«مرصد الفتاوى» يحذر من تهديد «القاعدة» لمالي وفرنسا

السبت، 09 يناير 2016 01:27 م
«مرصد الفتاوى» يحذر من تهديد «القاعدة» لمالي وفرنسا

حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من تداعيات بث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شريطًا مسجلا يحتوي على تهديدات لدولتي مالي وفرنسا بأنه سيقيم "الشريعة الإسلامية في بلادهم كما كان قديمًا"، وفق ما صرح به القيادي في التنظيم الإرهابي "طلحة الأزوادي"، والذي دعا جنوده إلى تنفيذ مزيد من العمليات "الاستشهادية" - وفق زعمه - ضد قوات الجيش المالي وقوات حفظ السلام في أفريقيا، مذكرًا إياهم ببعض العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم ضد قوات الأمم المتحدة في مالي.

وأكد المرصد ، في معرض رده اليوم على ذلك الشريط ،أن المسلمين هم الفئة الأكثر تضررا من تلك التسجيلات وما يعقبها من أعمال إرهابية تستهدف الدول الغربية، حيث تشير معظم التقارير المعنية برصد أوضاع المسلمين في الخارج إلى تزايد موجات العنف والاضطهاد ضد المسلمين ، وتزايد الأعمال العدائية التي تستهدفهم ومقدساتهم عقب كل حادث إرهابي غادر تقوم به الجماعات التكفيرية التي تدعي زورًا أنها جماعات "جهادية".

ولفت المرصد إلى أن هذا التسجيل يأتي في سياق الصراع المحتدم بين تنظيمي القاعدة و"داعش"، حيث وصل الصراع بينهما إلى ذروته في القارة الأفريقية ليمتد من الشرق في الصومال وكينيا إلى الغرب في نيجيريا ومالي، وهو ما يخلف وراءه مزيدًا من القتل والتدمير، حيث تشتد المنافسة بين التنظيمين الإرهابيين على تنفيذ أكبر قدر من العمليات الإرهابية والتفجيرات الدموية لإظهار سيطرة كل فريق منهما وبسط نفوذه ليسبق الطرف الآخر، وأن السباق الدموي بينهما ينذر بمستقبل مدمر للقارة الأفريقية.

وأكد المرصد أن دعوة تنظيم القاعدة - خلال التسجيل - إلى إقامة الشريعة الإسلامية في دولتي مالي وفرنسا بالقوة أمر لا معنى له، ولا يعدو كونه ستاراً لتحقيق أهداف التنظيم الإرهابية للسيطرة على الغرب الأفريقي ، بعد أن بدأ في فقدان سيطرته في القرن الأفريقي في الصومال على يد غريمه الشرس تنظيم "داعش" ، خاصة بعد إعلان عدد من عناصر حركة الشباب الصومالي المؤيدة لتنظيم القاعدة، الانضمام لتنظيم "داعش" وإعطاء البيعة لخليفتهم المزعوم.

كما تراجعت سيطرته في الغرب الأفريقي بعدما أعلنت حركة بوكو حرام بيعتها لتنظيم داعش والانضمام إليه ، كما أكد مرصد الإفتاء أن بث تنظيم القاعدة لهذا الشريط في هذا التوقيت هو محاولة بائسة لاستعادة نفوذه الذي فقده في الغرب الأفريقي.

ولفت مرصد دار الإفتاء إلى أن تهديد الدول بإقامة الشريعة الإسلامية بالقوة تعد مخالفة صريحة لتعاليم الإسلام ومبادئه السمحة، فهو يقوم على عدم الإكراه، وقال تعالى { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ }، فالإسلام دين الحرية، ودين السماحة، كما جاء في قوله تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).

وتابع المرصد بأن دعوة تنظيم القاعدة لعناصره لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قوات حفظ السلام فيها من المخالفات الجسام التي تتناقض وتعاليم ومبادئ ديننا الحنيف والتي منها، قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ، فإن قوات حفظ السلام ليست معنية بقتال المسلمين أو محاربتهم بل وظيفتها حفظ السلام ومنع الاقتتال بين الفئات والطوائف المتناحرة، كما أن تلك العمليات التفجيرية التي يقوم بها المتطرفون الإرهابيون تطال الأبرياء والمسالمين سواء من المسلمين أم من غيرهم ، وهو أمر جرمه الإسلام وحرمه كما قال تعالى بكتابه الكريم { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق