ياسين أقطاى مستشار أردوغان

الرجل الذى فقد ظله.. أقطاى ضيف دائم فى الإعلام القطرى

السبت، 03 أغسطس 2019 12:11 م
الرجل الذى فقد ظله.. أقطاى ضيف دائم فى الإعلام القطرى
مستشار الرئيس التركى، ياسين أقطاى
شيريهان المنيري

تصريحات أقطاى المسيئة للسعودية والإمارات تأتى امتدادًا لمواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا

 

عندما تكون مستشارًا لرئيس دولة، فمن المؤكد أن عليك مهامًا عديدة، يجب أن تقوم بها، أهمها أن تكون الصادق الأمين مع رئيسك، ناقلًا له بأمانة ما يدور على أرض الواقع، وما يشعر به شعبه تجاهه وسياساته، دون مواربة لأى حراك أو تذمُر من أوضاع اقتصادية، تسير بُخطى منتظمة فى طريق الهاوية، إلى جانب تقديم الحلول والخطط المستقبلية، التى من شأنها حل الأزمات واحتواء الشعب من أجل مستقبل أفضل. 

لكن يبدو أن مستشار الرئيس التركى، ياسين أقطاى لم يقُم بوظيفته المُقررة مُتحولًا إلى بوق إعلامى، يوجه الانتقادات والإساءات إلى أنظمة دول بعينها، خدمة لتوجهات رجب طيب أردوغان وحليفه القطرى.
 
ياسين أقطاى .. هذا الرجل الذى تعكس تصريحاته ومواقفه، أنها بعيدة كل البُعد عن أداء مُهمته الرئيسية، فقد تحول إلى إعلامى يكتب المقالات، ويظهر على الفضائيات متحدثًا إلى وسائل الإعلام القطرية سواء المرئية أو المكتوبة، حتى حسابه الرسمى على موقع التدوينات القصيرة، تويتر ملىء بالمهاترات والإساءات ذاتها التى اعتدنا على سماعها وقراءتها من قبله، وبمقارنة حسابه مع الحساب الرسمى للرئاسة التركية؛ يُلاحظ أنه فى عالم آخر، فمن المفترض أن يكونا متطابقين فى كثير من الأوقات، ولكن فى حالة «أقطاى»؛ فالأمر مختلف، فهو يظهر متطابقًا فقط مع «أردوغان».
 
ظهور «أقطاى» عبر منابر الإعلام القطرية من حين إلى آخر ربما يعكس حقيقة توجهاته، وأنه مجرد بوق يخدم سيده «أردوغان» وحليفه القطرى فقط، دون النظر إلى سياسات أو شعب يُعانى من نتائجها السلبية على مدار السنوات الأخيرة؛ فهو يظهر فى كل مرة مسيئًا لدول الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) بشكل رئيسى، وخاصة منذ إعلان مقاطعتهم للنظام القطرى فى يونيو عام 2017.
 
والآن يظهر مُجددًا فى حوار عبر صحيفة «الراية» القطرية، مؤكدًا على متانة العلاقات التركية القطرية، مسيئًا إلى مصر والسعودية والإمارات، مستمرًا فى ادعاءاته ومزاعمه حول العلاقات السعودية والإماراتية مع إسرائيل، وإحياء ملف مقتل المواطن والإعلامى السعودى جمال خاشقجى فى إطار محاولات تركيا المستمرة لاستغلاله ضد المملكة، والرغبة فى تشويه صورتها ومسيرتها التنموية التى تسير بُخطى جيدة.   
 
فى هذا الخصوص، قال المحلل السياسى السعودى، مبارك آل عاتى لـ «صوت الأمة»: «تصريحات ياسين أقطاى مستشار أردوغان المسيئة للسعودية والإمارات، تأتى امتدادًا لمواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا والمعادى للدول العربية، كما تثبت تمسك تركيا بحالة عداء مُعلن للبلدين بعد أن نجحت السعودية فى تحجيم الدور التركى، وتعريته أمام العالم الإسلامى، كما أنها تكشف قوة ومتانة علاقة تركيا بإسرائيل؛ فبرغم الخطاب الشعبوى المناهض لإسرائيل الذى يزعمه أردوغان واستمرار متاجرته بقضية العرب الأولى قضية فلسطين، لكن يأتى الواقع ليؤكد أن تركيا أكبر شريك تجارى لإسرائيل فى العالم الإسلامى بقيمة 8 إلى 11 مليار دولار مع استمرار سياحة الإسرائيليين وشرائهم العقارات فى تركيا إلى جانب فوز شركة بورصة التركية بمناقصة تشغيل تليفريك حيفا بقيمة 90 مليون دولار‎».
 
من جانبه قال الأكاديمى الإماراتى، الدكتور عبدالخالق عبدالله، إن «أقطاى لا يختلف عن رئيسه الذى يشتم ويسئ، لذلك بعيدًا إن كان مستشارًا أو مجرد بوق؛ فالمهم بالنسبة لنا أن مضمون حديثه كريه وغير مقبول»، مضيفًا فى تصريحاته لـ«صوت الأمة»، أن «إساءات ياسين أقطاى تجاه الإمارات والسعودية، أخذت مؤخرًا طابع العداء والاستعداء والتحريض المكشوف والممزوج بخليط من الأكاذيب والافتراءات والتطاول المباشر المُوجه لقادتها ورموزها الوطنية».
 
وأضاف الأكاديمى الإماراتى، أن أقطاى فى حواره الأخير مع صحيفة الراية القطرية، يقوم بتأجيج الخلاف الخليجى، وكأن تركيا تود لهذا الخلاف أن يستمر؛ فمن مصلحة أنقرة الإبقاء على الخلاف الخليجى، كونها من أكبر المستفيدين سياسيًا وماليًا من أزمة قطر.
 
وتابع: إن «المؤكد أن أقطاى يتحدث باسم أردوغان، وخطابه التحريضى الذى لا يختلف عن خطاب رئيسه الذى يُظهِر نفس القدر من العداء للسعودية والإمارات ومصر، وهى فى مقدمة الدول التى تتصدى لطموحه الجامح، ليكون زعيم الأمة الإسلامية؛ هذا إلى جانب المغالطات الكبرى التى وردت فى حواره، وأبرزها اتهام السعودية والإمارات بالتطبيع مع العدو الإسرائيلى متناسيًا أن تركيا هى أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل، وأقامت علاقات معها ولديها علاقات استراتيجية وعسكرية واستخباراتية واقتصادية هى الأعمق والأقدم؛ فكيف له أن يلقى محاضرة عن التطبيع ودولته ذهبت أكثر من غيرها فى التطبيع مع إسرائيل؛ «ألا يخجل أقطاى من نفسه»، أم أنه غائب الوعى أو يظن أن الجمهور جاهل وساذج!».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق