منع ريهام سعيد من الظهور الإعلامي!
الجمعة، 23 أغسطس 2019 04:51 م
تشككت كثيرًا في الضجة المثارة حول ريهام سعيد (الممثلة/ المذيعة/ الواعظة/ الداعية/ خبيرة التجميل/ خبيرة إخراج الجن والعفاريت...). في البداية ظننت أنها تتعرض لحملة شعواء من بعض الفسابكة الذين لا يعجبهم العجب، ولا بضاعة «أولاد الحاج رجب». لكن ما أن شاهدت مقطع فيديو للمذكورة أعلاه تيقنت من الأمر، وتأكدت أن ناشطي الفضاء الإلكتروني معهم كل الحق، في الهجوم عليها، بسبب تنمرها على السيدات البدينات.
ريهام سعيد خلال تقديمها حلقة برنامجها قالت نصًا: «الناس التخينة ميتة. عبء على نفسها وعبء على الدولة. الناس التخينة بتشوه المنظر. لما تبقي ماشية بالأسدال او الجلابية، ومش قادرة تمشي وبتعرجي علشان ركبك واجعاكي، وطبعا بيبقى كلك عرقانة لأنك عندك كمية السموم غير طبيعية، فقدت كل انوثتك. فقدت كل صحتك، فقدت كل حاجة.. امبارح الناس إللي كانت معانا إللي جوزها سابها وطفش، وإللي اتخطبت مرتين اتفسخت الخطبة.. دايما اللي يختارها راجل تخين جدا عشان ترضى بيه وهو يرضى بيها»!
لست متخيلًا وجود هذا القدر من التنمر، والوقاحة، و انعدام الحس الإنساني.. فليس كل المصابين بالسمنة لديهم القدرة على إنقاص أوزانهم، أو يلعبون رياضة، أو يذهبون إلى «الجيم»؛ ليظهروا في أحسن «فورمة» مثل سيادة المذيعة.. نعم هناك أناس «بيكملوا بقية عشاهم نوم»، وليس لديهم القدرة المادية للسير على نظام غذائي معين.. وهناك آخرون لا يملكون وقتًا كافيًا للتخسيس؛ لأن أكل عيشهم لا يتركهم يفكرون في هذه الرفاهية!
السمنة مرض لا يفرق بيت ذكر وأنثى، يصيب الإنسان الذي يملك أنسجة دُهْنِية زائدة، وله أسباب عدة، أهمها الأطعمة السريعة، أو جينات وراثية، أو تناول عقاقير طبية.. أي كلٌ منا معرض لهذا المرض، الذي يمكن العلاج منه، أو التعايش معه كالتعايش مع أمراض أخرى مزمنة.
وليس شرطًا أن ترتبط السمنة بكل الأشياء المقبوحة التي ذكرتها مقدمة «صبايا»، فكل منا في دائرة معارفه الضيقة، أو الواسعة، يعرف بدناء وبدينات لكنهم في غاية الحيوية والنشاط، والمرح، وخفة الدم، والنظافة.. بل في كثير من الأحيان يكونوا محل غبطة، أو حسدٍ من الآخرين.. في مقابل ذلك يوجد نحفاء ونحيفات يلازمون الكسل، وفي منتهى الغلاسة، ولا يعرفون شيئًا عن نظافة الجسد، أو حتى نظافة اللسان، كما حال ريهام.
نعم هناك بدناء راضون عن أجسامهم، ولا يجدون غضاضة في ذلك.. وعلى الجانب الآخر، هناك مصابون بسمنة مفرطة لا يرضون عن أجسامهم، ويبذلون محاولات عدة للخلاص من سمنتهم، ويدفعون أموالًا طائلة نظير خلاصهم من البدانة، وأحيانًا يتعرضون للنصب والاحتيال من قِبل بعض المراكز الصحية التي تلعب على وتر الرشاقة، وتحويل ورقة الكرنب إلى ورقة بفرة!
وصف ريهام سعيد للسيدات المصابات بالسمنة لا يتفق مع القواعد المهنية للإعلام، ولا يتسق مع الضوابط الاجتماعية، ولا المعايير الأخلاقية، ولا مع القيم الدينية.. بل أرى أن الأوصاف التي سردتها المذكورة بشأن البدينات، تمثل جريمة قانونية، وتحتاج إلى محام ليحرك دعوى قضائية ضد ريهام، نيابة عن السيدات الفضليات اللائي يخضعن لاختبار الله في أجسادهن.
حديث ريهام عن السيدات السمينات بمثابة اغتيال معنوي لهن، خاصة إذا كانت المصابات بهذا المرض لا دخل لهن بمرضهن.. فما ذنبهن ليتعرضن للإهانة والتحقير، والحط من شأنهن على الهواء مباشرة، وعلى مرأى ومسمع من مئات الملايين؟ فهل يجد هؤلاء مَن يعيد إليهن اعتبارهن؟
إنني على ثقة بأن إدارة قناة الحياة سوف تكون عند حسن الظن بها، وقد تفاجئنا باعتذار رسمي منها، على اعتبار أن الاعتذار عن الخطأ من شيم الكبار.. وقد تجبر المذيعة أيضًا على الاعتذار، ثم تتخذ قرارًا يعيد لسيدات مصر المحترمات اعتبارهن، ويرد لهن حقهن.. وربما تمنع المذيعة من الظهور لبعض الوقت؛ عقابًا لها، وامتصاصًا لغضب الشارع منها.
كما أنني على ثقة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وفي القرارات التي سوف يتخذها بعد استدعاء المذيعة، والتحقيق معها بشأن الشكوى المقدمة من المجلس القومي للمرأة ضد برنامج صبايا، خاصة وأن هذه السقطة ليست الأولى لريهام سعيد، فقد سبقتها تهمة التحريض على خطف الأطفال.. وإهانة اللاجئين السوريين، بتوزيع مساعدات على بعضهم في أحد مخيماتهم بلبنان بصورة أقرب للشماتة فيهم.. ثم انتهاكها خصوصية المواطنة سمية عبيد التي اشتهرت إعلاميًا بـ«فتاة المول»، ونشرت صورا خاصة جدا لها في برنامجها أثناء حديثها عن تعرضها للتحرش.. ثم تعديها بالضرب على مساعد مخرج بالضرب وإصابته بكدمات.