بعد عام من انفراد «صوت الأمة».. جريدة ألمانية تؤكد وقائع تحرش واغتصاب يسري فودة لزميلاته بـ«دويتش فيلا»
الأحد، 18 أغسطس 2019 10:22 م
شهر واحد ويتم الحول على القضية الفضيحة التي فجرناها هنا في «صوت الأمة» بشأن تورط الإعلامي المصري الهارب لألمانيا يسري فودة، في ثلاث قضايا تحرش بزميلاته في قناة دويتش فيلا الألمانية، ففي التاسع من سبتمبر من العام الماضي 2018، انفردنا بنشر وثائق حصلنا عليها من مصادرنا بالقناة تفيد بتقدم ثلاثة من العاملات بالقناة الشهيرة بشكوى ضد الإعلامي سالف الذكر كل منهن يتهمنه بالتحرش الجسدي واللفظي.
نجحنا خلال العام المنصرم بما نشرناه من حقائق ووثائق في نيل الإعلامي المتحرش ما يستحقه من جزاء، فتولت إدارة القناة طرده وإيقافه عن العمل بعد إقرارها بما نشرناه من وقائع، فما كان من الإعلامي الأجوف إلا أن خرج بتويتات متعاقبات، لا يغنين ولا يسمن من جوع، هال فيهم التراب لأطراف مجهولة ادعى أنها تشن حرب عليه، متناسياً أن ما كان بين أيدينا من وقائع، لا علاقة له إلا بنزوات وشهوات ساقته لشر أعماله، بينما كان هو يظن - هنا كل الظن إثم – أن مهما فعل وتجبر لن ينكشف أمره، وأن دراويشه في ظهره لن يدعوا مجالاً لأمر مثلك أن يأخذ حقه من الانتشار، والآن وبعد مرور ما يقرب من عام، خرجت صحيفة ألمانية، تؤكد ما نشرناه في «صوت الأمة»، عن وجود تفاصيل موثقة تشير إلى تورط مقدم البرامج الشهير يسري فودة في وقائع اغتصاب وتحرش بزميلاته في العمل.
قالت صحيفة «تسايت» الألمانية، إن ما نشر في جرائد مصرية في شهر سبتمبر 2018، عن واقعة تحرش مقدم البرامج الشهير كانت فقط واحدة من عدة حالات تم اتهامه بها، لكن الجديد، هو اتهام «يسري» باغتصاب إحدى زميلاته عنوة بعد دعوته إليها لشقته لمناقشة بعض أمور العمل.
لم تكتف الصيحفة بذلك، بل راحت تتهم إدارة القناة الألمانية بالتواطئ في محاولة التغطية على الجريمة، وهو ما أثار العديد من الاضطرابات داخل القناة مازلت أصداؤها تتواصل داخل أروقتها والتي يتم تمويلها من جيوب دافعي الضرائب الألمان.
قالت الصحيفة الألمانية إن مقدم البرامج الشهير «يسري.ف» جلب المتاعب للقناة التلفزيونية، لاتهامه وآخرين بالتحرش الجنسي، مؤكدة أنها أتيح لها الإطلاع على وثائق داخلية من دويتشه فيله، تظهر كيف هزت هذه الوقائع القناة الممولة من أموال دافعي الضرائب في الأشهر الماضية، وتركزت الاتهامات بالأخص ضد «يسري ف»، التي ينكرها بدوره، وقالت الصحيفة إنها تواصلت مع كافة الضحايا منهم من رفضن الحديث ومنهن من تحدثت شرط عدم كشف هويتها.
ولفتت في تحقيقها المنشور في 1 أغسطس الجاري، إلى أن الإدارة لم تتعامل بشفافية كاملة في هذه القضية وغيرها مما أثار العديد من التساؤلات النقدية من جانب الموظفين في القناة، ومدى نفوذ المذيع الشهي، وقالت الصحيفة إن يسرى ف تواصل مع الناشطة داليا حمودة، وأرسل لها رسائل نصية في شهر يونيو ٢٠١٦ عبر موقع فيسبوك ووعدها بالعمل لدى دويتشه فيله في برلين، موضحاً أنه يستطيع الحجز لها في فندق، في حال كانت مهتمة بالعمل معه.
وقالت حمودة في حديث مع الصحيفة الألمانية في ستوكهولم نهاية فبراير٢٠١٩: «كنت سعيدة للغاية، بتقديم صحفي مهم مثله عرضاً كهذا. كنت حينذاك عاطلة عن العمل ومفعمة بالطاقة لبدء شيء جديد». وبالفعل وصلتها في الثامن من سبتمبر ٢٠١٦ رسالة من بريد يسري ف. الإلكتروني لدى دويتشه فيله يتضمن حجز تذكرة طيران لدى شركة طيران برلين (AB 8007) على رحلة من ستوكهولم إلى برلين، تقلع في مساء اليوم التالي.
وبحسب «حمودة»، جاء «يسري ف» ليصطحبها بعد وصولها إلى مطار برلين تيجل، وأوضح لها وهما في السيارة أنه لم يحجز لها غرفة في فندق، لأن هناك ما يكفي من المساحة لها في شقته.
تقول حمودة: «لم أكن أعرف أحداً في برلين، وكنت مفلسة. فكرت: ما هو أسوأ شيء قد يحدث الآن؟»، وتبين بحسب الناشطة خلال المساء أن يسري ف لم يقم كما تم الاتفاق عليه بتنظيم لقاء تعارف لها في دويتشه فيله، مضيفة أن يسري، حاول الاقتراب منها وهم بالاعتداء عليها لكنها تمكنت من الهرب وظلت هائمة في شوارع برلين حتى تمكنت من الوصول إلى أحد الأصدقاء لإيوائها، ووصفت داليا حمودة علناً ما عايشته في منشور على موقع فيسبوك في ١١ من سبتمبر ٢٠١٨. وذكرت حمودة اسمه بالكامل، إلا أنها حذفت اسمه بعد مرور ١٠ ساعات.
وذكرت الصحيفة أن هناك اتهام آخر قد يكون أشد جسامة، حيث تتهم موظفة مستقلة في دويتشه فيله يسري ف باغتصابها، حيث أخفيت هويتها في تقارير دويتشه فيله الداخلية، لكن «تسايت» تعرف هويتها، عن طريق ما ورد في المحاضر الداخلية من كلام أدلت به الموظفة، طلب منها (يسري) بعد وصوله لبرلين عام ٢٠١٦ عدة مرات أن ترافقه للتعرف على المدينة معه، ووافقت في كل مرة.
وقالت إنه طلب منها في الثالث من أغسطس ٢٠١٦ أن تشاهد معه أحد حلقات برنامجه وتحللها معه في شقته، وأضافت أنها ذهبت بعد ذلك معه إلى شقته، وذكرت لاحقاً أنها لم تكن تريد أن تعارض رئيسها في العمل، وبينت في إطار تحقيق أجرته لجنة داخلية في دويتشه فيله لاحقاً أنه قام باغتصابها عنوة، وبعد مرور عام ونصف من واقعة الاغتصاب، أخبرت الموظفة بما حدث لها لمفوضة الشؤون الصحية ولاحقاً أخبرت مفوضة المساواة بين الجنسين في دويتشه فيله، ثم انطلقت بعدها حملة توعية داخلية.
بعد شكاوى عديدة داخل القناة من تجاهل الإدارة لشكواهم قامت الإدارة بعمل نشرة داخلية سبتمبر ٢٠١٨ نصت على ما يلي: «مؤخراً، أُحيطت إدارة دويتشه فيله علماً بواقعة تحرش جنسي محتملة، وأظهر التحقيق الذي أطلِق على الفور أن الاتهامات المقدمة يمكن تصنيفها على أنها ذات مصداقية، واتخذت دويتشه فيله فوراً الإجراءات اللازمة، الشخص المتهم لم يعد يعمل لديها». وكان يُقصد فيما يبدو بذلك يسري ف الذي ألغي برنامجه في أغسطس ٢٠١٨
يذكر أنه منذ أكتوبر ٢٠١٨ هناك بلاغ لدى شرطة برلين ضد يسري ف، الذي بات يعيش في لندن، بتهمة الإكراه الجنسي والاغتصاب، فالموظفة المستقلة التي أخبرت بذلك للجنة الداخلية في دويتشه فيله قامت بالتبليغ عنه لدى الشرطة.
وفتحت النيابة العامة في برلين في السابع من نوفمبر ٢٠١٨ تحقيقاً ضده، وقد ردّت النائبة العامة المسئولة عن ذلك كتابياً على استفسار «تسايت»: بأن التحقيق لدى النيابة العامة في برلين مازال يجري ضد الشخص المسمى، لوجود اشتباه أولي في وقوع جريمة الاغتصاب