في أسواق شمال سيناء.. وفرة بأضاحي العيد.. والأسعار هادئة و «معقولة» (صور وفيديو )
الخميس، 08 أغسطس 2019 11:46 صكتب- محمد الحر
- تاجر أغنام : المعروض كثير والأسعار في متناول الجميع
- مواطن: الأضاحي كثيرة والأسعار متفاوتة والعرض أكثر من الطلب
- اهم طرق الغش ..إضافة الملح لماء شرب الأضاحي لزيادة الوزن وصبغ الأضاحي لإخفاء الأمراض منها.
قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد الأسواق الأسبوعية بمختلف مناطق شمال سيناء، رواجًا كبيرًا لعرض أضحية العيد، وسط إقبال وصفه التجار بأنه «معقول» رغم انخفاض أسعار الأغنام والماعز بمختلف أنواعها.
على ناصية الشارع المؤدي لموقف السيارات بمدينة بئر العبد، حيث يوجد سوق الأغنام أو سوق «الحلال»، كما يطلق عليه أهالي شمال سيناء، رصدنا حركة بيع وشراء الأضاحي من مختلف فئات المجتمع والتي تبدأ بمراقبة الماعز والأغنام من مسافة قريبة ومن ثم الاقتراب منها حيث يقوم بعض الزبائن بوضع يده أسفل رقبة الأضحية وفوق ظهرها لقياس كمية اللحم التي تتميز بها الأضحية ومن ثم السؤال عن سعرها.
بعض الزبائن يواصل الفصال بعد أن يقتنع بأضحية سواء كانت من نوع الماعز «جديا أو عنز»، ومن نوع الخراف «كبش أو حمله»، ثم يصل إلى سعر يرتضي به الطرفين وفي حالة الاختلاف يواصل طريقه داخل السوق بحثا عن أضحية أخرى".
سالم حميد، تاجر أغنام قال لـ «صوت الأمة»: الزبون دائما قلق ومتردد يتجول بالسوق طويلا ويعاين ثم يشتري أو يعزف عن الشراء، لأن المعروض كثير والأسعار أيضا «معقولة جدا» لذلك فأنه يظل يبحث بالسوق إلى أن يصل إلى ما يريده.
أضاف "حميد "قائلا : "من 5 سنوات لم يشهد سوق الأغنام هذه الأسعار :" الغنم مش جايبه رأس مالها ولا أكلها لكن هنعمل إيه، السوق دايما عرض وطلب، ومضطرين ننزل في الأسعار عشان "الغلابة ياكلوا".
في إحدى زوايا السوق وقف المواطن محمد سليم يراقب حركة الأغنام والبيع والشراء، حيث أكد أنه لم يحسم موقفه بعد من شراء الأضحية :" لسه ما قررتش اشتري أضحية، الحلال كثير والأسعار متفاوتة، والعرض أكثر من الطلب، وأنا هاخد فكرة واشتري بآخر السوق".
فيما يشير خليل عبد الكريم ، تاجر أغنام ، أن أسعار الأغنام تعتمد على عمرها التي تعرف من خلال عدد أسنانها حيث ترتفع أسعار الأضاحي التي يوجد بفمها 8 أسنان بالفك الأعلى ومثلها بالفك السفلي، والأسنان تكون في الفك السفلي فقط بينما الضروس تكون في الفكين معا.
ويوضح أن الشاه "العنز "تولد بثلاث أزواج من الأسنان اللبنية ويظهر الزوج الرابع عند ثلاث أسابيع من العمر، وتدوم هذه الأسنان اللبنية حتى عمر 8 شهور من بعد الولادة وتكون متباعدة وبيضاء ويسمى : ( جذع ) ، يبدل الزوج الأول الأمامي من عمر ( 1 - 2 عام ) بأسنان تسمى الأسنان الدائمة ، ويسمى : ( ثني).
واضاف: الزوج الثاني في عمر ( 2 - 2.5 عام ) ويسمى : ( رباع ) والزوج الثالث في عمر ( 3 أعوام ) ويسمى : ( سديس ) ، والزوج الرابع في عمر ( 4 أعوام ) ويسمى : ( تام ) وتأخذ هذه الأسنان في التآكل والسقوط تدريجيا مع زيادة العمر بنفس الترتيب السابق.
و تتفاوت أسعار"الحلال" كما يطلقون عليها في سيناء وتضم غالبا الماعز والخراف، وحسب اسماعيل عواد ، تاجر أغنام ، أن الأسعار تتراوح بين 1600 إلى 2800 جنيه بالنسبة للماعز ومن 2200 إلى 3800 جنيه بالنسبة للخراف وذلك حسب النوع والوزن مشيرا إلى أن هذه الأسعار ساهمت في وجود نوعا من الرواج في حركة البيع والشراء.
عيد حسين، تاجر أغنام، قادم من محافظة الشرقية، أكد بأن الأسعار مناسبة مقارنة بالعام الماضي، إذ تختلف القدرة الشرائية للمواطنين حسب دخل كل واحد على حدة، ومع اقتراب موعد العيد، إلا أن هناك مواطنين يترددوا على شراء الأضاحي و التعرف على الأنواع المعروضة بحثا عن الأفضل.
وأكد بلغة حسابية إن ثمن الكيلو جرام الواحد من اللحم في سوق "الحلال" يباع بـ نحو 75جنيها (قائم) بالنسبة للأنواع المميزة من الأغنام وخاصة "الشامي"، و"الاوسيمي والبرقي" أما العادي"البلدي" فيباع نحو 65 جنيها.
إلا أن غالبية المواطنين خاصة بمناطق بئر العبد يغادرون أسواق شمال سيناء بدعوى أن أسعارها مرتفعة رغم جودة أغنامها التي تعتمد في غذائها على المراعي الطبيعية، باتجاه منطقة "جلبانة" التي تقع على حدود شمال سيناء من جهة الغرب بحثا عن أقل الأسعار للأغنام الوافدة من محافظات الشرقية والإسماعيلية والبحيرة.
وفي منطقة "جلبانة "امتلأت السوق بالأغنام والماعز التي عرضت للبيع استعدادا لذبحها صبيحة يوم العيد، لكن رغم النشاط الذي تشهده السوق ما زال تأثير مستوى الأسعار يؤثر بشكل ملموس على حركة البيع والشراء.
وقال كامل نصار، مُرب وتاجر للأغنام، أن الأسعار مناسبة تمام وفي استطاعة أي موظف أو مواطن بسيط مهما كان المبلغ الذي يمتلكه قليلا أن يشتري له أضحية:" الأسعار في الأرض واللي معاه 1500جنيه يقدر يشتري له جدي لا يقل وزنه عن 12 كيلو لحم صافي".
وتوافد المئات من المواطنين على سوق"جلبانة " الأسبوعي حيث تباع الماشية والأغنام بالجملة لشراء أضحية العيد معربين عن رضاهم عن المستوى العام للأسعار التي كانت مفاجأة بالنسبة لهم ، لأنهم كانوا يتوقعون بأنها ستكون أغلى من ذلك بكثير .
احمد حسان ، موظف، توجه إلى سوق "جلبانه " بحثا عن أضحية هذا العام ، قال :" بصراحة الأسعار مفاجأة ولم أتخيل أن اشتري "جدي" بهذا الحجم والوزن بمبلغ 2100 جنيه"، مضيفا،" كنت جايب معايا 2800 جنيه وخايف ارجع من السوق بدون أضحية لكن الحمد لله رجعت ومعايا 700جنيه هيعدوني من زحمة مصاريف العيد".
بينما يحذر التاجر صلاح شعبان المواطنين، من تعرضهم لعمليات الغش في الأضاحي، ومنها إضافة الملح للماء، الذي تشربه الأضاحي، لتسمين الذبيحة وزيادة الوزن، لجانب صبغ الأضاحي لإخفاء الأمراض منها.
وأشار" شعبان" إلى أن من أساليب الغش أيضًا، التي يتعرض لها المواطنون، شراء الأضاحي المصابة بأمراض، ولا يعرفها المشتري لعدم إدراكه ومعرفته بأساليب شراء الأضاحي.
وطالب التاجر المواطنين بالمعرفة والدراية الكاملة، عند شراء الأضاحي، حتى لا يتعرضون للغش، وأن يشتروا من الأماكن الآمنة، وليس من أشخاص مجهولين في الشوارع، مع فحص الأضاحي بشكل جيد، قبل شرائها.
وإلى جانب الأسواق الشعبية الأسبوعية لبيع المواشي أقام تجار ومربو الأغنام أسواقا صغيرة على حافة الطرق وفي مختلف الأحياء لتيسير مهمة حصول المواطنين على أضاحيهم.
يرى ربيع عبد السلام أن هذه الأسواق تؤكد وجود وفرة في عدد الأغنام والماعز في أسواق شمال سيناء تكفي احتياجات المواطنين وكان له تأثير على أسعار الأضاحي التى عرفت هذه السنة تراجعا كبيرا وغير مسبوق.
وبالرغم من أن الأضحية ليست فريضة إلا على المسلمين المستطيعين فإن غالبية الأسر السيناوية تعمل على ضرورة توفير أضحية عادة ما تكون كبشا أو جديا لذبحها بمناسبة عيد الأضحى إقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد اقترنت العديد من أنماط العيش والعادات الإجتماعية في سيناء بأضحية العيد .