بعدما سيطر شبح الخوف على الأمهات.. تعرف على حقيقة فزاعة «الغرق الجاف»
الإثنين، 29 يوليو 2019 10:00 ص
كالنار في الهشيم، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا عددا من المنشورات التي تحذر من وفاة الأطفال عقب خروجهم من حمامات السباحة بساعات بدعوى تعرضهم لما يعرف بـ«الغرق الجاف»، وهو الأمر الذي أثار مخاوف عديدة لدى الأسر، خاصة التي لديها أطفالا يتعلمون السباحة، أو يمارسونها بأحد الأندية المخصصة لذلك.
وتحول «الغرق الجاف» ذلك المصطلح الجديد على مسامع الناس إلى فزاعة ترهب الأمهات بأن يقوم أطفالها بممارسة السباحة، حتى أنه وصل إلى القول أن الاستحمام في «البانيو» الخاص بالمنازل يتسبب بوفاة الطفل بعد ساعات من خروجه منه، وهو ماظهر في هرولة بعض الأمهات بأطفالهن إلى المستشفيات للكشف عليهم إذا ماتعرض أحدهم لأي أعراض قد يكون البرد أو اختلاف درجات الحرارة سببا في حدوثها خوفا من كونها أعراض «الغرق الجاف».
وبحسب تلك المنشورات، فإن الغرق الجاف، الذي يُدعى ظهورة على صفحات السوشيال ميديا يحدث بعد الخروج من الماء في فترة تتراوح من ساعة إلى 24 ساعة، نتيجة دخول كمية كبيرة من الماء الي الرئتين عن طريق الخطأ، والخطير في الأمر أن الطفل يمكن أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد دخول الماء إلى الرئتين ، حتي أن الأهل يتصورون أنه أصبح بحالة جيدة إلا أن هناك أعراضا قد تظهر عليه وتؤدى إلى الوفاة وهي صعوبة التنفس أو قد يصاحبه ألم وسعال بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى تغيير لون البشرة لتتحول إلى الزرقة مع نقص كمية الأوكسجين بجانب شعور الطفل بالخمول والتعرق والرغبة في النوم وبالتالي في حالة ظهور أيا من تلك الأعراض لابد من الذهاب إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات لإنقاذ الطفل.
من جانبه نفى الدكتور هيثم حسين، رئيس قسم الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى روض الفرج العام، ماتردد عن «الغرق الجاف»، مؤكدا أنه لايوجد علميا مايسمى بهذا المصطلح، معلقا: «كلام فارغ ولايوجد حالة واحدة تم تسجيلها وفاة نتيجة الغرق الجاف».
وأشار رئيس قسم الأطفال وحديثي الولادة، إلى أن مايحدث هو الإصابة بحالات التهاب رئويaspiration pneumonia أو chemical pneumonitis نتيجة تلوث المياه التي سبح بها الطفل خاصة إذا ماكانت مياه ترع وهو مايظهر معه أعراض كالكحة وضيق بالتنفس وارتفاع درجة الحرارة، وجميعها أعراض لا علاقة لها بما يسمى الغرق الجاف المزعوم.
وأوضح أن مصطلح الغرق الجاف Dry drowning علميا موجود لكن ليست بهذه الصورة فعند حدوث الغرق المياة تدخل مجرى الهوا لما الغريق بيتنفس و نتيجة لكده بيحصل laryngospasm يعنى الاحبال الصوتية بتقفل مدخل الحنجرة لمنع دخول الماء للرئتين و مع نقص الاكسجين بيحصل توقف للقلب و بعدين بيحصل ارتخاء فى معظم الحالات و بتدخل المية الرئتين و ده بنسميه Wet drowning، وهناك نسبة قليلة من 7 لـ 10 % تكون بها الحنجرة مغلقة، وعند التشريح لايظهر وجود مياه في الرئتين وهو ما يسمى الغرق الجاف Dry drowning و بيستخدم فى الطب الشرعى لمعرفة المتوفى كان حى قبل الغرق أم لا.
وقد انتشر ذلك المصطلح عام 2017 فى تكساس عندما تعرض طفل للغرق و كانت حالته الصحية جيدة إلا أنه توفى بعد أسبوع لينتشر مصطلح الغرق الجاف فى وسائل الإعلام اعتمادا على تلك الحادثة، إلا أنه بعد تشريح جثمان الطفل تبين وفاته نتيجة إصابته بالتهاب عضلة القلب myocarditis.
ويؤكد الدكتورهيثم حسين على ضرورة اختيار المسبح المناسب لعمر الطفل بحيث يستطيع أن يقف فيه، بالإضافة لتدريبه على السباحة بشكل جيد، ومصاحبة أحد الوالدين له حتى يتم إنقاذه إذا تعرض للمخاطر ومراقبة تنفسه بعد السباحة والتأكد من عدم أصابته بأي ألم أو صعوبة في التنفس.