكثير في القارة، حيث تعهدت بتمويلات جديدة تبلغ 60 مليار دولار خلال قمة الصين-أفريقيا العام الماضي أي ضعف تعهدات مؤتمر طوكيو عام 2016.