بعد أداء مناسك الحج.. ضيوف الرحمن يتوافدون على مزارات السعودية الإسلامية
الإثنين، 19 أغسطس 2019 12:00 م
سويعات قليلة تفصل حجاجنا عن الوصول إلى أرض الوطن سالمين، بعد أداء مناسك الحج، خلال العام الجاري (2019)، إلا أن الحجاج المصريين، حرصوا على زيارة عدد من المعالم الإسلامية في المدينة المنورة قبل رحيلهم عن الأراضي المقدسة.
كان عدد من الحجاج المصريون حرصوا خلال تواجدهم في الأراضي المقدسة، على زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى عدد آخر من المعالم الإسلامية في المملكة العربة السعودية، مستلهمين من تلك الأماكن المقدسة الروحانية.
«الأمور تسير بطريقة طبيعية، وحجاجنا يتحركون في أجواء إيمانية بالمدينة المنورة».. بهذه الكلمات وصف اللواء عمرو لطفي، الرئيس التنفيذي لبعثة الحج، وضع الحجاج المصريين في المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن الحجاج يستغلون إقامتهم القريبة من المسجد النبوي لزيارته باستمرار.
وأردف «لطفي» في تصريحات صحفية له (الإثنين): «ضباطنا يرافقون الحجيج باستمرار لتذليل أي عقبات ربما تواجههم، واستخدام التقنيات الحديثة في التسكين والتواصل مع ضيوف الرحمن سهل علينا كثيرا، ولدينا توجيهات مستمرة من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتقديم كافة التيسيرات للحجاج لحين عودتهم سالمين لذويهم».
«الجسر الجوى لنقل الحجاج من جدة إلى القاهرة مستمر لمن أتم النسك والزيارات، وسيتم تفويج أول دفعة من المدينة للقاهرة (الأربعاء) المقبل».. يتابع «لطفي».
وعن لجان المطارات أكد أيمن عبد الموجود، رئيس بعثة حج التضامن الاجتماعي، أن اللجان تعمل بكامل فعاليتها، لافتا إلى أنه تم منح أعضائها التسهيلات والتيسيرات التي تمكنهم من أداء عملهم لخدمة ضيوف الرحمن وسرعة إنهاء الإجراءات.
«انطلقت الإثنين رحلات العودة لـ(2146) حاجا من مطاري جدة والمدينة المنورة إلى أرض الوطن».. يضيف «عبد الجواد»، لافتا إلى أن مطار جدة تفويج (555) حاجا، من محافظات بورسعيد والجيزة والجمعيات المركزية، بينما يفوج مطار المدينة المنورة (691) حاجا إلى أرض الوطن من محافظات القاهرة والجيزة وبنك ناصر والجمعيات المركزية.
وعن زيارة المعالم الإسلامية في السعودية، أكد «عبد الجواد»، أن (الإثنين) سيشهد تفويج (1015) حاجا من مكة إلى المدينة لزيارة مسجد الحبيب المصطفى (ص)، ومسجد قباء وجبل أحد، وغيرها من المزارات الشريفة.
«هناك متابعة مستمرة وزيارة للحالات المحجوزة بالمستشفيات لتلقي الرعاية الطبية والتأكد من تلقيها كافة الخدمات وأن حالات الغسيل الكلوي تغسل بانتظام».. يتابع.
كانت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، خصصت ثمانية آلاف كرسي لخدمة كبار السن والأشخاص ذوى الإعاقة في موسم الحج هذا العام، ضمن الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الوكالة لضيوف الرحمن قاصدي المسجد النبوي في قسمي الرجال والنساء.
وشملت الخدمات المخصصة لفئات المعاقين وكبار السن ترجمة الخطب والدروس الشرعية بلغة الإشارة للصمّ وذوى الهمم، وتنظيم زيارتهم للروضة الشريفة، وتأمين جميع الاحتياجات اللازمة لهم ليؤدوا العبادات براحة ويسر.
ومن ناحيتهم، حرص عدد كبير من حجاجنا على زيارة متحف معرض القرآن الكريم بالمدينة المنورة المقام بجوار المسجد النبوي الشريف، حيث تفيض مشاعرهم لدى جولتهم في المعرض لما يحتويه من تقنيات مبهرة تُظهر عظمة كتاب الله عز وجل وأهمية تعظيمه ومعرفة تاريخ القرآن العظيم.
ويستقبل المعرض زواره على فترتين صباحية ومسائية وتمت ترجمة محتواه إلى عشر لغات مختلفة وحية بجانب اللغة العربية الأساسية واللغة الإنجليزية ولغة خاصة للأطفال تناسب مستواهم العمري والفكري.
ويهدف إلى تعريف الناس بكتاب الله تعالى عبر محتوى دقيق ومنظومة واسعة من التقنيات وفق أسلوب العرض المتحفي لدعوة الناس إلى تعلم القرآن الكريم وتعليمه وإبراز جوانب عظمة كتاب الله عز وجل وأهمية تعظيمه ومعرفة تاريخ القرآن العظيم وعرض التقنيات الخاصة بالقرآن الكريم.
إلى جانب إبراز جهود المملكة العربية السعودية التاريخية والحديثة في العناية بالقرآن الكريم والتعريف بالمخطوطات القديمة للمصاحف وأوعية كتابتها والأدوات المستخدمة فيها واللوحات الجمالية والخطوط والصور والمقتنيات الخاصة بالقرآن الكريم قديمًا وحديثا.
ويتكون متحف معرض القرآن الكريم من عدة قاعات من بينها قاعة الاستقبال التعريفية الذي يعرض من خلاله فيلم قصير لتعريف الزائر على المعرض كاملا، وقاعة كبار الزوار يتم فيه استقبال كبار زوار متحف المعرض إضافة إلى وجود محتوى خاص بهم في القاعة كذلك قاعة النبأ العظيم التي تتحدث عن جوانب ممتعة في عظمة القرآن الكريم وكيف بُهر العرب به كما بهر به الجن والملائكة مع لمحة سريعة حول فضائل عدد من آيات وسور القرآن الكريم، إضافة إلى جوانب من إعجاز القرآن الكريم.
أما قاعة تاريخ القرآن الكريم فيتعرف الزائر من خلاله على قصة نزول القرآن والوحي وكيف كانت أحوال الناس حين انقطع الوحي، ثم قصة جمع القرآن الكريم وترتيبه حتى وصل إلينا مطبوعا، بالإضافة إلى قاعة مصغرة يشاهد فيها الزائر نموذجا لورشة عمل لخط المصحف الشريف.
ومن القاعات الرئيسة أيضا قاعة جهود المملكة التاريخية الخاصة بالعناية بالقرآن الكريم «المخطوطات»، حيث تبرز هذه القاعة جهود المسلمين في العناية بكتاب الله تعالى عبر القرون عامة، كما تبرز جهود المملكة العربية السعودية في العناية بكتاب الله تعالى من خلال مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمدينة المنورة التي تضم مجموعة نادرة من أنفس المخطوطات للمصحف الشريف وأكثرها تنوعا في نسخها الأصلية ونسخ مصورة أيضا.
ومن قاعات متحف المعرض أيضا قاعة ورتل القرآن التي تظهر فيها جماليات النص القرآني حيث سيتعرف الزائر من خلال هذه القاعة على تلاوة القرآن وآدابها وطريقة تعلم القرآن وتعليمه وكذلك القراءات القرآنية وأنواعها من خلال الاستماع إلى أجمل المصاحف المرتلة والأصوات العذبة لمشاهير القراء من المملكة والعالم الإسلامي.
أما قاعة التفسير والتدبر فيتعرف الزائر من خلالها على نشأة تفسير القرآن الكريم والمراحل التي مر بها حتى وصل إلينا عبر العديد من مشاهير المفسرين ومرحلة ما بعد التفسير وهي تدبر القرآن الكريم إضافة إلى جانب تطبيقي يعرض لملامح من طريقة عرض القرآن للتوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى إلى جانب العرض المرئي وقاعة تقنيات في خدمة القرآن الكريم.
فيما تضم قاعة تربية الناشئة والأسرة على القرآن الكريم جوانب تعين على تربية الناشئة والأسرة على القرآن الكريم مستعرضة نماذج لأحوال السابقين في طريقة تعلمهم القرآن ونماذج لنبوغهم الأمر الذي يشعل الرغبة في المنافسة والمسابقة في تعلم القرآن الكريم.
وتضم جنبات متحف المعرض جناح «متجر الهدايا التذكارية»، الذي حرصت الإدارة من خلاله على تخليد ذكرى هذه الزيارة لمتحف المعرض ويحتوى على عددًا من الإصدارات وبعضًا من التقنيات المعنية بالقرآن الكريم التي يمكن للزائر شراؤها واقتناؤها كتذكار لزيارته لهذا المعرض مراعية لمستويات الزوار العمرية والمعرفية، إضافة إلى مراعاتها للغاتهم وتكون هذه الهدايا والإصدارات متاحة عبر المتجر الإلكتروني الخاص بموقع متحف معرض القرآن الكريم على الإنترنت.
ويضم المتحف أيضا عددًا من أنفس المخطوطات الخاصة بالمصاحف التي يطلع عليها الزائر للمرة الأولى كتبت عبر عصور مختلفة بأشكال وصور متعددة منها مخطوطات بصورتها الأصلية وبعضها مصورة، كما تتضمن مقتنيات المعرض ستارة الكعبة الشريفة نسجت قبل نحو (140) عاما وغيرها من المقتنيات النادرة والمخطوطات التي يتيح المعرض لزائريه مشاهدتها.
بينما تتميز حافظات المخطوطات التي تم تصنيعها خصيصًا للمعرض لدى واحد من أهم المصانع في العالم لحماية المخطوطات من العوامل الطبيعية التي قد تتلفها أو تؤثر عليها كالحرارة والهواء والأرضة، إضافة إلى حمايتها من السرقة والاعتداء.