رفع شعار مصلحتى أولاً.. تامر الشهاوى اختار أن يكون نجم "توك شو" وسوشيال ميديا على حساب ناخبيه
السبت، 24 أغسطس 2019 11:07 ص
أطلقوا عليه النائب الصامت في البرلمان، لم يتحدث مرة ولو بالخطأ عن مشاكل أهل دائرته، أصبح نجما من نجوم برامج التوك شو، اسمه وأرقام هواتفه تتصدر قائمة الضيوف لدى معدي البرامج، حتى حاز لقب «برلماني التوك شو» باقتدار.
لن تحتاج إلى كثير من المقدمات حتى تعرف أن النائب الذي نتحدث عنه هو تامر الشهاوي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، الحاضر الغائب تحت القبة، الحاضر دائما في محافل التوك شو، الذى رفع شعار "مصلحتى أولاً"، حتى وأن كان على حساب أهالى الدائرة.
ليس هناك ما يمنع أن يظهر عضو من أعضاء البرلمان في برامج التوك شو، لكن بالطبع لن تكون مهنته فهو في الآخر مسؤول عن أهالي دائرته وحل مشاكلهم والجري وراء مصالحهم.
يُقاس عمل نائب البرلمان بما قدمه من طلبات الإحاطة بشأن مشكلات وقضايا تخص أهالي دائرته أو تتعلق بالصالح العام، أو الاستجوابات التي تقدم بها لمسئولين تنفيذيين، والمساهمة بالمشاركة الإيجابية، وتامر الشهاوي أبعد ما يكون عن هذا، لدرجة عند السؤال عنه في أوساط أعضاء البرلمان لم يتذكر أحد استجواب واحد أو طلب إحاطة قدمه أو أى تفاعل برلمانى، بل على العكس من ذلك، فهو من أقل النواب استخدامًا للأدوات البرلمانية المتعارف عليها، وأقلهم أيضًا مشاركةً فى مناقشة قضايا الوطن المفصلية وأقلهم تجاوبًا مع المناقشات المطروحة، فقد أكتفى بالشو التليفزيونى فقط، ومجموعة من الشباب الذين يروجون له عبر صفحات السوشيال ميديا.
لا نريد أن نقول إن محصلة النائب تامر الشهاوى تحت قبة البرلمان تساوى "صفر"، لكن نقول إن نشاطه فى البرلمان لا يتناسب أبدًا مع كونه زبونًا دائمًا فى برامج التوك شو، وحديثه المتواصل فى أى قضية لا تهم الشأن الوطنى، المتابع أيضًا للنائب تامر الشهاوى يجده صاحب كثير من البوستات والكومنتات على مواقع التواصل الاجتماعى إلا فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية.
في الغالب لا يتذكر أحد من دائرة مدينة نصر اسم الشهاوي إلا اللافتات التي كانت معلقة في الانتخابات بعدها اختفى كل شيء مع إزالة اللافتات من الحي، اختفى النائب، فلم يظبط متلبساً فى حل المشكلات، ولا فى أي مقابلات جماهيرية، الصفر دائما سيتصدر المشهد إذا كان الحديث عن خدمات ومشكلات الجماهير.
ظن تامر الشهاوي بتلميع صورته على مواقع التواصل الاجتماعي وفي برامج التوك شو، أنه سيكون بديلا عن السعي لحل مشكلات الشعب، أو الصمت الدائم تحت قبة البرلمان، ومحاولة إثارة الجدل إذا تطلب الأمر مثلما حدث مؤخرا بمقترح قانون الجريمة الإلكترونية رغم عدم وجود ضوابط واضحة للجريمة الإلكترونية في القانون المصري من الأساس.
لن تحتاج إلى النزول في الشارع لمعرفة مشاكل الناس كل ما ستفعله هو دخول صفحة تامر الشهاوي نفسه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ستجد سيلا من الشكاوى والاستغاثات من القمامة وعدم توافر الخدمات، وطلبات الصالح العام وخدمة الناس، كان منها الشهاوي مثلما كان في البرلمان «النائب الصامت».
بمتابعة بسيطة لطلبات الاستجوابات في البرلمان، لن تجد اسم الشهاوي حاضر، إلا مرة يتيمة تقدم بها نائب مدينة نصر بطلب إحاصة لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزيرى الزراعة والتنمية المحلية، لامتناعهم عن تنفيذ القرار الجمهورى رقم 1982 لسنة 1969، والخاص بالأحوزة العمرانية، وما ترتب على ذلك من فساد، وهذا ما أعلنه الشهاوي نفسه، لكن بتتبع الأمر في سجلات البرلمان ستجد ما يحدث كل مرة، يخرج الشهاوي ويقول إنه تقدم بطلب إحاطة عن موضوع أو مشكلة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي لكن في الحقيقة لم يقدم شيئا.