المدير الفني لمنتخب مصر.. كيف يروض إيهاب جلال أصحاب «المينتاليتي»؟

48 ساعة، كانت فاصلة بين تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الاعتماد على المدير فني وطني في مهمة منتخب الكرة القدم المقبلة، وتسرب أنباء عن تعيين الكابتن إيهاب جلال مديراً فنياً لمنتخب مصر، بالتعاون مع القيادة الحكيمة الكابتن حسن شحاتة كمشرف فني، في مهمة مشابهة لمهمة الراحل محمود الجوهري في 2005، والتي كتبت فصولاً سعيدة في مسيرة المنتخب القومي بحصده ثلاث بطولات قارية متتالية، بالإضافة إلى تعيين الشاب الحماسي حسام غالي مديراً للكرة بالمنتخب.

إن كانت الأمور كلها تتعلق بالكرة وطريقة لعبها، فيمتلك إيهاب جلال مهارات فنية نجحت مع ناديي مصر المقاصة والنادي المصري، فأتى بالفريقين من الظلمات إلى النور والشهرة والقمة والمربع الذهبي، بل ونافس في أكثر من مناسبة قطبي الكرة المصرية على ألقاب الدوري والكأس، حتى لقبه المصريون بجواردويلا مصر، لعدة أسباب أولها وأهمها اعتماده على البناء من الخلف عبر تمريرات قصيرة حتى اقتحام حصون الخصم، وهو ما ابتكره جوارديولا في مسيرته التدريبية مع كل الفرق التي تولى إدارتها الفنية، وأهمها برشلونة ومانشيستر سيتي.

إيهاب جلال

ماذا بعد مبروك؟  

 على إيهاب جلال بعد تلقي التهاني والمباركات، أن يمسك بورقته وقلمه ويفكر طويلاً في طريقة مثلى لترويض رجالات المنتخب المحترفين في الخارج، والذين يرون بطبيعة ما حققوه من شهرة أنهم أعلى من أي مدير فني وبالأخص إن كان مصرياً.

على إيهاب جلال، أن يضع من الآن طريقة تعامل خاصة مع لاعب كمحمد صلاح، الذي أصبح نجماً عالمياً، حتى يتمكن المدير الفني من أن يمارس صلاحياته ويصبح جميع اللاعبين تحت الأمر والتكليف، ويعملون كتروس في ماكينة عمل واحدة، بغض النظر عن الأسماء، وهو ما لم ينجح فيه المدير الفني السابق للمنتخب خافيير اجيري، والذي فشل في لم شمل المنتخب، حتى وقعت النكسة في بطولة أمم إفريقيا التي استضافتها مصر في الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو.

إيهاب جلال يبحث عن «جدو» 

الكابتن المخضرم إيهاب جلال، عليه أن يخلع عن نظارته الشمسية ألوان القطبين الأهلي والزمالك، وينزل بنفسه لاكتشاف المواهب في الفرق الأخرى بغض النظر عن حجمها، مثلما فعل الكابتن حسن شحاتة من قبل، وضم من خارج القطبين نجوم الجيل الذهبي سيد معوض وأحمد عيد عبد الملك وعمرو زكي ومحمد ناجي جدو وحسني عبد ربه ومحمد حمص وهاني سعيد، حتى أصبحوا ركائز أساسية للمنتخبات الثلاث التي حصدت البطولات.

هل يعيد حسن شحاتة التوازن لمنتخب مصر؟ 

تدريب الأندية متوسطة المستوى والحلم والطموح، وتحقيق إنجاز معها بدخول المربع الذهبي، يختلف كثيراً عن تدريب منتخب قومي بحجم منتخب مصر وقيمة لاعبيه، وطموح جماهيره في تحقيق بطولات دولية واستعادة العصر الذهبي، وهو ما لابد أن يعييه إيهاب جلال جيداً خلال الفترة المقبلة، إن أراد تحقيق أسطورة مماثلة لأسطورة الوطنيين محمود الجوهري وحسن شحاتة، ومن أجل ذلك يجب أن يسقط «جلال» من ذاكرته التجربة السيئة التي خاضها مع نادي الزمالك عند توليه تدريبه الموسم الماضي، وإخفاقه في تحقيق أي إنجاز يذكر.