بحيرات الرعب.. «نينوس» تبتلع البشر و «ناترون» تحول الكائنات الحية إلى حجارة (صور)
الخميس، 15 أغسطس 2019 02:00 م
قد تتحول الطبيعة الساحرة في بعض الأحيان إلى أداة للدمار والخراب، فعلى الرغم مما هو معروف عن البحيرات الطبيعية بمناظرها الخلابة إلا أن هناك عددا منها حول العالم يمثل خطورة داهمة على حياة البشر، بل والحيوان وكافة الكائنات الحية حولها.
أبرز تلك البحيرات الخطيرة حول العالم، وفقا لصحيفة «الخينيال» الإسبانية، بحيرة «نيوس»، والموجودة في المنطقة الشمالية الغربية من الكاميرون، والتي ابتلعت قرية بأكملها، وهي بحيرة تشكلت فوق فوهة بركانية فى شمال غرب الكاميرون ، فبدون سابق إنذار، أصدرت البحيرة مئات الآلاف من الأطنان من ثانى أكسيد الكربون السام، وانتشرت هذه الغيمة الصامتة على الريف فى حوالى 100 كم / ساعة ( 62 ميلاً فى الساعة )، مما تسبب فى خنق ما يقدر بنحو 1746 شخصًا، وأكثر من 3500 رأس من الماشية فى غضون دقائق.
وكانت القصص الشعبية تتحدث عن روح شريرة خرجت من البحيرة لقتل جميع ما كانوا يعيشون بالقرب منها، وتم تشكيل بحيرة نيوس على فوهة بركانية نشأت منذ 400 عام، وتحتوى بحيرات البركان بشكل عام على مستويات عالية من ثانى أكسيد الكربون، حيث تتشكل من النشاط البركانى الذى يحدث على بعد أميال تحتها، وفى ظل الظروف العادية، يتم إطلاق هذا الغاز بمرور الوقت مع مرور مياه البحيرة، لذلك كانت بحيرة نيوس بمثابة قنبلة موقوتة.
بحيرة نيوس
وتأتي بحيرة «مونتي نيمو» في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، وهي بحيرة تتجمع فيها مياه الأمطار منذ 80 عاما، وعلى الرغم من أنها تظهر فى مواقع التواصل الاجتماعى مثل الجنة من ألوان طبيعية خلابة لكنها فى الحقيقة عبارة عن منجم تنجستين وخزان مهجور ومكب للنفايات السامة، وعلى الرغم من خطورتها على السياح لأن مياهها تتسبب أمراض جلدية خطيرة من تهيج الجلد وعسر الهضم، والغثيان والطفح الجلدى، وهى تسمى بـ«تشرنوبل جاليسيا»، إلا أن السلطات الإسبانية لم تقم بوضع أى لافتات أو إرشادات تحذر من خطورة السباحة فى هذه البحيرة، ما دفع بعض الشركات لاستغلالها، وتعتبر بحيرة مونتى بحيرة اصطناعية تشكلت فى الحفريات المهجورة لمنجم التنجستن منذ الحرب العالمية الثانية.
بحيرة مونتى نيمو
كما تتمع بحيرة «ميشيجين» الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية بشهرة مثلث برمودا، كونها تحصد أرواح العشرات كل عام أثناء مرورهم عليها أو تواجدهم بها.
بحيرة ميشيجن
وتمثل بحيرة «الغليان» واحدة من أخطر البحيرات حول العالم، كون درجة الغليان بها تصل إلى نحو 92 درجة مئوية، ويشير العلماء إلى أن السبب وراء ذلك هو وقوعها فوق فوهة بركان، تجعل عملية السباحة فيها انتحار واضح.
بحيرة الغليان
وتُعد بحيرة «ناترون» الموجودة بتنزانيا المغطاة بقشرة ملح مطلية باللون الأحمر بشكل دورى، واحدة من أكثر أنواع القلوية ملوحة على وجه الأرض، فتصل درجة حرارة الماء إلى 50 درجة مئوية ، مما يجعل البحيرة غير صالحة للسكن إلى جانب القلوية العالية: تمكنت ثلاثة أنواع فقط من الأسماك من التكيف مع هذه الظروف القاسية، واللون الأحمر لبحيرة ناترون يرجع إلى إجتذاب الملوحة لنوع من البكتريا ذاتية التغذية و التى تنتج صبغة حمراء تصبغ مياه البحيرة باللون الأحمر بل حتى تصبغ ريش طيور الفلامنجو التى تعيش في مياه تلك البحيرة حينما تصل إلى جوفها، وتم العثور على كائنات من مختلف الأنواع متحجرة فى مياه البحيرة ،و الحقيقة إن القاعدية الشديدة لمياه البحيرة تحرق جلد وعيون أى كائن غير قادر على التكيف مع هذه الظروف.
بحيرة ناترون_2
وتوجد بحيرة «حدوة الحصان» بالولايات المتحدة الأمريكية، أعلى بركان نشط، ورغم هدوئها لفترات طويلة، لكن منذ ما يقرب من 20 عاماً، بدأت تجف الأشجار الموجودة حول البحيرة بشكل مفاجئ، وبعد استبعاد كل الأسباب المحتملة، تبين للباحثين أن جفاف تلك الأشجار وفناءها بهذا الشكل يعودان إلى امتصاصها كميات زائدة من ثانى أكسيد الكربون من خلال الأرض، ويشكل ثانى أكسيد الكربون الذى ينبعث من الشقوق فى قاعها خطرا على كل شىء على قيد الحياة، وتسببت فى مقتل 4 أشخاص ، بالإضافة إلى جميع الأشجار التى تنمو فى مساحة 40 هكتارا من حولها.
بحيرة حدوة الحصان
تسبب استخراج المعادن، الذى تم تنفيذه فى منطقة «ريو تينتو» بالبرتغال، منذ 3000 عام ، فى امتلاء مياهها بالنحاس والحديد والمعادن الثقيلة ، كما حقق مستوى الحموضة مستويات عالية، ومع ذلك ، حتى فى هذه الظروف غير المضيافة ، يحتوى النهر على نظامه البيولوجى الذى يشتمل أيضًا على البكتيريا التى تعمل على أكسدة المعادن وتمنح الماء لونه الأحمر، وانتشرت خرافات و إشاعات محلية بأن النهر يحوى أسفله عالم شيطانى يجعل لونه أحمر، و أخرى تؤكد حدوث حادث قتل عنيف على ضفاف النهر فحزن النهر ولم يغير لون الدماء، تسير الشائعات والأساطير لتعطى جوا من الغموض حول النهر المرعب.
ريو تينتو
كما تعتبر بحيرة «ممر دريك» واحدة من أكثر المناطق البحرية عدائية وخطورة فى العالم ، إنه المكان الذى يلتقى فيه المحيطان الهادئ والأطلسى، حيث يتم فصل أمريكا الجنوبية عن الكتلة المجمدة فى انتاركتيكا، وتم تسميته على اسم الجندى الشهير فرانسيس دريك الذى كان يزوره فى عام 1578 بعد عبور مضيق ماجلات فى إسبانيا، فالجبال الجليدية المتعددة ، والرياح التى تهب بسرعة 35 مترا في الثانية ، والتيارات القوية وضعف الرؤية يجعله مقبرة حقيقية للسفن التى تغرق لعدة قرون، من وقت ماجلان إلى افتتاح قناة بنما فى القرن العشرين.
ممر دريك
وعلى الرغم من كون بحيرة «كيفو» برواندا، من أكبر مناطق الجذب السياحى فى رواندا، والمكان المثالى لاسترخاء السائحين بعد الجولات الميدانية فى البلاد، إلا أنها مهددة بالانفجار ، وقد يودى انفجارها بحياة ما يصل الى مليونى شخص يقطنون المناطق القريبة، فهي تعد مخزنا لـ55 مليار متر مكعب من غاز الميثان، وعرضة للثوران البركانى فى أى وقت، وهو ما يحتمل أن يشكل خطرا على المجتمع المحلى.
بحيرة كيفو
أما بحيرة «الهياكل البشرية» أو «الهيمالايا»، ففى عام 1942، اكتشف الجيش البريطانى نحو 200 هيكل عظمى لأناس ماتوا منذ قرون بعيدة، داخل تلك البحيرة، وهو اللغز الذى تم التوصل لتفسيره لاحقا، ويفيد بأن وفاة هؤلاء الأشخاص قد جاءت بعد إصابة رؤوسهم بكميات كبيرة من القوالب الثلجية الصغيرة، التى اصطدمت بهم جراء الهواء البارد والقوى جدا حينها، لتودى بحياتهم جميعا على الفور، كما افترضت بعض النظريات أن هؤلاء الناس ربما لقوا حتفهم بسبب إصابتهم بوباء قاتل أو مجاعة أو مجرزة أو حرب، وتقول الأسطورة أن هذه الهياكل العظمية تعود لجنود يابانيين تم القبض عليهم أثناء تسللهم وتم إعدامهم ووضعهم في البحيرة لكن هذه الفرضية استبعدت بسبب أن العظام تعود لفترة زمنية أبعد، وهى تقع على بعد أكثر من 16 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر.
كائن حى تحول إلى حجارة بعد اقترابه من بحيرة الناترون
وسميت بحيرة «بيركلي» ببحيرة الموت الواقعة بولاية مونتانا الأمريكية، فبالرغم من منظرها الجميل إلا أنها قادرة على قتل أى شئ يقترب منها،فهى عبارة عن بحيرة سامة كانت فى الأصل منجماً للنحاس اغلق عام 1982، غمرته المياه الجوفية ، ليتحول إلى بحيرة مليئة بالمعادن السامة ، فهى تذيب ملابس وجلد أى شخص يقترب منها وتحرق العيون، لذلك مُنع الغوص فيها أو الاقتراب منها.
بحيرة بيركلى