رضوان الكاشف.. حكاية فيلسوف الإخراج الذي اعتقله السادات وأخرج رائعة «عرق البلح»

تمر اليوم الثلاثاء ذكرى مولد المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف الذي وُلد يوم 6 أغسطس من عام 1952، بعد أيام قليلة من اندلاع ثورة 23 يوليو، في حي شعبي بالقاهرة، وهو حي السيدة زينب، إلا أن جذوره من صعيد مصر بكوم أشقاو بمحافظة سوهاج واستقر في حى منيل الروضة بالقاهرة.

مخرج الواقعية الجديدة

ويُعد الكاشف، مع المخرج الراحل أسامة فوزي وسيد سعيد ويسري نصر الله، من ورثة الجيل الثاني للواقعيين الذي مثله خيري بشارة ومحمد خان وداوود عبد السيد وأواخر أعمال عاطف الطيب، وهو الجيل الذي أكمل ما بداه الواقعيون الكلاسيكيون من أمثال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وهنري بركات وتوفيق صالح.

الكاشف أخرج مجموعة من الأفلام حصلت على جوائز عالمية كان أهمها فيلم ليه يا بنفسج الذي أخرجه عام 1992 والذي حصل على جائزة أفضل فيلم بمهرجان باريس وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان القاهرة الدولي السينمائي، بالإضافة لجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو من مهرجان المركز الكاثوليكي.

 

وكان أهم أفلامه على الإطلاق فيلم عرق البلح، الذي أخرجه عام 1997، وحصل على ذهبيتين من مهرجانيين بفرنسا والمغرب، هذا الفيلم الذي وصفه النقاد بإنه بمثابة صدمة فنية، ووصفه البعض الآخر بالأنشودة الخالدة.

بدايته

رضوان الكاشف بدأ حياته مساعد مخرج فيما يقرب من عشرين فيلمََا مع يوسف شاهين ورأفت الميهي وداود عبد السيد وأخرىن مثل علاء محجوب ووحيد مخيمر. حصل الكاشف علي أول تقدير رسمي له بمشروع تخرجه "الجنوبية"، الذي كان فيلم 16مم روائى قصير ملون؛ فقد منحته وزارة الثقافة عام 1988 جائزة العمل الأول.

اعتقاله

حصل على ليسانس الآداب في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، ودرس الإخراج السينمائي بالمعهد العالي للسينما في القاهرة، وكان له رأي سياسي عبر عنه باشتراكه في انتفاضة الخبز عام 1977، وتم اعتقاله عام 1981، في إطار حملة الرئيس السادات لضبط المعارضين.

وتوفي الكاشف في الخامس من يونيو عام 2002، عن  عمر ناهز الخمسين عاماً، على إثر أزمة قلبية بعد رجوعه من مهرجان روتردام في هولندا الذي شارك فيه بفيلمه الأخير الساحر.