بعد قراره عن إعادتها للحياة.. الرئيس يعيد الفرحة لقلوب 5 آالاف أسرة تضررت من تلوث بحيرة قارون
الجمعة، 30 أغسطس 2019 10:00 ص
فقدت مصر على مدار العقود الماضية، كنزها المائي المتمثل في بحيراتها، إذ ضرب الإهمال المتعمد كل الثروات التي كانت تنتجها تلك الشرايين المائية، وتعيش على خيراتها غالبية الأسر التي تسكن ضفافها، إلا أن الدولة التفتت مؤخرا لأهمية البحيرات المصرية العذبة وما تضمه من كنوز.
كانت الكلمات البسيطة التي عبر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن إدراكه لأهمية البحيرات المصرية، مفعول السحر على المواطنين، الذين أصابهم اليأس من إنصلاح حالهم المتردي نتيجة تراجع مستوى البحيرات المائية التي كانت تمثل لهم شريان الحياة، فكانت الجملة التي قالها الرئيس أثناء افتتاحه مشروع الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب العسكرية «أنا هرجع بحيرات مصر تاني زي ما كانت»، هي الأمل الذي تجدد في قلوب البسطاء، خاصة أبناء محافظة الفيوم، بعدما اغتالهم الحزن على فقدهم بحيرة قارون، التي كانت مصدر الدخل الأوحد لأكثر من 5 آلاف أسرة من صيادين القرى الواقعة على ضفاف البحيرة، بسبب التلوث الرهيب الذي ضرب البحيرة، وكان وراء انتشار طفيل «الأيزوبودا» المدمر، الذي يتسبب في نفوق الأسماك داخل البحيرة.
وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقد اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، اجتماعاً موسعاً ضم سكرتير عام المحافظة، اللواء عبد القادر النوري، ومعهم رؤساء مراكز إبشواي وسنورس ويوسف الصديق، بمشاركة رؤساء قطاعات منطقة كوم أوشيم الصناعية، والزراعة والري والبيئة والسياحة والصرف الصحي، كذلك جهاز شئون البيئة، والثروة السمكية.
بحث الاجتماع إجراءات تحسين جودة المياه في بحيرة قارون، للحفاظ على الحياة المائية داخل البحيرة لتخفيض نسبة الملوحة والتلوث، والتحديات التي تواجه أعمال تطويرها، التي تعتبر ثالث أكبر بحيرات مصر، وتمثل الخزان الرئيسي لمياه الصرف الزراعي لأراضي الفيوم، مشددا على أهمية تكاتف كل الجهود لإعادة التوازن البيئي للبحيرة، وضرورة توفيق أوضاع جميع المنشآت التي تصرف مياهها على البحيرة، فضلا عن التأكد من مطابقتها لكافة الاشتراطات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للمخالفين، مكلفا رؤساء مجالس المدن بالتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة، من أجل عمل حصر شامل للمنشآت الواقعة بنطاق البحيرة، إلى جانب التأكد من مطابقة عينات الصرف للمواصفات والاشتراطات البيئية، كذلك التنسيق الكامل بين مجالس المدن ومسئولي الثروة السمكية، وعمل حصر كامل لكافة المزارع السمكية القريبة من البحيرة، وموقف العاملة منها وأيضا المتوقفة.
تعاني ما يقرب من 88 قرية في محافظة الفيوم، من أزمة صرف مياه الصرف الصحي المباشر على بحيرة قارون، وهو الأمر الذي كشفت عنه زيارة المهندس إبراهيم محلب التي أجراها للمحافظة في أواخر 2015، للوقوف على الأوضاع الحقيقية المتعلقة بالفيوم وعمل الدراسات اللازمة، والتي أرتفع صداها تحت قبة البرلمان، بتقديم نالنواب عدد من طلبات الإحاطة.
في 15 يناير 2018 أعلن البرلمان المصري برئاسة الدكتور علي عبد العال، موافقته على اتفاقية الحكومة المصرية مع البنك الدولي، بالحصول على قرض مالي قدره 186 مليون يورو، لحل أزمة الصرف الصحي المباشر على بحيرة قارون.
كشف مجموعة من الباحثين في كلية الطب البيطري جامعة القاهرة، عن وجود طفيلة «الأيزوبودا» المدمرة، في مياه بحيرة قارون، مما تسبب في تدمير الثروة السمكية داخلها، ببحيرة قارون تدمر الثروة السمكية بالبحيرة، حيث تبين أنها تعيش داخل خياشيم أسماك البلطي فقط وتقضي عليه، كما كشفوا على أنه ما إذا ما تم استزراع الجمبري والكابرويا فلن تستطيع هذه الحشرة إلحاق الضرر به.
بدأت محافظة الفيوم، تنفيذ مشروع تكريك وتطهير بحيرة قارون، مؤخرا، وتوصيل الصرف الصحي لـ 88 قرية، للحد من تلوث البحيرة من الصرف الصحي، والارتقاء بالحياة المائية والثروة السمكية، وفتم بدأ العمل بالمرحلة الأولى من مشروع الحزام الآمن، بطول 5 كم، بتكلفة بلغت 30 مليون جنيه، بالإضافة إلى 19 مليونا لأعمال التكريك، ومنع وصول الملوثات والترسيبات الواردة إليها، وضمان تصريف مياه الأراضي الزراعة في البحيرة من دون ترسيبات.
يشمل الحزام الآمن، الممتد بطول 5 كم على حوض التهدئة، بالاتجاه المقابل لمصرف البطس، وهو مخصص لاستقبال الملوثات قبل دخولها البحيرة، باتجاه الجزء البحري من المرحلة الأولى بطول 15 كم، وعمق 3,75 متر طولي، كذلك الاتجاه القبلي من ذات المرحلة بطول 15, 343 كم، وعمق الاتجاه البحري، فضلا عن تنفيذ 7 أحواض ترسيب في كل أجزاء المرحلة بإجمالي بلغ 14 حوض، كذلك إنشاء 2 قناة بطول 5 كم وعرض 24 مترا وعمق 3,5 متر داخل البحيرة، يتم تزويدها بفلاتر ميكانيكية لحجز الرواسب والملوثات العائمة، تتخللها بوابات فرعية تسمح بخروج المياه إلى البحيرة بعد تنقيتها، إلى جانب توسهة ورفع كفاءة محطات المعالجة، وعمل هدارات على المصارف لخلق وسط هوائي وتخفيض الأحمال العضوية.
تقوم أعمال التكريك داخل بحيرة قارون، على استقدام كراكتين عملاقتين لرفع المخلفات العضوية وترسيباتها وطبقة الحمأة من قاع البحيرة، كذلك تعميق مجرى الحزام الآمن بمعدل 40 مليون م3 طمي من القاع البحيرة.
ويشمل مشروع تطوير بحيرة قارون، على شق قنوات لإزالة انحسار المياه بها وربط حضانة لتفريخ الذريعة بمنطقة أبو شنب، فضلا عن تطهير نهاية مصرف داير البركة لزيادة تدفق المياه المغذية للبحيرة وإقامة جسر عند نهايته، كذلك إقامة جسر آخر بين منطقتي الصعايدة وسرور.