«قنابل من حبر ».. «الفريضة الغائبة» أبرزها
الثلاثاء، 20 أغسطس 2019 09:00 م
تعتمد الجماعات الإرهابية على مجموعة من الكتب التى تلقنها لعناصرها كى تحرضهم على تنفيذ العمليات الإرهابية وخيانة أوطانهم، خاصة تلك الكتب التى تعتمد على الفرقة الناجية، والتى يعتبرها منظروا التنظيمات الإرهابية أن هذه الفرقة هى التى ترفع شعار الإسلام وتستخدم السلاح لنشره، ومفهومها للإسلام مقتصر على مفهوم قيادات تلك التنظيمات الإرهابية للإسلام الذى يستخدم العنف والسلاح.
أبرز تلك الكتب هو كتاب الفريضة الغائبة، حيث يعد هو الأساس الفكرى الأول لتنظيم الجهاد، من تأليف محمد عبد السلام فرج، المتورط فى حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذى يزعم أن القتال هو المواجهة، وأن الجهاد فرض عين، ولا يجوز تعطيله أو تأجيله تحت أى مسمى، لأن ديار المسلمين أصبحت الآن ديار كفر وجب قتال أهلها، ورغم إعدام محمد عبد السلام 1982 م فى قضية اغتيال السادات فإن كتابه ظل مؤثراً على تيار الجهاد حتى اليوم، وكانت أول طبعة تمت بواسطة محمد عبد السلام نفسه فى صيف 1980 م قبيل اغتيال السادات مما جعل الكتاب الركيزة الفكرية الأساسية لاغتيال السادات.
من بين الكتب أيضا "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"، حيث صنف البعض الكتاب بأنه الأخطر فى العالم خلال السنوات الماضية، رغم أنه صدرت طبعته الأولى للمرة الأولى وانتشر بين عناصر التيار الجهادى فى عام 2004 إلا أن خطورته لم تتضح إلا بعد أن انتشرت ذئاب داعش المنفردة حول العالم، حيث إن هذا الكتاب ينفرد بالظهور الأول لتكتيك "إرهاب الذئاب المنفردة" لكن تحت مسمى آخر هو "الجهاد الفردى"، ولهذا السبب تحديدا يمكن أن نعتبر أبو مصعب الـسـورى بمثابة الأب الروحى لتنظيم داعش.
كتاب إدارة التوحش، لأبى بكر ناجى، الذى نشر عام 2004، يشرح فكر واستراتيجية تنظيم قاعدة الجهاد، والكتاب عبارة عن مجموع مقالات نشرت فى منتدى أنا المسلم، حيث يؤكد المؤلف الذى يرى أن "الدولة الإسلامية الجديدة" تبدأ بخلق مناخ "فوضوى" يسمح بنمو خلاياها، مشيرًا إلى أن الفوضى التى على التنظيم خلقها لن يسمح لها بأن تكون فوضى عادية بل لا بد أن تكون "فوضى متوحشة" تحول الأراضى العربية إلى رقعة ممتدة من النموذج الأفغانى قبل سيطرة تنظيم "طالبان" على أفغانستان، أرض يتناحر الجميع عليها فيصبح سكانها يحلمون بالمنقذ الذى يخلصهم من هلاك الحرب، فيظهر أبطال "الدولة الإسلامية" ليحاربوا الأشرار وينتصروا عليهم ويبسطوا سيطرتهم عليها.
كتاب الجامع فى طلب العلم، لـ"السيد إمام"، والذى يرى أن الفرقة الناجية هى المسيطرة على سيد إمام فى كافة فصول الكتاب، ولذا فإنه تحول إلى قاض يسعى لجمع الأدلة للحكم على الفرد أو المجتمع، وهو ما جعل مقصلة التكفير تنال الكثيرين حكاما ومحكومين.
فى هذا السياق يقول الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن أبرز الكتب التى يعتمد عليها التنظيمات الإرهابية لتحريض عناصرهم على العنف هى كتب أبو محمد المقدسى "ملة ابراهيم والكواشف الجلية" وكتب "السيد إمام" مثل كتاب "الجامع فى طلب العلم"، بالإضافة إلى كتب سيد قطب مثل "الظلال والمعالم" ورسائل حسن البنا مؤسس الجماعة.
ويشير الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تلك التنظيمات الإرهابية خلال تلقينها لعناصرها تلك الكتب يقومون باستغلال بعض الأحداث المثيرة مع قلة العلم الشرعى الذى يعصم الفرد مع الحماسة الزائدة