اعترافات مطران كاثوليكي: هناك خطف للرعايا بين الطوائف وبعض مظاهر التدين سطحية
الجمعة، 16 أغسطس 2019 03:00 م
فجر الأنبا بطرس فهيم مطران المنيا للكاثوليك، قضايا هامة في تصريحات صحفية، حول علاقة الطوائف المسيحية بين بعضها البعض، قائلًا إن الاتهامات بين الطوائف المسيحية بخطف الرعايا، قائمة فعلًا ومبنية على وقائع فعلية وحقيقية، مشيرا إلى أن كل طائفة مؤمنة معها كل الحق تريد أن تهدى كل الناس الى هذا الحق الذى تعتقده؛ وإلا فهى مقصرة فيما تظنه التبشير أو الدعوة، وهو واجب مقدس.
وتابع في تصريحات صحفية، أن مشكلة خطف الرعايا تتفاقم، حين يكون الخطف مبنى على تشويه لسمعة واعتقاد الآخر وتشكيك فيما يؤمن به، بينما هناك طريقة أخرى من الخطف تتم عن طريق إغراء الفقراء بالمال وبالمساعدات العينية، وهذا أيضا أمر بغيض فلا يجب أن نختزل الأمور الدينية فى أمور مادية فانية مستغلين ومتاجرين باحتياجات الناس، فليس هذا من النبل فى شيء، وما يشترى بالرخيص سيذهب رخيصا بخيسا.
ومن بين القضايا التي آثارها المطران الكاثوليكي، حكاية الأب مينا توفيق، الذي قد استقالته للسينودس البطريركي وانعزل عن الكنيسة الكاثوليكية، موضحًا: «فى الحقيقة حين بدأت خدمتى فى إيبارشية المنيا في أبريل 2013، كان الأب مينا توفيق يخدم فيها فى الكثير من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية والكنسية. ولما لاحظت أن الأمور يجب أن تكون فى سياق وبحسب النظم الكنيسة المتبعة، وطلبت منه الالتزام بذلك، ولكنه وجد صعوبة فى الخضوع لنظم وقوانين الكنيسة، ففضل أن يتركها ليخدم بحرية أكبر. وقدم استقالته، الذى أعطاه مهلة لكى يراجع نفسه ويعود، ولكنه قرر أن يترك الكنيسة الكاثوليكية، فترك الكنيسة الكاثوليكية نهائيا وتزوج، وبذلك يكون فصل نفسه عن الشركة الكنيسة، وبعد ذلك سمعنا أنه انضم إلى طائفة لا نعرفها وصار فيها أسقفا. والكنيسة الكاثوليكية لا تعترف بهذه الدرجة الأسقفية من قريب أو من بعيد».
الأنبا بطرس علق على سبب كثرة المشاحنات في المنيا بالمشاحنات بين مسلمين ومسيحيين، قائلًا إن السبب هو كثرة عدد المسيحيين وقوة نشاطاتهم الدينية كما أن الفكر المتطرف الذى ارتوى لفترة طويلة من الجماعات الإسلامية قد انتشر وتأصل فى عقليات كثيرة من الشباب المغرر به والذى تبنّى بعض مظاهر العنف ضد أى مظاهر دينية، فكثرة العدد وشدة التمسك بالدين، او بالأحرى ببعض مظاهر الدين السطحية، لدى المسيحيين والمسلمين على السواء، تساهم فى تنامى المنازعات والمشاحنات.
وتابع: أن المشكلات التى تنشأ عن المشاحنات الطائفية لا تحل لا بالجلسات العرفية وحدها ولا بالقانون وحده. فالجلسات العرفية قد تنجح فى بعض القرى والنجوع المتأثرة حتى الآن بالطاعة لكبير القبيلة والذى تسمع كلمته وكأنها قانون. ولكن فى المدن والمناطق المتحضرة يجب أن يسود القانون، وإن كنا نرى أن القانون يحتاج إلى تعديل، وأن تطبيقه يجب أن يكون ناجزا وسريعا فبطء التطبيق وميوعة الأحكام لا تقدم ردعا كافيا لمن يجب أن يرتدع.
ولكن الأهم من القوانين والجلسات العرفية فى رأيى هو العمل على بناء أجيال واعية ومتعلمة ومتحضرة من خلال عمل دؤوب فى مجالات التربية والتعليم وفى الاسرة من خلال وسائل الاعلام واستخدام وسائل التواصل الحديثة لتقديم رسالة إنسانية إيجابية وبناءة . بدون هذه المنظومة المتكاملة لا نفع للقانون ولا للردع بالقوة والتخويف، فلا يجب أن نحارب العنف بالعنف ولا الإرهاب بالإرهاب المضاد، بل بالإقناع وبالحضارة وبالعلم وبالتقوى الحقيقية وقبول واحترام الذات والآخر.