الذهب حدوتة أصلها فرعوني.. البريق خطف قلوب النساء وأجهد «جيوب» الشباب
الجمعة، 16 أغسطس 2019 06:00 م
تنوعت استخدامات الذهب والحلي على مدار أعوام وسنين متفرقة، فتغيرت أشكال المصوغات الذهبية بالعديد من المراحل التى تمتد من عصور الفراعنة حتى الآن، وإن كان بعضها مازال محتفظا بشكله التاريخى داخل المتاحف، ولكن البعض تغير مع الزمن.
وفي السنوات الآخيرة تحولت «الشبكة» إلى أشكال أكثر بساطة لكي يتمكن الكثير من شرائها، فبداية من الخلخال والكردان وصولا بـ«الانسيال»، وباتت تتنوع الموديلات وفقا لستايل الملابس، وما يناسب العصر الحالى، فى حين لم نجد أحدا يهدى لعروسته خلخال فى العصر الحالى.
ويعد الكردان والحلي المخرطة أحد أيقونات الحلى الشعبى فى الريف، انتشرت فى منتصف القرن الماضى، حيث كان يصنع من الذهب ويطعم الكردان بالأحجار الكريمة، وكان تقدم كشبكة للعروس فى القرى الريفية قديمًا، فى حين اختفت تلك الأشكال لصالح أخرى أكثر بساطة كالسلسلة التى بالطبع يخفض سعرها بكثير فى حالة صنع فى الوقت الحالى بنفس الأوزان.
وعن الغوايش والسلاسل ما زالت تتواجد فى العديد من محلات الصاغة منذ القرن الماضى التى امتدت حتى الآن، ولكن عادة ما تشترى الأسر المصرية الخواتم والغوايش طبقا لقدرتها المالية، حيث قد يختلف الأسعار وفقا لعيار وحجم الذهب الذى يشتريه العروسين قبل الزفاف، ويكون عادة وفقا للاتفاق بينهم.
ويعود أصل المشغولات الذهبية إلى التراث الفرعونى وتوارثته الأجيال حتى الآن، وما يميزه عن غيره أنه صناعة يدوية، تتزين المرأة النوبية بالحلى وخاصة فى الأفراح والمناسبات السعيدة، ويعد الذهب النوبى دليلا ومؤشرا قويا على ثراء أهل القرية، وهو ذهب خالص صافى بندقى.
فهدايا العروس كالحلى والذهب والمجوهرات كانت من عادات وتقاليد الزواج فى مصر القديمة، وهذا يعنى أن فكرة تقديم «خاتم الزواج» هى تقليد فرعونى ويشترط أن يكون الخاتم مصنوعا من الذهب. ويعتبر الفراعنة هم أول من استعمل خاتم الزواج كرمز للزواج الأبدى، وتم اختيار الخاتم لأن الدائرة عندهم تحمل رمزا كونيا متمثلا فى الشمس والقمر وتعنى الأبدية والكمال، والزواج هو اكتمال الحياة.
ومن العادات في الوقت الحالي: في محافظة دمياط، تذهب أم العروس إلى أهل العريس ومعها خواتم ذهبية كهدية لوالدة العريس وشقيقاته البنات. وتعتبر محافظة أسيوط من أكثر المحافظات مبالغة فى أمر الشبكة، حيث يقدر أهل العروس الذهب بالكيلو وبكميات كثيرة وليس بالجرامات، وهذا الأمر يعد مكلفا وعبئا على العريس.
أما الشبكة لا يمكن التنازل عنها فى قنا، وحتى إن لم يتمكن العريس من شراء شبكة بالمبلغ المطلوب منه فإنه يختار شبكة ويزنها، ويقيد وزنها فى قائمة الزواج. وفى سوهاج على العريس شراء شبكة يصل وزنها لـ 100 جرام، والحساب بالجرام وليس بالسعر، وهو من الأعراف والعادات المنتشرة فى سوهاج، حيث يرى أهل العروس أن الشبكة القليلة تقلل من قيمتهم.
وفى محافظة المنيا لا تقل الشبكة عن 25 جرامات، وتتراوح فى المتوسط ما بين 25-35 جراما. أما محافظة البحيرة ترتفع قيمة الشبكة بناء على ما تمتلكه العروس من أراضى زراعية وثروة، حيث تصل أحيانا شبكة العروس فى البحيرة لـ100 ألف جنيه، كما أن هناك بعض العائلات تطلب شراء جاموسة مع الشبكة.
وتتحول الشبكة ومتطلبات الزواج إلى ساحة لاستنزاف الأسر، ويؤدى عدم الاتفاق فى الكثير من الأحيان إلى إلغائه وفى حالة إتمامه قد تترسب عواقبه إلى بعد الزواج على الجانب الآخر، يطلب من أهل العروس المشاركة فى تأثيث المنزل، مما يفوق قدرة أبوها المادية، ليتحول الصراع إلى حلقة مفرغة حيث كل واحد يستنزف الآخر.
وأدى الخلاف على الشبكة إلى عزوف العديد من الشباب عن الزواج، الأمر الذى جعل لجأ بعض شيوخ القرى الريفية إلى الالتزام بتخفيض قيمة الذهب والعفش والمنقولات إلى حد كبير، بل ومنع الذهب نهائيا.