قطار المؤتمر الوطني للشباب يصل محطة العاصمة الإدارية الجديدة غدا بمشاركة 1500 شاب وفتاة
الإثنين، 29 يوليو 2019 01:00 ميوسف أيوب
- مؤتمرات الشباب أفرزت جيلاً واعداً من الإعلاميين يتميزون بالوعى والثقافة وحسن المظهر رغم صغر سنهم
- انطلاق المؤتمر الأول لمبادرة " حياة كريمة " ..جلسة " اسأل الرئيس" تحولت إلى علامة مميزة
لا وقت للراحة، فالكل يسابق الزمن لتحقيق الهدف.. وهو إنجاح المؤتمر الوطنى للشباب فى نسخته السابعة التى تستضيفها العاصمة الإدارية الجديدة غداً وبعد غداً.. أكثر من 500 شاب، من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، موزعين فى خلايا عمل منتشرة داخل أرجاء فندق «الماسة كابيتال» الذى سيستضيف أعمال المؤتمر، جزء يركز على جلسات العمل خاصة «المحاكاة»، وآخر مهمته توفير الترتيبات اللوجيستية لاستقبال المشاركين وتسهيل تواجدهم، ومجموعة أخرى تتابع البروفات النهائية لجلستى الافتتاح والختام.
بجانب شباب البرنامج الرئاسى، هناك الإعلاميون الشباب المختارون لتقديم جلسات المؤتمر، ففى جنبات الفندق هناك جلسات عمل مكثفة بين الإعلاميين والشباب، للتعرف على أى جديد قد يطرأ، ولكى يطلع أيضا الإعلاميون على سير الجلسات، خاصة أن هذه النسخة من المؤتمر تركز بشكل كبير على جلسات المحاكاة. فور الدخول إلى المسرح الكبير الذى سيستقبل الجلسة الافتتاحية تجد كلمة «نورتوا العاصمة» فى استقبالك، وأمامها عشرات الشباب المندمجين كلٌّ فى المهمة المكلف بها، وكل واحد منهم يعرف المطلوب منه ويسعى لتنفيذه بدقة تامة، وبينهم الفنيون والشباب المشاركون فى العروض الفنية التى ستظهر على المسرح فى الافتتاح. بجوار المسرح الكبير توجد القاعة الكبرى التى تعتليها أكبر قبة فى الشرق الأوسط، وتحتها تم تجهيز القاعة لاستقبال جلسات المحاكاة، حيث يجلس الشباب فى دائرة كبيرة شبيهة لمجلس الوزراء، ومن خلفهم يجلس حضور المؤتمر.
جهد كبير ونشاط أكبر يجرى حاليا فى فندق الماسة كابيتال، وأبطاله هم الشباب، ممن تعودوا على إبهار العالم بإمكانياتهم وقدراتهم، منذ الانطلاقة الأولى لمؤتمرات الشباب فى شرم الشيخ أكتوبر 2016، ومن بينهم، طلعت خضر، أحد خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، الذى حضر من المنصورة للمشاركة فى الترتيبات النهائية للمؤتمر، وقال: «تم تقسيمنا لفرق عمل مختلفة، كل فريق يعمل على المهام المطلوبة منه وفق تخصصه، فهناك فريق خاص بالجلسات والمحاكاة، وآخر للأمور اللوجيستية»، مشيراً إلى أنه يشارك فى جلسة المحاكاة، التى ستجرى على أكثر من جلسة فى اليوم الأولى، وهو مرشح ليقوم بدور وزير التخطيط فى نموذج المحاكاة، وقال: «أعمل فى النموذج ضمن فريق عمل يضم خمسة أفراد، كل فرد مكلف بمهام معينة، مرتبطة كلها بتجهيز المحتوى الذى سيقوم بعرضه خلال جلسة المحاكاة».
تحدث طلعت خضر عن اختيار العاصمة الإدارية كمكان لعقد المؤتمر الوطنى السابع للشباب، وقال: «كنا نسمع عن العاصمة الجديدة، لكن هذه المرة الأولى التى أراها وأرى ما يحدث بها من تطورات مذهلة، خاصة المبانى الهائلة والمشروعات الكبرى والبنية التحتية وشبكة الطرق والكبارى التى تخدم على هذه المشروعات»، مشيراً إلى أن عقد المؤتمر فى العاصمة الجديدة فرصة للشباب ليطلعوا على واحد من المشروعات القومية والوطنية العملاقة التى تحتاجها الدولة، وليرى الشباب أيضاً كيف استطاع المصريون إنجاز هذا المشروع فى وقت قياسى.
ما قاله طلعت خضر تتفق معه فيه إيمان على، إحدى خريجى البرنامج الرئاسى، التى أكدت أنها للمرة الأولى التى تزور فيها العاصمة الإدارية الجديدة، وقالت: «انبهرت جدا بمجرد وصولى للعاصمة، خاصة حينما رأيت حجم الإنجاز الذى تحقق فى كافة القطاعات، ومن هنا جاءت فلسفة عقد المؤتمر هذه المرة هنا فى العاصمة الجديدة لكى نطلع على ما يتحقق على الأرض، فهذه هى المرة الأولى التى تستضيف العاصمة حدثا كبيرا مثل مؤتمر الشباب، وأعتقد أنه سيكون نواة للكثير من المؤتمرات والأحداث التى ستعقد فى العاصمة، كما أننا متأكدون أن هذا المكان سيكون قبلة لاستثمارات كثيرة».
وستشهد النسخة السابعة من المؤتمر، حضور 1500 مدعو، متنوعين ويمثلون كافة فئات الشباب المصرى «شباب الجامعات والأحزاب والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وشباب من المبدعين والمبتكرين، وشباب يتم اختيارهم من خلال التسجيل عبر الموقع الإلكترونى»، وبحضور عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين ورجال الأعمال وسفراء دول الاتحاد الأفريقى فى حضور رجال الدولة المصرية.
فى النسخة السابعة هناك تنوع فى أجندة القضايا الوطنية المطروحة، لكنها هذه المرة بصيغة أكثر نضجاً عن سابقاتها فى المؤتمرات لتشمل محاور النقاش، إجراءات الإصلاح الاقتصادى، وموازنة الدولة المصرية للعام 2019-2020، والإصلاحات الإدارية الهادفة إلى تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلية «التحول الرقمى والتسويق الحكومى»، والمشروعات القومية وانعكاس ذلك على الاقتصاد المصرى وحياة المواطن بصفة عامة، والإجراءات الحمائية التى تتبعها الدولة مع المواطن المصرى الأكثر احتياجاً من خلال مبادرة حياة كريمة، والموقف المصرى من القضايا الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الوضع الداخلى.
كل هذه الموضوعات يتم طرحها ومناقشتها خلال جلسة نموذج محاكاة الدولة المصرية، والتى يحاكى فيها الشباب المصرى دور السلطة التنفيذية والتشريعية وفى وجود تمثيل للشارع والأحزاب المصرية.
مؤتمرات الشباب.. وظهور خاص للإعلاميين الشباب
منذ انطلاقتها الأولى كانت ولاتزال السمة الأساسية لمؤتمرات الشباب أن يكون الشباب هم الفاعلين الرئيسيين فى كل مجرياتها، من تجهيز وتحضير ومشاركة وإدارة للجلسات، ومن أهم ثمرات المؤتمر الوطنى للشباب، الاعتماد على الإعلاميين الشباب فى إدارة جلسات المؤتمر، وهو ما يؤكد المقولة التى اشتهر بها المؤتمر أن الشباب هو المسيطر على كل شىء، فى المنصة الرئيسية والحضور، والترتيبات والتنظيم، المؤتمر للشباب ينظمه الشباب.
ومن استقراء المؤتمرات السابقة سنجد أنها أفرزت جيلاً واعداً من الإعلاميين ممن يتميزون بالوعى والثقافة وحسن المظهر، على الرغم من صغر سنهم، فقد ساهمت تجاربهم فى إدارة الجلسات والفعاليات المختلفة لمؤتمرات الشباب فى صقل مهاراتهم وإمكانياتهم، كذلك مثلت مؤتمرات الشباب منصة لاستكشاف الوجوه الإعلامية الشابة المتميزة، ومن خلال الجلسات الحوارية قدمت المؤتمرات الوطنية للشباب العشرات من الأنماط المختلفة للجلسات، من جلسات حوارية وأخرى نقاشية، ونماذج للمحاكاة وجلسات المائدة المستديرة، مما يتطلب وجود إعلامى محنك لإدارة النقاش الدائر، خاصة فى حالة احتدام النقاش بين الضيوف وكيفية إدارة اختلاف وجهات النظر، وتعد نماذج المحاكاة من أكثر أشكال جلسات المؤتمر من حيث التركيب ثراء، حيث يتم طرح العديد من الأفكار ومناقشتها من قبل الشباب ليمثلوا الحكومة والبرلمان وأيضاً المعارضة والمجتمع المدنى، ثم يأتى دور الحكومة الحقيقية فى التعقيب على المناقشات والأطروحات، وذلك بحضور عدد من الخبراء للتدحل أثناء المناقشات، للبت فى الرأى من الناحية العملية والموضوعية فى الموضوعات المطروحة، وهذا يتطلب بطبيعة الحالة درجة عالية من الثقافة والإلمام بالشأن العام.
بالتأكيد فإن الجلسات هى العصب الأهم فى المؤتمر الوطنى، كونها تجمع بين أفكار مختلفة أو متقاربة لتطويرها ومزجها للخروج بأفضل التوصيات، على أن يكون لها آليات يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وقدمت مؤتمرات الشباب منذ نسختها الأولى منصة مفتوحة تسع مختلف الإعلاميين، فقد شارك فى إدارة الجلسات مذيعون من التليفزيون المصرى أمثال شريف فؤاد وريهام السهلى، ومذيعون من القنوات المصرية الخاصة مثل رامى رضوان وعمرو خليل وإيمان الحصرى ودينا عبدالكريم وأحمد فايق ومروج إبراهيم وغيرهم، كما نجح المؤتمر أيضاً فى دمج الوجوه الشابة والواعدة مثل خلود زهران ودينا والى وحسام حداد ونانسى نور وينا زهرة، مع الإعلاميين الكبار الشباب وغيرهم مثل أسامه كمال، ولم تقتصر فقط إدارة الحوار على مذيعى التليفزيون وإنما شهدت أيضاً ظهور مذيعى راديو لإدارة الحوار من بينهم المذيعة الشابة هاجر جميل، ونظراً للتوجه الخاص بالإدارة المحترفة للجلسات النقاشية فقد شهدت المؤتمرات مديرى جلسات ليسوا مذيعين أو إعلاميين ولكن شباب متخصصين فى موضوع الجلسات نفسها، كما حدث فى منتدى شباب العالم.
حياة كريمة.. مبادرة بسواعد شبابية
فى بداية 2019، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى، لتوحيد الجهود بينها والتنسيق المُشترك لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً خلال العام 2019، وبعدها انطلقت عجلة الأداء الحكومى مستهدفة تنفيذ ما دعا إليه الرئيس، وتطبيق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى 16 محافظة تشمل 1000 قرية.
المبادرة تستهدف فى المقام الأول إحداث التكامل بين الأجهزة الحكومية، والجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدنى بوجه عام، بحيث تعمل كل هذه الجهات تحت مظلة واحدة، لتوفير المجالات التى تشملها مبادرة «حياة كريمة» للاهتمام بالمواطنين الأكثر احتياجًا ومساعدتهم من خلالها، وتتضمن هذه المجالات توفير سكن كريم من خلال بناء أسقف ورفع كفاءة المنازل الموجودة والتى تحتاج إلى تطوير، ومد وصلات مياه ووصلات صرف صحى للمنازل المحرومة من هذه الخدمات، وتوفير الكشوفات الطبية والعمليات الجراحية وتوفير العلاج اللازم للمرضى بالمجان، وتوفير أجهزة تعويضية تشمل سمّاعات ونظارات وكراس متحركة وعكازات، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج، بما يشمل تجهيز منازل الزوجية، وعقد أفراح جماعية لمساعدة المحتاجين، وإقامة مشروعات متناهية الصغر لتوفير دخل ثابت للمواطنين بما يعود بالنفع عليه وعلى الاقتصاد الوطنى، وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية فى القرى، وإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات فى الدور الإنتاجى، وتوفير كسوة الأطفال خاصة فى المناسبات، وتقديم دعم عينى بشكل دورى للأسر الأكثر احتياجًا، ومجالات أخرى كثيرة.
ما لا يعمله الكثيرون أن شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، هم الجنود المجهولون فى هذه المبادرة، فهناك أكثر من 930 شابا يعملون على الأرض منذ أشهر فى قرى 27 محافظة، مكلفين بمهام محددة، وهو رصد دقيق لأوضاع كل قرية واحتياجاتها، ورفع تقارير دورية موثقة بالصور والفيديو لغرفة عمليات تعمل على مدار اليوم لاستقبال هذه التقارير وإعداد قائمة بالقرى الأكثر فقراً، ووضع خطة لتحويلها إلى قرى نموذجية، خاصة أن التكليف الذى تلقاه هؤلاء الشباب من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ألا يقتصر العمل على بعض المشروعات الخاصة بالصرف الصحى وتوفير احتياجات بعض الأسر، وإنما أن تتضمن الخطة توفير كل ما تتطلبه القرية لتكون نموذجية، سواء من خلال بناء مستشفيات ووحدات صحية ومراكز شباب ومدارس ومراكز ثقافية، فضلاً عن المهمة الأساسية مساعدة الأسر الفقيرة على إيجاد مصدر دخل دائم يعينها على الحياة.
خلال المؤتمر الوطنى للشباب بالعاصمة الإدارية، سيتم عقد المؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة، والذى يستهدف عرض خطط وجهود الدولة المصرية لتوفير سبل الحياة الكريمة لكل مواطن مصرى، بالاضافة إلى شرح أبعاد المبادرة وإتاحة الفرصة للشباب لعرض أفكارهم ورؤاهم الخاصة بالمشاركة فى تنفيذ المبادرة، وسيتم ذلك فى حضور عدد من المؤسسات الكبرى والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى للمشاركة فى الحملة، كما سيتم خلال المؤتمر الإعلان عن سفراء لمبادرة حياة كريمة، من الشخصيات العامة والفنانين كسفراء للمواطن المصرى.
اسأل الرئيس.. قناة اتصال مباشرة مع المواطنين
كان المؤتمر الوطنى للشباب بالإسماعيلية فى إبريل 2017 على موعد مع ظهور مبادرة «اسأل الرئيس»، التى جاءت انطلاقاً من حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على فتح قنوات تواصل مباشرة بمنتهى الشفافية مع كافة المواطنين، ومد جسور الحوار بين كافة أطياف المجتمع المصرى والقيادة السياسية.
ومع دورية انعقاد مؤتمر الشباب تحولت «اسأل الرئيس» إلى جلسة ثابتة، نظراً لما تلاقيه من صدى جماهيرى، ومع كل انعقاد للمؤتمر تعلن الصفحة الرسمية انطلاق مبادرة «اسأل الرئيس»، والتى يمكن من خلالها لأى مواطن أن يطرح سؤالاً على الرئيس وسوف يقوم بالإجابة على بعض هذه الأسئلة، وستشهد نسخة العاصمة الإدارية الجديدة جلسة «اسأل الرئيس» التى يوجه من خلالها المواطن المصرى أسئلته إلى رئيس الجمهورية بكل شفافية.
وعلى مدى العامين الماضيين حققت «اسأل الرئيس» إثراء للوعى الجمعى لدى المصريين، واستقائهم للمعلومات من رأس الدولة المصرية بشكل مباشر، فالرئيس خلال الجلسة يجيب عن كل التساؤلات التى تشغل الشباب المصرى بدون خطوط حمراء.
وخلال الجلسات السابقة كان الحوار فى منتهى الشفافية، وأجاب الرئيس عن كل الأسئلة التى وصلت إليه عبر الصفحة الرسمية للمؤتمر، ولم يرفض الرئيس الإجابة عن أى سؤال، كما لم تحجب إدارة المؤتمر أى سؤال مهما كانت حساسيته، لأن الرئيس كان واضحا من البداية، من وقت إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، أنه لا فاصل بينه وبين الشعب، وأنه لا ولن يخفى شيئا عن المصريين، لذلك انتهج الصراحة والشفافية منهجاً.
الشباب الأفريقى يزينون المؤتمر الوطنى فى النسخة السابعة
منتدى شباب العالم وتفريعاته هو أحد ثمار المؤتمر الوطنى للشباب، وعلى هامش النسخة السابعة سيقام حفل تخريج الدفعة الأولى من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى، والذى يعد أحد توصيات منتدى شباب العالم 2019، والذى جاء استكمالاً لنجاح التجربة المصرية الرائدة فى تأهيل وتمكين الشباب المصرى ليشمل شباب القارة الأفريقية، لتضمهم فى أول برنامج رئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الأفريقى فى مصر، من خلال الأكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، ويمثل الدارسين فى الدفعة الأولى 29 دولة أفريقية، كما سيحضر حفل التخرج سفراء دول الاتحاد الأفريقى.
تخريج هذه الدفعة يأتى تزامناً مع رئاسة مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، للاتحاد الأفريقى، وتأتى أيضاً استكمالاً لنجاح التجربة المصرية الرائدة فى تأهيل وتمكين الشباب المصرى ليشمل شباب القارة الأفريقية، لتضمهم فى أول برنامج رئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الأفريقى فى مصر، من خلال الأكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، ويمثل الدارسون فى الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الأفريقى 29 دولة أفريقية، ومن المقرر أن يحضر حفل التخرج سفراء دول الاتحاد الأفريقى.
وخلال منتدى شباب العالم الذى عقد فى مدينة شرم الشيخ العام الماضى، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ التوصية التى صدرت عن المنتدى، بأن يكون عام 2019 عام الشباب الأفريقى، وتبع ذلك الإعلان عن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة خلال ملتقى الشباب العربى والأفريقى الذى عقد بمدينة أسوان فى شهر مارس الماضى.
اختيار هذه الدفعة تم من خلال العديد من المراحل، التى انتهت إلى قبول الشباب الأفارقة الدارسين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى APLP، ففى يوم الأحد 19 مارس الماضى، تم فتح باب التسجيل، بالتزامن مع الإعلان أن الدراسة ستتم بمقر الأكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، أحد منجزات المؤتمر الوطنى للشباب.
الخطة المصرية التى تم إعدادها حينها أنه من المستهدف تدريب 10 دفعات بإجمالى 1000 شاب أفريقى بواقع 100 متدرب بكل دفعة، على أن يتم الانتهاء من تدريب 5 دفعات بنهاية عام 2019 وبحلول عام 2020، وبدأت إجراءات قبول الدفعة الأولى من خلال مراحل متعددة.
وبدأت الدراسة الفعلية للمتدربين يوم الاثنين 1 يوليو الجارى، من خلال برنامج تدريبى تم وضعه وفق عدة زوايا أهمها أن يكون ملائما لمخاطبة فئة الشباب من الفئة العمرية المطلوبة «18: 30» سنة عن طريق احتوائه على العديد من الأنشطة وورش العمل، وأن يتنناسب مع الطبيعة الأفريقية من حيث طريقة التفكير وجوانب الحياة، وأن يتضمن أفكارا ومقترحات خاصة بتطوير وتنمية القارة الأفريقية عن طريق فكر وسواعد أبنائها، وأن يتم تقديمه كاملاً بلغة متفق عليها بين الدول المشاركة، وتم الاتفاق على أن تكون اللغة الإنجليزية.
وأختار القائمون على البرنامج محاور المحتوى التدريبى، والتى تعتمد على تنمية مهارات القيادة الفعالة، وتطوير مهارات التفاوض الفعال، والذكاء العاطفى والاجتماعى، والاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة وتناولها من خلال أجندة أفريقيا 2063، والمجتمع الأفريقى من خلال الموارد المهدرة والفرص والتحديات لتطويره، والسياحة الخضراء وإدارة التراث الثقافي، والابتكارات التكنولوجية والعلمية، ومدن التعلم والتنوع الثقافى، ومحور التوعية الأمنية والقومية الخاصة بالقارة الأفريقية.
وفيما يتعلق بأساليب التدريب، فتم تصميم أساليب التدريب بحيث تكون متقدمة غير تقليدية لتعظيم الاستفادة من البرنامج المصمم للتدريب والاستفادة من طاقات الشباب فى مختلف دول القارة، ويكون ذلك من خلال ورش عمل مختلفة بالتعاون مع منظمات محلية ودولية عريقة، وأيضا التركيز على الأنشطة العملية والعمل الجماعى، ونقل الخبرات، حيث تم الاتفاق مع عدد ضخم من أكبر وأقوى المدربين وذوى الخبرات فى المجالات المختلفة لنقل خبراتهم للشباب وتوظيف طاقاتهم.
وتضمنت الدورة أيضا البرنامج الثقافي، من خلال تصميم برنامج شامل يتناول الجانب الثقافى والسياحى والاقتصادى والعلمى والرياضى، وتضمن زيارة أهرامات الجيزة وأبوالهول، وحضور عرض الصوت والضوء فى الأهرامات، وزيارة قصر الأمير محمد على، وجولة نيلية وعشاء مع ممثلى هيئة تنشيط السياحة، وزيارة مجمع الأديان، وحضور مباراة نهائى كأس أمم افريقيا، وزيارة لمدينة الإسكندرية «قصر المجوهرات – قلعة قايتباى – مكتبة الإسكندرية – لقاء مع محافظ الإسكندرية»، وزيارة هيئة قناة السويس، وزيارة بيت العلوم والثقافة والفنون، فضلاً عن جولات وزيارات ميدانية لمعالم القاهرة الفاطمية.
ندى إبراهيم صالح، من ليبيا، وإحدى المشاركت فى البرنامج الأفريقى، قالت لـ«اليوم السابع»: « كنت مشاركة فى منتدى الشباب العربى الأفريقى الذى عقد فى أسوان مارس الماضى، وخلال المشاركة تم توزيع عرض عن البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الأفارقة على القيادة، وعن الأكاديمية الوطنية للتدريب، ومن خلاله تعرفت على البرنامج، ورأيت أنه يناسبنى، خاصة أن به العديد من الدورات والورش والمواد التى رأيت أنها ستساعدنى على المستوى الشخصى والمهنى، فقمت بالتسجيل على الرابط الخاص بالبرنامج، وبعدها كانت هناك مقابلة، وبعدها تم قبولى للمشاركة فى الدورة الأولى للبرنامج».
وحول الهدف الذى كانت تسعى له حينما قررت التسجيل فى البرنامج، قالت ندى: «هدفى كان أن أمثل بلدى ليبيا، خاصة فى الوضع الحالى الملىء بالأخبار السلبية عن ليبيا، كما أن هناك حالة تهميش للعنصر النسائى الليبى، الذى نادرا ما يكون موجودا فى الإعلام، أو فى الحياة السياسية وأى مجال آخر، لذلك كان هدفى أن أشارك لأمثل بلدى وأعطى صورة نوعا ما إيجابية عن ليبيا والمرأة الليبية»، مشيرة إلى أنها بعد مشاركتها فى البرنامج، حققت كل الأهداف التى كانت تسعى لها، وقالت: «خلال مشاركتى فى البرنامج، وحينما جلست مع المشاركين من كافة الدول الأفريقة، وجدتهم يقولون إنهم للمرة الأولى يلتقون مع شخص ليبيى، وفتاة من ليبيا، لذلك كنت سعيدة أن البرنامج منحنى هذه الفرصة للتعريف ببلدى وبما تقوم به المرأة الليبية، على الأقل نحاول بقدر الإمكان أن نعطى صورة مغايرة عن ليبيا، والقول إن الشباب الليبى موجودون ويحاولون مهما كانت الظروف صعبة أن يحققوا أهدافهم وطموحاتهم».
وحول الاستفادة الشخصية لها من المشاركة فى البرنامج، قالت ندى: «الاستفادة لها علاقة بمحتوى البرنامج، فنحن دائما نركز على أننا عرب والوحدة العربية، وننسى الوحدة الأفريقية، لذلك كان لدينا فضول أكثر لنتعرف على الدول الأفريقية، فكثيرا ما نقرأ على سبيل المثال عن مشاكل الدول الأفريقية، والمشاكل التى يواجهها الشباب الأفريقى، لكن أن تجلس مع شخص يمثل دولة معينة، تكون الاستفادة أكثر من أن تقرأ عن هذه الدولة أو شبابها، وهو ما وفره لنا البرنامج بأن جلسنا مع بعضنا البعض، وتعرفنا على مشاكلنا وجها لوجه، وهذه من أهم الاستفادات التى تحققت لى على المستوى الشخصى، أنى التقيت مع شباب من دول مختلفة».
وأشارت ندى إلى أنها أستفادت كثيرا من ورش العمل ومجالات أخرى فى البرنامج، مثل الجزء المتعلق بالإعلام، وكيفية التواجد فى وسائل الإعلام والتعامل مع الإعلام، لكن هناك أمورا أخرى مثل الكيفية التى تستطيع من خلالها تأسيس مشروع أو جمعية خاصة بك، أو مواجهة التحديات الموجودة فى القارة الأفريقية، وآليات الحلول لها والتعامل معها، وكيف تقدم نفسك وأن يكون لديك المهارات القيادية».
وعن الفارق الذى حدث فى شخصيتها بعد المشاركة فى البرنامج قالت ندى: « شعرت أكثر بالانتماء الافريقى، لأنه حينما تكون موجودا وسط مجموعة من دول مختلفة، نتحاور ونتناقش تتحقق الاستفادة، فنحن كنا نفتقد مثل هذه الآلية التى حققها لنا البرنامج»، مشيرة إلى أنها خرجت من البرنامج برسالة تريد توجيهها للشباب، وقالت: «رسالتى للشباب والفتيات فى ليبيا أنه لابد أن يتحدوا الوضع الموجودين به من خلال اشتراكهم فى برامج قيادية مثل البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، لأنه حينما تسافر وتندمج مع آخرين وتشرح تجربتك وتستمع لتجارب الآخرين، وتستمع لأهم الخطوات التى تفيدك فى حياتك العملية وفق أساليب علمية حديثة، فهذا ما نحتاجه، أما فيما يتعلق بالشباب الأفريقى فرسالتى لهم أننا بحاجة لنتحد مع بعضنا البعض، لأننا دائما نتحدث عن تجمعات داخل القارة، شمال وشرق وغرب وجنوب، لكن أبداً لم نتحدث عن أفريقيا كقارة، لأن الوحدة هى التى ستجعلنا نتغلب على كل المشاكل».
وأشارت إلى أنها تواصلت مع الكثير من اصدقائها لكى يشاركوا فى الدورات القادمة للبرنامج، وقالت: « كثير منهم سجلوا فى الدفعة الثانية، ودائما أقول لهم إن تجربتى مع الدورة الأولى تدفعكم للمشاركة فى الدفعات اللاحقة، فحينما قررت المشاركة لم يكن لدى أى توقع بأن يتم قبولى، لكن حالياً أنا شاركت، وتأكدت أنه يستحق فعلاً أن تستقطع 6 أسابيع من وقتك للمشاركة».
وحول شعورها حينما علمت أنه سيتم تكريم الدفعة فى ختام المؤتمر الوطنى للشباب فى العاصمة الإدارية الجديدة، قالت ندى إبراهيم صالح، من ليبيا: «إحساس فى منتهى الروعة، فقبل الحفل بأيام قمت بتجهيز كل شىء لكى أظهر بالشكل الذى يليق ببلدى وبالبرنامج الذى شاركت فيه، فقررت أن أرتدى اللبس الليبى التقليدى، وأن أظهر بالعلم الليبى».
صباح كابشون، فتاة جاءت من السودان لتشارك فى البرنامج، بعد اجتيازها كل المراحل المطلوبة، وقالت: «أنا خريجة طب، لكن فى العامين الماضيين أصبح لدى اهتمام أكبر بالشأن العام، والمجتمع المدنى، فبدأت فى البحث عن الفرص التى لها علاقة بالمجتمع والتنمية، لأنها تعالج بطريقة غير مباشرة المشاكل التى نعانى منها بأفريقيا بشكل عام، والسودان بشكل خاص، ومنها مشاكل الصراعات، وفى أثناء بحثى كان لدى أصدقاء شاركوا فى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وكان السؤال الذى يراودنى وقتها: ماذا يفعل الشباب فى منتدى شباب العالم؟ فقررت أن أطلع على التفاصيل من خلال الموقع الخاص بالمنتدى، ووجدت فكرة استراتيجية وهى كيف نتحول من مرحلة الشكوى والتعريف بها، إلى مرحلة عملية للحلول، من خلال خطوات محددة، بأن يأتى شباب من دول أفريقية مختلفة يتحدثون عن مشاكل القارة، ورؤيتهم للحل، سواء كانت هذه المشاكل متعلقة بالتنمية أو غيرها من الأمور التى تعانى منها أفريقيا».
وأضافت صباح كابشون لـ«اليوم السابع»: «حينما اطلعت على محتوى البرنامج، وجدت أمورا أول مرة أراها فى برنامج تدريبى مثل الحديث عن السلام ودور الإعلام فى التواصل والحل، والتعريف وحل المشكلات بطرق علمية، وطريقة التفاوض، خاصة أننا فى أفريقيا ولدينا الكثير من المناطق التى بها صراعات، لذلك حينما نتعلم مهارات التفاوض سيفيدنا كثيرا، خاصة حينما نعود إلى بلداننا نستفيد بها»، مشيرة إلى أنه «فى أى برنامج هناك إيجابيات تحصل عليها بطريقة مباشرة مثل تقوية العلاقات مع شباب من مختلف البلدان المشاركة، وفى هذا البرنامج هناك شباب من 29 دولة استطعت التعرف عليهم بشكل مقرب، وهناك بلدان أول مرة ألتقى بشباب منها، البرنامج وفر لى هذه الفرصة، كما أن هناك مدخلات أخرى تستفيد بها لكن نتائجها ستتحقق مع مرور الوقت، مثل الحصول على مهارات التفاوض والحوار والتعامل مع الإعلام وغيرها من المعارف التى ستظهر مع مرور الأيام على المستوى العلمى، خاصة أن البرنامج مهتم بالجانب العملى».
وحول نصيحتها للشباب السودانى، قالت صباح كابشون: «بشكل عام أقول لكل الشباب أنصحهم بالمشاركة فى البرنامج، أما الشباب السوادنى فلن أوجه لهم نصيحة، وإنما أدعوهم منى شخصيا بالمشاركة، لأننا نحتاج للبرنامج، وهو أحد البرامج التى ستساعدنا فى تخطى أى مشاكل تواجهنا فى بلدنا».
عبدالهادى النجيب يوسف عبدالهادى، مهندس معمارى من تشاد، أحد المشاركين فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى، أكد من جانبه أنه شارك فى منتدى شباب العالم العام الماضى فى شرم الشيخ، وخلال حفل الختام تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن البرنامج، وحينها تحمس بشدة للمشاركة فيه، وقال: «بعد الإعلان عن البرنامج، قمت بالتسجيل وتخطيت المراحل الموضوعة، والحمد لله تم قبولى وشاركت فى الدورة الأولى»، مشيراً إلى أنه حينما قرأ فى البداية المنشور الخاص بالبرنامج وجد الكثير من الموضوعات المهمة مثل حرية المرأة، والتفاوض مع الآخرين، وكيف يأخد القائد قرارات مهمة فى حياته، وتعامله مع الآخرين، وكيف نرى موهبة الآخرين ونحترمهم، لذلك كنت متحمسا للمشاركة فى البرنامج، لكى نتشارك فى التفكير مع الشباب من دول أخرى.
وأضاف عبد الهادى النجيب يوسف عبدالهادى، لـ«اليوم السابع»، «أنا شاب تشادى ومتحمس للعمل فى الشؤون الإجتماعية فى تشاد، وحينما اطلعت على البرنامج وجدت أنه فكرة جديدة تعمل على خدمة الشباب الأفارقة، باعتبارهم القاعدة الأكبر، وحينما شاركت تأكدت أننى اخترت القرار الصواب، لأن البرنامج أعطانى الفرصة للتعرف على كيفية التعامل مع الآخرين والتعاون وفق مجموعات عمل تضم مشاركين من دول مختلفة، كما أننى منذ البداية كان هدفى أن أتحاور مع أشقائى الأفارقة لنتعرف على مشاكل بعض كشباب ومحاولة إيجاد حلول لها، وهو ما وفره لنا البرنامج، لأننا جميعا نريد لأفريقيا أن تكون أفضل وأحسن».
ووصف عبدالهادى الأجواء داخل البرنامج، وقال إن «النظام هو أساس العمل، وإدارة الحوار، فخلال ستة أسابيع كانت تجمعنا حوارات ونقاشات وجلسات وورش عمل، وكنا نأكل ونشرب ونعمل ونتعلم مع بعض، وهناك جولات خارجية للتعرف على مصر والشعب المصرى، وفرصة لنغير الأفكار، وكلنا تعاملنا كأسرة واحدة».
وحول عودته لتشاد بعد الانتهاء من البرنامج قال: « حينما أعود إلى تشاد قررت أن أكون سفيرا للبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، حتى أشرح للشباب الذين لم يحالفهم الحظ للمشاركة فى الدورة الأولى أن يتفاعلوا مع الدورات القادمة حتى يشاركوا، فخلال وجودى أكتشفت أنه يجمعنا هدف واحد، وهو أننا نريد أن نرى بلدنا فى أفضل حال، وقارتنا الأفريقة الأفضل»، موضحاً أنه « قبل أن أشارك فى البرنامج شاهدت فيديو عن مصر، حينما رأيته شعرت أن مصر وتشاد يجمعهما الكثير من العادات والتقاليد، والرئيبس السيسى قالها فى ختام منتدى شباب العالم إن أسوان ستكون عاصمة للشباب الأفريقى، وأنا الآن أقولها إن مصر بلد للشباب الأفريقى».