ترامب vs أوروبا.. كيف يبتز الأول حلفائه؟
الإثنين، 19 أغسطس 2019 09:00 م
يبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول استغلال مخاوف حلفائها لابتزازهم، وجرهم صراحة لدفع مزيد من الأموال، مقابل الخدمات التى تقدمها واشنطن لهم، والتى اعتادت تلك الدول الحصول عليها مجانا، لسنوات طويلة، وهو الأمر الذى لا يقتصر بأى حال من الأحوال على آسيا، وإنما امتد إلى أوروبا، وهو ما يبدو واضحا فى التلويح الأمريكى بالانسحاب من الناتو، منذ بداية عهد ترامب، والذى دعا إلى قيام الدول الأوروبية بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه التحالف، وهو التهديد الذى أتى بثماره جراء مخاوف أوروبا من التهديدات العسكرية المحدقة بها، فى ظل ضعف الجيوش الأوروبية، بينما كان الناتو هو الوسيلة لحمايتها لسنوات طويلة.
الابتزاز العسكرى الأمريكى لأوروبا لم يقتصر على مجرد التهديد الشفوى، وإنما امتد إلى خطوات من شأنها إثارة المخاوف الأوروبية بصورة كبيرة، وعلى رأسها القرار الذى اتخذته إدارة ترامب بالانسحاب من معاهدة القوى النووية القصيرة والمتوسطة المدى، والتى وقعتها أمريكا مع الاتحاد السوفيتى، فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى، وهى الخطوة التى تدفع موسكو نحو نشر صواريخها من جديد، لتمثل تهديدا صريحا لدول القارة العجوز.
ولعل رد الفعل الهادئ من قبل الرئيس ترامب وإدارته على التجارب الصاروخية الكورية الشمالية الأخيرة، يثير تساؤلات عدة، وربما شكوكا، حول ما إذا كان هناك حالة من الرضا من قبل الولايات المتحدة، قد يصل إلى حد التواطؤ مع الخطوات التى قامت بيها بيونج يانج، والتى تمثل انتهاكا صريحا، للنتائج الرسمية للمحادثات المتواترة التى جمعت بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، منذ القمة الأولى بين الرئيس الأمريكى وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والتى عقدت فى سنغافورة فى يونيو 2018، وما تلا ذلك من لقاءات، كان أخرها اللقاء التاريخى بينهما فى المنطقة الحدودية منزوعة السلاح بين الكوريتين، على هامش الزيارة التى قام بها ترامب إلى كوريا الجنوبية فى يونيو الماضى.