"أزمة كل عام بالأرقام"..
الدروس الخصوصية تلتهم 46% من جيوب الفقراء.. ونصف أموال الأغنياء يذهب للمدارس الخاصة
السبت، 24 أغسطس 2019 11:40 ص
حالة من الاستنفار بدأتها الأسر المصرية مع اقتراب الموسم الدراسي ، حيث بدأت في شراء احتياجات أبنائهم السنوية من " شنط وأحذية وملابس وأدوات مدرسية " علاوة علي دفع المصروفات الدراسية التي تختلف من مدرسة، ويواكب ذلك استعدادات أخري خاصة بالدروس الخصوصية والتي تمثل " الصداع الأكبر " في رأس الاسر المصرية.
أزمة الدروس الخصوصية والمصروفات الدراسية
كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى النتائج التى رصدها ببحث الدخل والإنفاق للمصريين لعام 2017/2018، عن حجم ما ينفقه المصريون على التعليم وبنوده طوال العام والتى تلتهم الدروس الخصوصية بها نسبة كبيرة وكذلك المصروفات الدراسية، ولكن يختلف حجم النفقات على كل بند وفقا للمستوى الاجتماعى للأسرة.
فعلى سبيل المثال، يلتهم بند الدروس الخصوصية لدي الأسر الفقيرة أكثر من ثُلث نفقاتها على التعليم، ويستحوذ على نحو 39% من إجمالى النفقات على التعليم، بينما تزيد نسبة الاستحواذ لهذا البند لدى الأسر ذات الإنفاق المتوسط على التعليم لتصل نسبة التهامه إلى 46.3% من إجمالى نفقات تلك الأسر على تعليم أولادها.
الدروس الخصوصية تلتهم 20% من مصروفات الأغنياء في التعليم
تحتل المصروفات الدراسية المركز الأول كأعلى البنود إنفاقا لدى الأسر الغنية يليها الدروس الخصوصية، إذ تستحوذ المصروفات الدراسية على نحو 58% من إجمالى نفقات الأسر الغنية على التعليم، يليها الدروس الخصوصية بنسبة 21%.
وأظهرت نتائج البحث أيضاً فى إطار نفقات المصريين على التعليم، أن متوسط الإنفاق السنوى على التعليم بأكمله لدى الأسر الغنية "الأكثر إنفاقا على التعليم"، يبلغ 16.2 ألف جنيه، أما فى الشريحة الأقل إنفاقا، يصل هذا المتوسط إلى 1528 جنيه، وفى الشريحة المتوسطة يسجل 4390 جنيه، كما أظهرت النتائج أنه بشكل عام يبلغ هذا المتوسط على مستوى الجمهورية 5184 جنيها.
وأوضحت نتائج البحث أن متوسط نصيب الطالب الواحد من جملة الإنفاق السنوى للأسرة على التعليم، يبلغ 663.8 جنيها لدى الأسر الفقيرة "الأقل إنفاقا على التعليم" بينما يبلغ 2030 جنيها للأسر المتوسطة، ولدى الأسر الغنية يصل هذا المتوسط للطالب الواحد إلى 7510 جنيها فى العام، كما تختلف كل تلك المتوسطات لكافة شرائح الأسر وحجم إنفاقها على التعليم، وفقا لنوع التعليم سواء كان حكومى أو أزهرى أو خاص.
يبلغ متوسط نصيب الطالب من الإنفاق السنوى للأسرة التى لديها أفراد ملتحقين بالتعليم الحكومى لدى الأسر الفقيرة الأقل إنفاقا على التعليم 672.9 جنيها، بينما يصل هذا المتوسط للتعليم الحكومى لدى الأسر المتوسطة إلى 1977.4 جنيها، وبين الأسر الغنية يبلغ متوسط نصيب الطالب الواحد إلى 3266.8 جنيها فى التعليم الحكومى.
مصروفات التعليم الخاص
يبلغ متوسط نصيب الطالب في التعليم الخاص من الإنفاق السنوى للأسرة التى لديها أفراد ملتحقين بهذا النوع من المدارس، 1039 جنيه للأسر ذات الإنفاق الأقل على التعليم "الأسر الفقيرة"، وإلى 3592 جنيها بين الأسر المتوسطة، أما لدى الأسر الغنية الأكثر إنفاقا على التعليم، فيصل هذا المتوسط إلى 18 ألف و 802 جنيه للطالب الواحد فى التعليم الخاص.
نفقات الكتب الدراسية
فى السياق ذاته، كشفت النتائج والأرقام الإحصائية أن الدروس الخصوصية والمصروفات الدراسية ليست فقط هى "الوحش" الأكبر الذى يلتهم "جيوب" الفقراء والأغنياء علي السواء، ولكن هناك بنود أخرى مرتفعة النفقات تستحوذ على نسبة كبيرة من إجمالى نفقات الأسر المصرية على التعليم، وهى الكتب المدرسية والأدوات المكتبية، والتى تعد ثالث أكبر بند فى النفقات على التعليم بعد الدروس والمصروفات.
ويبلغ متوسط نصيب الطالب "سنوياً " من شراء الكتب الدراسية والأدوات المكتبية فقط، 1417 جنيها من إجمالى نفقات الأسر الغنية "الأعلى إنفاقا" على التعليم، بينما يبلغ هذا المتوسط لدى الأسر المتوسطة 726 جنيها مستحوذا على نحو 17% من جملة نفقاتها على التعليم للطالب الواحد، مسجلا 317 جنيها بين الأسر الفقيرة "الأقل إنفاقا على التعليم".
يأتى فى المركز التالى لشراء الكتب الدراسية والأدوات المكتبية من حيث ارتفاع النفقات والبنود الأعلى فى إنفاق الأسر المصرية على تعليم أبنائها، بند الانتقالات، حيث تستحوذ مصاريف هذا البند على 9% من حجم نفقات الأسر الفقيرة على التعليم بقيمة 140.7 جنيها للطالب الواحد فى السنة، بينما يرتفع إلى 458.7 جنيه لدى الأسر المتوسطة، ويزيد تدريجياً حتى يصل إلى 1220 جنيها للطالب الواحد فى الأسر الغنية، بنسبة 7.5% من إجمالى نفقاتها على التعليم للفرد الواحد فى العام.
ووفقا لنتائج بحث الدخل والإنفاق لعام 2018، تمثلت تفاصيل متوسطات نفقات المصريين على تعليم أبناءها وحجم الإنفاق على كل بند فى بنود لتعليم، فى الجدول التالى: