«الشحاتة» في محاريب الفراعنة: تسول بالعملة الصعبة.. وحملة أمنية لمواجهة الظاهرة
الإثنين، 12 أغسطس 2019 09:00 م
في محاولة للحد من ظاهرة التسول، تسعي محافظة الأقصر ومديرية الأمن لمواجهتها بكل قوة وحزم لحماية السائحين من تلك الممارسات المشينة، إذ تعد واحدة من الظواهر السلبية التي تحرج المصريين أمام الأجانب ويمتهنها عدد كبير من الكبار والأطفال والسيدات أيضا.
وينتشر التسول (الشحاتة بالعامية) في محيط المعابد الفرعونية بمحافظة الأقصر وبجوار مواقف أتوبيسات السياحة، عدد من المتسولين الذين يعرضون السائحين للمضايقات بصورة يومية خلال زياراتهم للمعالم السياحية والآثرية بالأقصر.
وبحسب أحد المصادر بمديرية أمن الأقصر، إنه يتم تنظيم حملات يومية لمكافحة تلك الظاهرة لخدمة الحركة السياحية وأهالي محافظة الأقصر، حيث يتم تحريك دوريات شرطية لميادين أبو الحجاج الأقصري وميدان النوفوتيل وميدان مرحباً وكورنيش النيل ومحيط المعابد الآثرية والمزارات السياحية لضبط المتسولين وردعهم بكل قوة.
وأكد المصدر، أنه من أبرز تجمعات المتسولين بالأقصر هي الميادين الكبرى كميدان أبو الحجاج ومنطقة المحطة وشارع التليفزيون وشارع المدينة المنورة ومنطقة العوامية، وكذلك حول المساجد الكبرى والساحات الدينية بمختلف أنحاء المحافظة.
الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، يقول إن ظاهرة التسول من السائحين أزمة حقيقية تضر كثيراً بالمجتمع المصري أمام الضيوف القادمين من مختلف دول العالم، ففكرة التسول من السائحين للحصول على الأموال بالدولار والعملة الصعبة أمر مشين ويجب مواجهته بكل قوة وحزم، مؤكدا أنه يتم تحرير محاضر فورية لكل متسول يظهر داخل أو في محيط المعابد الفرعونية بمحافظة الأقصر ويتم تسليم المتسول للشرطة التي تتخذ الإجراءات القانونية تجاهه لحماية ضيوف الأقصر من هؤلاء المتسولين.
ويضيف في تصريحات صحفية، أنه خلال الآونة الأخيرة تغيرت أفكار المتسولين من مد أياديهم للحصول علي المال وأصبحوا يفكرون بطرق جديدة ومبتكرة عبر شراء كميات من الملابس الفرعونية أو الهدايا التذكارية الورقية والبلاستيكية والمصنوعة من الحجارة والألباستر وتوزيعها علي أطفال يتم نشرهم خصيصا في المعابد الفرعونية وأمامها وبمواقع تواجد باصات السائحين والشركات السياحية، وهو أمر يتم مواجهته عبر رجال الشرطة ومفتشين الآثار في المعابد.
ويشير غريب، إلى أن كل تلك الممارسات ليست صحيحة فالسائح لديه الحق في التجول في أي شارع أو ميدان أو موقع أثري بمحافظة الأقصر بكل حرية دون التعرض للمضايقات من أهل البلد التي تحتاج لتذليل كافة العقبات أمام السائحين لإنجاح السياحة أكثر وتحقيق أرباح للمحافظة من جديد بزيادة السائحين مستقبلاً، مناشداً جميع هؤلاء الأشخاص الذين يضرون بالمجتمع وحركة السياحة بالتوقف عن تلك الممارسات والبحث عن محلات وبازارات يستأجرونها لكسب الرزق الحلال بدلاً من التسول بتلك الأفكار السيئة للغاية.
وعن دور التضامن الاجتماعي للحد من ظاهرة التسول، قال محمود فاروق وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة الأقصر، إنه يتم التعاون مع مديرية أمن الأقصر ورجال شرطة الأحداث للسيطرة علي هؤلاء الأطفال والسعي لتقويم سلوكياتهم وتوفير مشروعات ثابتة ومتحركة تخدمهم بدلاً من مد الأيدي للأهالي المصريين ومضايقة السائحين، مؤكداً أن ظاهرة التسول من أبرز أسبابها التسرب من التعليم ودفع الأطفال للعمل في التسول لكونه يدر عليهم أموال كبيرة.
وأضاف وكيل تضامن الأقصر، في تصريحات صحفية، أن مديرية التضامن تقدم كافة الدعم لكل فئات المجتمع لتحسين حياتهم وتوفر معاشات للأسر الفقيرة بصورة شهرية وكذلك رعاية للأطفال في التعليم، ولكن سوء السلوك من بعض الآباء الذين يدفعون أولادهم للتسول لتحقيق ربح كبير، ولذلك يتم مواجهتهم بالقانون وبكل قوة وحسم لحماية الأهالي من الأذى الذين يتسببون فيه.
أما الخبير السياحي محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحي بالأقصر، فقد أكد أن محافظة الأقصر تشهد بكثافة خلال الفترة الأخيرة انتشار كبير للمتسولين من مختلف الأعمار من الرجال والسيدات والأطفال وهو أمر مخزي ويشكل صورة تشر بالحركة السياحية، حيث أن السياح والأفواج تشتكي يومياً من ممارسات المتسولون الذين ينتشرون بصورة كبيرة للغاية بالمناطق السياحية ويتعرضون للسائحين بأساليب سيئة للغاية للحصول علي مبالغ مالية منهم وأغلبهم يستطيعون التحدث بكلمات وعبارات أجنبية قاموا بحفظها خصيصاً لاستجداء السياح.
وأضاف محمد عثمان في تصريحات صحفية، أن التسول ظاهرة تنفر السائحين من المدن الآثرية والسياحية لكون السائح يحتاج للاستجمام والهدوء حوله، فالتسول و«الشحاتة» أصبحت مؤخراً من أبرز الأزمات علي القطاع السياحي بمحافظة الأقصر خلال الفترة الماضية، فينتشر المتسولون بصورة كبيرة أمام مداخل المراكب النيلية ومعابد الأقصر والكرنك بالشرق والمعديات النهرية بالبر الغربي.
وناشد عثمان، المسئولين ورجال الأمن بضرورة مواجهة تلك التصرفات لتغيير الصورة الذهنية التي يحصل عليها السياح من تلك العادات السيئة للأطفال بالمحافظة وعدم التفكير بالعودة للأقصر مجدداً بل وتوصيه أصدقاؤهم بعدم زيارة مصر لكثرة «الشحاتين» والمتسولين فيها.
وأوضح أنه يتم التنسيق بصورة يومية بين رجال السياحة والآثار ومديرية من الأقصر والأجهزة الأمنية لملاحقة هؤلاء الأطفال والسيدات المتسولين لردعهم وحماية السائحين من الإضرار بهم.