فيس بوك غير المشهد السياسى في واشنطن.. كتاب أمريكي يرصد تأثير السوشيال على المجتمع الأمريكي

الجمعة، 16 أغسطس 2019 09:00 ص
فيس بوك غير المشهد السياسى في واشنطن.. كتاب أمريكي يرصد تأثير السوشيال على المجتمع الأمريكي

قبل عام 2004، لم يكن العالم يعرف ماهية مواقع التواصل الاجتماعى، بالشكل التي عليه الآن، حيث تلك اللحظة بداية لثورة معلوماتية هائلة فى مجال الاتصال عندما أسس مارك زوكربيرج ورفاقه فى جامعة هارفارد الأمريكية شبكة إلكترونية للتواصل، أصبحت عملاقا في مجال التكنولوجيا.
 

مواقع أخرى متعددة كان لها تأثيرا كبيرا، غير أن فيس بوك كان الأشرس فيها، تقول المؤرخة مارجريت أومارا، في كتاب بعنوان: «وادى السليكون وإعادة صناعة أمريكا»، إن موقع التواصل الاجتماعى الأشهر جاء فى وقت كان المجتمع يسعى فيه إلى اتصال بشرى أكبر، ومن ثم أعاد تشكيل المشهد السياسى على يد سيد السوشيال ميديا: باراك أوباما.

 

 

مجلة نيوزويك الأمريكية، نشرت مقتطفات من الكتاب، منها: «فى عام 2007، فتح فيس بوك شبكته لتطبيقات أخرى، فأدخل الألعاب والاختبارات ومحتوى آخر إلى الـ newsfeed الخاص به، وسمح للمطورين بالدخول إلى كنز من المعلومات عن اتصالات المستخدمين وما يعجبهم، والذى أسماه فيس بوك بالسوشيال جراف».

وفى عام 2010 أعلن موقع التواصل عن «الجراف المفتوح» والذى يربط البروفايل الخاص بالمستخدم والشبكة لأماكن أخرى تسافر فى الفضاء الإلكترونى، فلم يعد مجرد شبكة تواصل اجتماعى فى قمة الويب، بل أعاد صياغة شبكة الإنترنت نفسها لتصبح شيئا أخر وصفه مارك زوكربيرج بأنه أكثر اجتماعية وأكثر شخصية وأكثر وعيا، وسمحت الشركة للباحثين الأكاديميين أيضا بالدخول إلى قدر هائل من المعلومات أيضا، مؤكدة على إيمانها بأن التدفق الأكثر حرية وشفافية للمعلومات يخدم الخير الأكبر.

ورغم أن فيس بوك، ومثل الكثير من شركات التكنولوجيا من قبله قد عزا نجاحه  ليس فقط إلى موهبة من صنعوه، ولكن أيضا للحظة التاريخية التى نشأ فيها والتى شملت حالة فقدان ثقة بالحكومة فى الولايات المتحدة ورفض لحراس البوابات التقليديين وعدم مركزية وسائل الإعلام الأمريكي التى تسارعت بشكل كبير فى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر، والتى ساعد عليها الإنترنت نفسه.

لكن فيس بوك والشبكات الاجتماعية الأخرى ملأوا فراغا ثقافيا خلفه نصف قرن من التحرر السياسى والاضطراب الاقتصادى وتلاشى البطولات الرياضية والرحلات الكنسية واجتماعات النقابات التى جمعت أمريكا فى منتصف القرن الماضى فى توافق، وأصبحت السوشيال ميديا أشبه بمدينة عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، وأطلقت أصواتا جديدة وخلقت لحظات اتصال يمكن أن تتحول إلى صداقات واقعية.

وحولت كل شخص إلى كاتب مذكرات وفيلسوف وناشط، حتى لو كان هذا النشاط بمجرد الضغط على زر «Like»، وأصبح كل من «فيس بوك» و«تويتر» آليات للتنظيم والتواصل السياسى فى حركة الاحتجاجات فى العالم العربى واحتلال وول ستريت عام 2011، وسرعان ما اكتسب تويتر عددا غير مناسب من المستخدمين الأمريكيين الأفارقة وأصبح «تويتر الأسود»: منصة قوية للنشاط المدنى والتبادل الاجتماعى، حتى أن أقوى حركة تطالب بالعدالة العنصرية فى السنوات العشر الأخيرة وهى "حياة السود مهمة" قد بدأت كهاشتاج على تويتر.

وفى سباقي الرئاسة عام 2008 و2012، استخدم المرشحون شبكات التواصل كأداة قوية للوصول إلى الجماعات المستهدفة من الناخبين المحتملين وتوفير منصة إعلامية حرة لرسائل الحملات الانتخابية.

وكان باراك أوباما، الرئيس الأمريكى السابق من أفضل وأول من فعل ذلك، فلم يكن سيناتور إلينوس معروفا تقريبا فى عام 2004، لكنه استطاع لفت الأنظار الدولية بسبب كاريزمته ورؤيته والتوقيت، ومثلما كانت أطراف وادى السليكون تبحث عن صبى جديد فى عالم العجائب ووجدت ضالتها فى زوكربيرج، وجد الديمقراطيون، الذين يشعرون بالقلق من كلينتون، فى أوباما وجها جديدا وصوتا مقنعا.

باراك اوباما
باراك اوباما

ومثلما فعل فرانكلين روزفلت مع الراديو، وجون كينيدى من التليفزيون، استفاد أوباما من السوشيال ميدي بشكل أكثر شمولا وإبداعا من منافسيه السياسيين واستطاع أن يشكل علاقة وثيقة وودية مع وادى السليكون فى هذا الشأن، فأصبح إريك شميديت من جوجل من أوائل المتبرعين ومستشارا له، كما أن كريس هيوز، عضو فريق زوكربيرج الأصلى فى هارفارد، حصل على إجازة من فيس بوك وساعد حملة أوباما فى توصيل الرسائل المستهدفة.

وبعد دخوله البيت الأبيض، أصبح باراك أوباما يتواجد بشكل مألوف فى فيس بوك ولينكدإن ويعقد فعاليات كبرى لجمع التبرعات وبتمتع بعشاء خاص مع عمالقة التكنولوجيا، حتى أن أحد الاجتماعات شهدت تواجد زوكربيرج وشميدت وستيف جوبز مع أوباما فى طاولة واحدة.

وقبل نهاية فترته الرئاسية، ساندت هيئة الاتصالات الفيدرالية وادى السليكون ضد شركات الاتصالات فى قضية حيادية الإنترنت، والتى منعت الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت من منع أو فرض رسوم أعلى على محتوى معين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق