سؤال إلى علاء مبارك: هل كنت تتجرأ على قول رأيك في عهد والدك؟
السبت، 27 يوليو 2019 04:57 م
«الأرض مليئة بالفائضين عن اللزوم.. والحياة تمتلئ بالفساد بسبب هذا الفائض»
فريدريك نيتشه
ربما لو استطاع علاء مبارك، النجل الأكبر للرئيس الأسبق حسني مبارك، الإجابة على سؤال «هل كان يتجرأ على قول رأيه بحرية أو حتى التفوه بكلمة في عهد والده؟»، لانصرف المتابعون عن سيل الهجوم عليه بسبب تغريداته عبر تويتر.
ولأن إجابة السؤال هي النفي لا محالة، فقد ثار المتابعون على تغريدات علاء مبارك التي يحاول العودة بها إلى السطح مجددا والظهور في المشهد، بعدما أثار الجدل مؤخرا بهجوم ينال من وزيرة الهجرة في تصريحات ذكرتها في أثناء زياراتها للجالية المصرية في كندا، ومن بعده سارت على نهجه كتائب الإخوان الإلكترونية.
علاء مبارك الذي خرج من باب التاريخ الخلفي بملايين من قوت الشعب مكدسة إلى وقت كتابة هذه السطورفي بنوك سويسرا، وفقا لما كشفته وثائق أوراق بنما وغيرها من الشهادات التاريخية المثبتة، عندما أراد محاولة رسم طريق مختلف خاص به انقلبت الدنيا عليه داخل القصر، في واقعة ظلت حديث الأوساط السياسية فترة كبيرة، عندما تقرب نجل الرئيس من الداعية المحسوب على الإخوان وقتها عمرو خالد، وحرص على حضور دروسه الدينية، وجمعت بينهما لقاءات شخصية مع آخرين محسوبين على الجماعات الإسلامية.
وهذه الواقعة باعتراف عمرو خالد نفسه- في تصريحات تلفزيونية عقب سقوط حكم مبارك بعد 25 يناير 2011، عندما قال «تم اضطهادي من القصر الجمهوري والتضييق علي من الأمن بسبب علاقتي القريبة من نجل الرئيس الأكبر».
حسنا، علاء مبارك الذي طالما توارى خلف الأحداث وكان الحاضر الغائب في المشهد السياسي، حتى وقت السقوط، الآن يفضل اللعب بورقة المعارضة، وغض الطرف عن كل ما فات في لحظة واحدة، فتح فيها الباب بتحول مشهود من قِبل إعلام الإخوان الذي انبرى إلى الدفاع عن علاء مبارك فى الفترة الأخيرة، وينشر تدويناته، ويتابع صفحته الشخصية بشغف، وما يقوم بنشره عبر حسابه الشخصى الذي يصل إلى حد تشويه قرارات الحكومة تنال إعجاب أنصار الجماعة الإرهابية الهاربين خارج البلاد ويتم تداولها بشكل كبير.
إذا صدقت دفاع ناصر، لله في لله، عن علاء مبارك، فلا محالة أنت من المصدقين للعباءة التي فضل علاء لبسها الآن للتسلل من جديد إلى المجتمع بعد خراب كان هو أحد أعمدته الأساسية يحاسب الشعب على مشاريبه حتى الآن ويتحمل تبعاته وأعبائه، ناهيك عن ظهوره في قاعات عزاء المشاهير وأقربائهم، وحتى لعب الطاولة على مقهى في الحسين، الأمر انتهى بهجومه على الحكومة وتصرفاتها ومسؤولين في مؤسسات الدولة.
لماذا لا يترك علاء مصر وحالها، لماذا يصر الرقم الحاضر في معادلة الفساد على تنغيص حياة المصريين بعودة أكثر كارثية مما سبق بفتح الباب للمتربصين للهجوم على البلد ومساعيها في الخروج الآمن، هل يريد علاء جولة أخرى من الفساد يشبع بها كبرياءه بعد فضائحه التي أذكمت الأنوف، ومزيد من الحصانة الشعبية بشكل أكثر زيفا، ألم يكفيه ما حدث؟ لماذا لم يتفوه علاء بكلمة واحدة من قبل عن عشرات المخالفات وسقطات الألسنة لوزراء ومسؤولين في عهده والده، لماذا لم نر تغريدات السيد علاء مبارك وقت كوارث وتهديدات وشتائم وزراء جماعة الإخوان في عهدهم؟