إشادة سعودية بكلمة مصر فى الموتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي
الخميس، 15 أغسطس 2019 04:11 م
أشادت وسائط إعلامية سعودية بكلمة مصر بالمؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي تحت عنوان: «المعاني الحضارية في الإسلام»، والذي عقد بمقر الرابطة بمشعر منى المبارك الاثنين، أمس الأول، والتي ألقاها وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة.
وقال الكاتب والمفكر السعودى الدكتور عبد الله الشيعانى، فى تعقيبه على كلمة مصر: في تاريخنا الإسلامي فقهاء سبقوا عصرهم بآرائهم التي طرحوها وناقشوها، فالدين الإسلامي متجدد في كل عصر، وفي كل حين، وأصحاب الهمم العالية، والآراء المتجددة بين ظهرانينا، لكننا قد نغفل عنهم بسبب سرعة وتيرة الحياة، ودوران عجلتها، ولكن طرحهم لفكرهم يجذبنا إليهم.
وفي حج هذا العام، نظمت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرها السنوي، بعنوان : المعاني الحضارية في الإسلام، بمشعر منى، وقد ألقى كلمة مصر في المؤتمر، وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، وطرح في كلمته عناصر مهمة، تحتاج للنظر فيها بعين الاهتمام والتأمل، فطرح موضوعات شمولية، منها أن العلم النافع يشمل الناس جميعًا في جميع أمورهم الدينية والدنيوية، وليس خاصاً *كما شرحه المفسرون قديماً، وبيّن أن قول الحق جلا وعلا: ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” لا يقتصر على العلوم الشرعية، وبرر ذلك بأن الحق سبحانه وتعالى لم يقل اسألوا أهل الفقه وحدهم، أو أهل الحديث وحدهم، أو أهل التفسير وحدهم، إنما يتسع لسؤال أهل الطب في الطب، وأهل الهندسة في الهندسة، وهكذا في سائر العلوم والمعارف والصناعات التي تنفع الإنسانية.
كما طرح قضية في غاية الأهمية، وهي دور المرأة ومكانتها في الدين الإسلامي، التي أنصفها أيما إنصاف، وحفظ لها كرامتها مصانة موفورة، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من كانت له أنثى فلم يئدها ولَم يهنها ولَم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة ” وطرح العديد من الشواهد في هذا المجال.
وفي كلمته أبرز موضوع التفاضل بين الخلق بمعيار واحد وهو قول الحق جلا وعلا: ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” فالعبرة بحسب رأيه صدق العمل، وإتقانه وإخلاص النية فيه لله عز وجل، وأنه لن يدخل أحد الجنة باسمه أو بطاقته أو شهادته أو وظيفته، وبرر ذلك بأن ديننا الحنيف قد أمرنا أن نعامل الناس جميعاً بالتي هي أحسن قولاً وعملاً، ” وقولوا للناس حسنا “.
وفي كلمته وجه رسالة لعلماء الأمة ومفكريها بأن تتحد الجهود لإبراز الوجه الحضاري للدين السمح، وأن يعملوا على استرداد الخطاب الديني من مختطفيه من الدخلاء وغير المتخصصين والمتاجرين بدين الله، فحثهم على بذل قصارى الجهد في العمل على إحلال ثقافة السلام والحوار محل ثقافة الكراهية والاقتتال والاحتراب، وأن تتحول بكل هذه المفاهيم من ثقافة النخبة إلى ثقافة شعبية ومجتمعية شاملة، وأن يعمل الجميع على بيان ذلك للعالم كله بلغاته المختلفة، وهو بحسب تعبيره ما تسهم مثل هذه المؤتمرات الدولية الهادفة إلى إبرازه وترسيخه وتحويله إلى ثقافة واسعة تتجاوز النخب إلى عامة الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
وناقش الدكتور مختار قضايا حساسة في كلمته، وهو ملامسة العلماء لواقع الشعوب، والنزول النخبوي إلى الطبقات الكادحة والمعدومة، ومنحهم الكثير من الوقت لأنهم اللقمة السائغة للأفكار المتطرفة، التي تزين لهم الباطل وتكرههم في الحق، وهو ما ينجرف بسببه أكثر هؤلاء خلف سراب الإرهاب، بغية تحقيق بعضاً من مآربهم التي تهدم المجتمعات ولا تبنيها نظير ثمن بخس دراهم معدودة يخدمون بها مصالح خارجية.