امتداد لنشر فكر سيد قطب .. حسم خرجت من رحم الإخوان (مستندات)
الثلاثاء، 06 أغسطس 2019 09:00 صكتبت : دينا الحسيني
ولدت حركة حسم الإرهابية من رحم جماعة الإخوان المسلمين لستكمل لبنة أفكار كبيرهم الذي علمهم العنف سيد قطب، ولعبت الحركة أخطر دور كجناح عسكري مسلح ويدها التي تبطش بها كل من يخالف رأي الجماعة التي لا تزال تحلم بالعودة إلي المشهد السياسي في مصر مره أخري.
ظهرت حركة حسم بعملياتها الإرهابية بعد ثورة 30 يونية 2013، وقت أن قرر المصريين عزل الإخوان عن الحياة السياسية ورفض بقائهم بالحكم، فإتخذت قيادات المجموعة المسلحة لحركة حسم عدة مسارات منذ تأسيسها لاختراق الأجهزة الأمنية لتسهيل تحركات العناصر الإرهابية وأنشطتهم العدائية، لكن سرعان ما تنبهت الأجهزة الأمنية لهذا المخطط.
على مدار هذه الفترة تعرض الأمن القومى المصرى للعديد من المؤامرات والمخططات الهادفة لإعادة تنظيم الإخوان للسلطة، عن طريق إسقاط النظام القائم فى البلاد بالقوة، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت لهم بالمرصاد، وفككت مئات الخلايا والمجموعات المسلحة، وكشفت تحريات قطاع الأمن الوطني في القضية رقم 441 أمن دولة المعروفة إعلامياً بأسم " تأسيس لجان العمليات النوعية " أدق أسرار هذه المرحلة، التى نجح خلالها قطاع الأمن الوطنى، بمعاونة كافة الإدارات فى وزارة الداخلية، فى إحباط كافة المؤامرات والخطط المعدة فى الخارج لضرب الاستقرار الداخلى.
وأثبتت التحريات قيام قيادات تنظيم التنظيم الإخوانى الهاربين خارج البلاد بعقد عدة اجتماعات تنظيمية تم خلالها وضع مخطط لإعادة تنظيم صفوف الجماعة عقب الضربات الأمنية المتلاحقة التي وجهت للقيادات والعناصر، واتفقوا خلال الاجتماع على إعادة إحياء العمل المسلح للتنظيم داخل مصر، عن طريق تشكيل تنظيم مسلح جديد يتخذ عدة مسميات مثل حركة سواعد مصر المشهورة بـ"حسم"، ولواء الثورة، وانتقاء عناصره ممن تتوافر فيهم المقومات البدنية والنفسية من عناصر الحراك الثورى، وضمهم لمجموعات قتالية مسلحة.
وفي سبيل تنفيذ المخططات ، تلقت كوادر التنظيم دورات تدريبية متقدمة داخل وخارج البلاد، لرفع الكفاءة القتالية لتلك العناصر، ومستواهم البدنى والعقائدى، وإضطلاعهم باستهداف مؤسسات ورموز الدولة، لإضعاف النظام القائم وإفشال حكومته، وإحداث فوضى أمنية فى مصر تتيح لهم الانقضاض على الشرعية الدستورية، والانقلاب على الحكم والسيطرة على مقاليد الأمور فى البلاد بالقوة المسلحة من جديد ، تنفيذ عمليات إرهابية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة، وأعضاء الهيئات القضائية، والشخصيات الإعلامية البارزة، وترويع المواطنين، بدعوى إقامة ما يسمى دولة الخلافة الإسلامية.
كما رصد قطاع الأمن الوطني من خلال تحرياتة بتلك القضية لقاءات قيادات تنظيم الإخوان الهاربين بالخارج لوضع التكليفات ونقلها لأعضاء حركة حسم داخل مصر ، وهم يحيى موسى المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة في عهد الإخوان، محمود فتحى بدر رئيس حزب الفضيلة السلفى، أحمد محمد عبد الرحمن عبد الهادى، القيادي على بطيخ، والنائب السابق محمد جمال حشمت، قدرى محمد فهمى محمود الشيخ، صلاح الدين فطين، وآخرين اتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات اللازمة لتتبعهم والكشف عنهم، واتفقوا على تشكيل غرفة عمليات بالخارج أسندوا مسئوليتها إلى كل من هيئم إمام مسئول غرفة عمليات حركة حسم، وشخص يحمل اسم حركى حازم داتامسئول الدعم الفنى، ومحمد عبد الحفيظ أحمد حسن، ويحمل اسم حركى الأمل الذى لا يموت، وشخصية تحمل اسم حركى جوجو باص مسئول التواصل فى حالة الطواريء ، وشارك في اللقاءات القيادي محمد كمال قيل أن يلقي مصرعه فى اشتباكات بالأسلحة النارية مع الشرطة فى وقت سابق، والصحفى محمد مناع، ومجدى مصلح إسماعيل شلش مدرس مساعد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، والبرلمانى السابق حمدى طه عبد الرحيم العبسى عضو اللجنة الإدارية العليا بالتنظيم، والقيادى هلال عمر محمد أحمد نصرموجه رياضيات بإدارة بنى سويف التعليمية وعضو باللجنة الإدارية العليا للجماعة.
ورسموا تشكيل الهيكل التنظيمى لتكوين جناح عسكرى تحت مسمى حركة سواعد مصر حسم ولواء الثورة، بدعم من العناصر الاستخباراتية بدولتين بالخارج ، وتدريبهم تدريبات متقدمة بمعسكرات تدريبية بدولة السودان " الخرطوم ، حى برى ، حى أزهرى ، حى الرياض ، مدينة عطبرة" يتولى مسئوليتها القيادى التنظيمى طارق سيد أحمد عبد الوهاب فراج مدير الشركة العالمة للتوريدت ، تم تدريبهم على إعداد العبوات المتفجرة، وحرب المدن، واستخدام الأسلحة النارية المتطورة مثل قذائف أر بى جى، ومدافع الجرينوف، وبنادق القنص، وكذلك تدريبهم على العمل الاستخباراتى بدولة ماليزيا، ويتولى مسئولة هذا التدريب القيادى وجدان عبد البديع محمد العربى، وشهرته وجدى العربى.
أضافت المعلومات والتحريات أنه فى إطار تنفيذ مخطط عام التنظيم قام قياداته داخل البلاد باستحداث هيكل تنظيمى جديد للمجموعات المسلحة تبدأ بالقيادة العامة والتي تخضع لإشراف قيادات التنظيم الهاربين بالخارج، وتتولى مسئولية العمل النوعى المسلح بالبلاد، والإشراف المباشر على مجموعات التنفيذ، ويترأسها داخل مصر القيادى الذي لقي مصرعه محمد كمال، وتولى مسئولية القيادة التنفيذية بها القياديين محمد السعيد محمد فتح الدين وأسمه الحركى أبو هاجريعمل مدرس، وياسر محمد رفعت إبراهيم محمد حاصل على بكالوريوس زراعة ، ويعاونهما كوادر وسطى وهم كل من عوض محمد عوض نعمان، 26 سنة حاصل على بكالوريوس هندسة، وحسن خطيرى طلبة خطيري بكالوريوس تجارة، والطالب بكلية التربية جامعة أسيوط إسلام أحمد عبد اللاه جاد الكريم، والقيادى التنظيمى أحمد مصطفى أحمد حسين الحاصل على شهادة معهد فنى صحى.
وكذلك إدارة الدعم المركزى والمسؤله عن توفير كافة أوجه الدعم لعناصر الحركة " لوجستى ، مالى ، أسلحة ، متفجرات" وفقا لاحتياجاتهم المرحلية، وتنقسم الإدارة إلى عدة لجان على مستوى الجمهورية وفقا للكثافة الجغرافية وأهميتها التنظيمية ، إدارة اللجة الشرعيةالتي تتولى إعداد البرامج والدورات الشرعية اللازمة لتأصيل العمليات النوعية المسلحة، وترسيخ الأفكار والمفاهيم الجهادية، والعمليات الانتحارية لدى عناصر التنظيم، عرف من قادتها محمد صلاح أحمد شداد، المدرس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، ومجدى شنش، المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية، والمدرس محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ ، وكذلك إدارة متابعة الوحدات الإدارية ومهمتها إعداد قواعد البيانات المختلفة للتنظيم، والتأكد من اتباع عناصر حركة حسم لإجراءات الأمن والسلامة.
وأخيراً إدارة العمليات والتي تتولى تنفيذ وارتكاب العمليات الإرهابية ضد الأهداف المرصودة، ترأسها القيادي محمد عبد الرؤوف سحلوب، بمعاونة الكادر التنظيمى ياسر محمد رفعت إبراهيم، تضم 7 مجموعات فرعية للتدريب ، التصنيع، التسكين التى تضطلع فى اختيار وتجهيز المقار التنظيمية المستخدمة فى إيواء العناصر الهاربة، وعقد اللقاءات التنظيمية وإخفاء الأسلحة والأدوات المستخدمة فى العمليات الإرهابية، ومجموعة العمليات المركزية المكلفة برصد الشخصيات الهامة ورموز الدولة والأماكن الحيوية وتحديد خطوط سير الشخصيات لاستهدافهم بالاغتيالات، ومجموعة الدعم اللوجستى، ومجموعة التنكر، ومجموعة التزوير المكلفة باستخراج أوراق تحقيق الشخصية المزيفة لعناصر التنظيم، ومجموعة التخزين المكلفة بتدبير وإعداد معسكرات التدريب.
بدأت عناصر حركة حسم تنفيذ مخطط الحراك المسلح بتنفيذ عملية اغتيال الرائد محمود عبد الحميد صادق رئيس مباحث مركز شرطة طامية بالفيوم، محاولة اغتيال الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وتفجير موكب النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان، وقتل الخفير النظامي فرح محمد إبراهيم، بأرض زراعية، واستهداف عريف شرطة بمباحث الفيوم يدعى تامر خضر أحمد، وعملية استهداف كمين العجيزي بالفيوم التى أسفرت عن مقتل شرطيان ومجند وإصابة 4 آخرين، بينهم 3 من أفراد الكمين ومواطن تصادف مروره أثناء ارتكاب الواقعة، واغتيال أمين الشرطة صلاح حسن عبد العال من قوة قسم شرطة أكتوبر أمام مسكنه، وكذلك تنفيذ حادث الواحات الإرهابى الذي راح ضحيته 16 ضابط ومجند ، حادث اغتيال النائب العام هشام بركات.
وبسبب تورطها فى العديد من العمليات الإرهابية أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير 2018، إدراج عدد من التنظمات الإرهابية بينهم حركتا "حسم" و"لواء الثورة"،على قوائم الإرهاب، بهدف حرمانهم من الموارد التي يحتاجونها لتنفيذ أنشطتهم الإرهابية ، وأقر وزير الخارجية الأمريكى السابق، ريكس تيلرسون، وقتها، إن حركة "حسم" هى جماعة إرهابية تشكلت عام 2015، و"لواء الثورة" تأسست عام 2016 فى مصر، قائلا: إن الحركتين مسؤولتان عن تنفيذ عدة عمليات إرهابية فى مصر وإنهما مرتبطتان بجماعة الإخوان الإرهابية.
جاء القرار الأمريكي علي خطي الحكومة البريطانية التي أعلنت إنها بعد مراجعة أدلة الاعتداءات التى نفذها كل من "حسم" و"لواء الثورة" ضد أفراد الأمن المصريين والشخصيات العامة، توصلت إلى أن هذه المجموعات تستوفى معايير الحظر، وستعزز عملية الإدراج قدرة حكومة المملكة المتحدة على تعطيل أنشطة هذه المنظمات الإرهابية.
وفي يناير 2018 أرسل قطاع التعاون الدولى بوزارة العدل والنيابة العامة، الملف الكامل الخاص بأعضاء حركتى "حسم" و"لواء الثورة" المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية ضد أفراد الشعب المصرى والهاربين إلى الخارج، إلى الإنتربول، للقبض عليهم وترحيلهم إلى مصر، فضلا عن مخاطبة السلطات البريطانية بتوقيف القيادات الإخوانية المسئولة عن الحركتين، والتى تتنقل ما بين قطر وتركيا عبر المطارات الإنجليزية، وذلك بعد أن أدرجت بريطانيا الحركتين على قوائم الإرهاب لديها.
قرار الخارجية الأمريكية بإدراج "حسم" تنظيم إرهابى
أوراق القضية