على عهدة فورين أفيرز.. صراع نووي جديد يهدد بنهاية العالم
الخميس، 08 أغسطس 2019 07:00 ص
حذر تقرير لدورية «فورين أفيرز» الأمريكية من نهاية العالم بعودة سباق التسلح النووى بين الولايات المتحدة وروسيا. وقالت الدورية، التى يصدرها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، فى تقرير بعنوان «عودة يوم القيامة»، إن موسكو وواشنطن تخوضان حاليا مرحلة عدم استقرار إستراتيجى بسبب غياب الحوار والمصالح المتضاربة ناهيك عن الاستقطاب السياسى الداخلى فى أمريكا، وهو ما يهدد باحتمال أن تتحول اى حادثة بسيطة إلى كارثة.
وتحدث التقرير في البداية عن سيناريو قاتم يمكن أن يشعل شرارة الحرب النووية، وفبحسب هذا السيناريو، تستعد روسيا وحلف شمال الأطلنطى (الناتو) بشكل مفاجئ لصراع بعد أن وصلا إلى الحافة فى أعقاب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم وزيادة التوترات فى الشرق الأوسط وانهيار اتفاقيات الحد من الأسلحة ونشر أسلحة نووية جديدة.
وفى واشنطن، ومع انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية، يتنافس المرشحون على اتخاذ الموقف الأشد صرامة إزاء روسيا، وفى موسكو، تصعد القيادة الروسية التى علمت أن العداء لأمريكا يأتى بثماره من خطابها القاسى ضد واشنطن.
ومع التأهب الشديد لدى كلا الطرفين، يقع هجوم إلكترونى من مصدر غير معروف ضد أنظمة الإنذار المبكر الروسية لمحاكاة هجوم جوى وارد من قبل الناتو ضد القواعد الجوية والبحرية فى كالينينجراد.. وفى ظل عدم وجود حوار مستمر بين الناتو وروسيا لإدارة الأزمات، تقرر موسكو الرد فورا وإطلاق صواريخ كروز تقليدية من قواعد كالينينجراد على مطارات بحر البلطيق التابعة للناتو.
ليرد الحلف بضربات جوية على كالينينجراد. وعندما ترى موسكو وصول تعزيزات الناتو وتخشى أن تبعها غزو برى، تدرك أن عليها التصعيد لوقف الصراع وفتح الطريق للتفاوض بشروطها، لكن حسابات وقف التصعيد لن تلبث إلا أن تكون مجرد وهم، وتبدأ المواجهة النووية.
وتقول فورين أفيرز، إن هذا الافتراض يبدو كأنه سيناريو كارثى كان يجب أن ينتهى بالحرب الباردة، لكنه أصبح معقولا مرة أخرى بشكل مثير للقلق، فعناصره الأساسية موجودة بالفعل اليوم، وكل ما هو مطلوب شرارة تشعل النيران.
وتتابع الدورية الأمريكية قائلة، إنه حتى بعد عقود من تخفيض ترسانتهم النووية، لا تزال الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان أكثر من 90% من الأسلحة النووية فى العالم، أكثر من 8 آلاف رأس حربى، وهو ما يكفى كل منهما لتدمير الآخر والعالم عدة مرات. وكان الجانبان قد عملا لفترة طويلة بجد لإدارة الخطر الذى تمثله هذه الترسانات. لكن فى السنوات الأخيرة، قوض التوتر السياسى الاستقرار الإستراتيجى والذى يشمل العمليات والآليات والاتفاقيات التى تسهل إدارة العلاقات الإستراتيجية وقت السلم وتجنب الصراع النووى مع نشر القوات العسكرية بطريقة تحد من أى دوافع لأول استخدام للسلاح النووى.
ويرصد التقرير أوجه عدم الاستقرار من خلال تضاؤل الحد من التسلح وإغلاق قنوات الاتصال فى حين استمرت المواقف النووية التى عفا عليها الزمن فى الحرب الباردة، إلى جانب تهديدات جديدة فى الفضاء الإلكترونى والتطورات الخطيرة فى التكنولوجيا العسكرية والتى ستشمل قريبا أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت و«ستسافر بأكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت».
وقد وصلت الولايات المتحدة وروسيا الآن إلى حالة من عدم الاستقرار الإستراتجى. فأى حادثة يمكن أن تسبب كارثة. ومنذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، لم تزداد مخاطر المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة والتى تشمل استخدام أسلحة نووية مثلما هى عليه الآن. لكن على العكس مما كان فى زمن الحرب الباردة، فإن الطرفين لا يريان الخطر.
وأكد تقرير فورين أفيرز أن الاستقرار الإستراتجى بين الولايات المتحدة وروسيا شمل على مدار عقود اعتراف متبادل بالمصالح الحيوية والخطوط الحمراء ووسائل الحد من مخاطر الحوادث أو الحسابات الخاطئة التى تؤدى إلى الصراع خاصة استخدام الأسلحة النووية.
لكن اليوم، أدت المصالح الوطنية المتضاربة وعدم كفاءة الحوار وتآكل هياكل الحد من الأسلحة وأنظمة الصواريخ المتقدمة والأسلحة السيبرانية الجديدة إلى تقويض استقرار التوازن القديم. وقد زاد من الأمر سوءا الاستقطاب السياسى فى واشنطن، والذى قضى على أية بقية للتوافق الداخلى بشأن السياسة الخارجية الأمريكية إزاء روسيا. وما م تقم موسكو وواشنطن بمواجهة هذه المشكلات الآن، فإن صراع دوليا كبيرا أو تصعيدا نووية سيصبح منطقا بشكل مثير للقلق بل وربما مرجحا.
ودعا التقرير ختاما إلى ضرورة إجراء حوار بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين وأكد أن هذا الحوار وحده القادر على خلق المساحة السياسية للمسئولين المدنيين والعسكريين من كلا البلدين للتواصل مع بعضهما البعض فى مناقشات يمكن أن تمنع الكارثة.
كما ينبغى على الكونجرس أن يقدم دعما من كلا الحزبين للتواصل والتعاون مع روسيا للحد من المخاطر العسكرية، لاسيما تلك التى تتعلق بالأسلحة النووية. والقيام بأى شىء أخر سوى هذا من شأنه أن يضع الأمريكيين فى خطر كبير.