ياسر برهامي وغسيل السمعة: الإخوان حاولت إنشاء حرس ثورى بديلا لجيش والشرطة

الجمعة، 26 يوليو 2019 01:26 م
ياسر برهامي وغسيل السمعة: الإخوان حاولت إنشاء حرس ثورى بديلا لجيش والشرطة
ياسر برهامى

يواصل القيادي السلفي ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، محاولات غسل سمعته من علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، كاشفا في مقالات عدة خطايا الجماعة وكواليس حكمها لمصر عام 2012، كذلك ارتباط الجماعة بكل من الإرهابيين وترويج الفكر الشيعى.
 
وتناول في مقالته الأخيرة الارتباط الوثيق بين الفكر الإخوانى والشيعى، كذلك تفاصيل اتصالات تمت بينه وبين قيادات التيار الإسلامى عام 2012 إزاء أحداث الاتحادية، موضحا كيف كانت تتعامل جماعة الإخوان مع أجهزة الدولة المصرية.
 
وقال عبر الموقع الرسمى للدعوة السلفية حملت عنوان «ذكريات»: «كانت مسألة الموقف مِن الشيعة ومقاومة محاولة اختراق المجتمع المصرى أحد أهم نقاط الاختلاف مع جماعة الإخوان، فى ظل حكم محمد مرسى، ورغم أنه قد تكلم معنا بإدراكه لمدى خطر الشيعة، بل وكان يُصَرِّح بكفرهم - كما سبق أن ذكرنا فى المقال السابق - إلا أن فرض الأمر الواقع خلاف ذلك قد حاوله الإخوان بمحاولة تسهيل حضور السياح الإيرانيين إلى مصر بكثافةٍ هائلةٍ».
 
وتابع: «لقد كان من جهودنا فى محاولة منع هذا الطوفان تقديم طلب إحاطة لوزير السياحة فى مجلس الشورى - الذى كان يمثِّل الغرفة الباقية مِن البرلمان فى ذلك الوقت - لمناقشة هذا الموضوع، والسؤال عن التنسيق بين الوزارة وبين أجهزة الدولة الأخرى التى تدرك خطر هذا الحضور الهائل لهؤلاء السياح؛ لأن هذا الموضوع يمثِّل خطرًا على الأمن القومى المصرى».
 
وتابع: أخبرنى عبد الله بدران - رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى آنذاك - عن العجب الذى أَظْهَرَه طلب الإحاطة هذا، حيث قال: "إنه قد تلكأ مجلس الشورى فى مناقشة طلب الإحاطة - المُقَدَّم مِن كتلة الحزب لمناقشة وزير السياحة فى عمل بروتوكول السياحة الإيرانية - لأكثر مِن ثلاثة أشهر، وتحت الضغط والإلحاح منا تم حضور أول جلسة مِن نائب الوزير دون حضور الوزير، وبعد أول جلسة رفضنا استكمال المناقشة إلا بحضور الوزير.
 
واستكمل: انفردت بى - والكلام لعبد الله بدران - نائب وزير السياحة بصفتى مُقَدِّم طلب الإحاطة، وأبلغتنى أن الوزير حَمَّلَها رسالة لى بأن الوزارة لا تعلم عن هذا البروتوكول شيئًا! وأنه قد جاء بتعليمات من مكتب محمد مرسى مباشرة، وبتعليماتٍ منه للتنفيذ، وقد تم التعاقد مع شركة طيران خاصة لاحتكار نقل هؤلاء السياح وتنفيذ الاتفاق.
 
وقال ياسر برهامى: ثم استدعانى هشام قنديل -رئيس الوزراء فى حكم الإخوان- لمكتبه فى مناقشة حول زيارته التى تمت للعراق ومقابلته عمار الحكيم قائد فيلق بدر بالعراق، وقلت له: كيف تجلس مع زعيم ميليشيات تهدف إلى القضاء على أهل السُّنة؟ فقال: إنه لا يعرف أى شىء عن ذلك! وطَلَب التفاصيل، وعندما أوضحتُ له خطورة هذه الميليشيات قال: إنه لم يكن على علم بأى شىء! وأن المنسِّق لهذه الزيارة هو عصام حَدَّاد مِن مكتب محمد مرسى دون التنسيق مع الخارجية المصرية! وأنه أبلغ بأن هذه القوات اتفقت معها الدولة لحماية الشركات المصرية التى تعمل فى العراق، فرددتُ: لا يصح قيام شخصية مسئولة كبيرة مثل رئيس الحكومة المصرية بالتواصل المباشر مع ميليشيات طائفية مهمتها القضاء على أهل السنة هناك، وهذا معروف ومُشَاهَد للعالم كله.
 
وواصل برهامى كشف المستور عن جماعة الإخوان الإرهابية خلال مقالاته التى تحمل اسم ذكريات تنشر بالموقع الرسمى للدعوة السلفية: "ولقد كانت هناك محاولة من الإخوان لإيجاد بديل عن المؤسسة الرسمية المسئولة عن حماية الرئيس بما يشبه الحرس الثورى الذى تبيَّن أنه كان توجيهًا مِن القيادة الإيرانية".
 
وكشف برهامى تفاصيل اتصالات تمت بينه وبين قيادات التيار الإسلامى عام 2012 إزاء أحداث الاتحادية، قائلا: «اتصل بى مرةً ليلًا عصام دربالة- أيام مظاهرات المعارضين للرئاسة أمام قصر الاتحادية واعتصامهم هناك- وقال: إن لدينا معلومات أن اقتحام القصر الجمهورى سيكون خلال ساعات وأنه قد تَحَدَّد! وأنه يلزم حضور جميع الأخوة الليلة أوغدًا على الأكثر حتى نكون جميعًا أمام القصر لكى نحمى الرئيس! مع ضرورة توفير مكان بديل له لتأمينه! وأنه يلزم أن تكون الأعداد حول القصر تصل إلى مليون شخص لردع أى محاولة للاقتحام، وطَلَب حضورنا بقوة -كأبناء الدعوة والحزب - فورًا وخلال ساعات.
 
وتابع: «تَعَجَّبتُ ساعتها مِن هذه الطريقة فى التفكير، وفى توصيل المعلومة - لو وُجِدَت ولو صَحَّت - وكيف يتولى عصام دربالة التنسيق والطلب؟! وكان جوابى: أن هناك جهات مسئولة؛ حتى لو حَدَث تقصيرٌ مِن الداخلية، فهذه القوات الرسمية كافية، وهى المسئولة عن حماية الرئيس والقصر الجمهورى، ثم إن الرئاسة لم تطلب منا ذلك، وأنا فى الحقيقة أستبعد صحة المعلومة التى ذكرتها، ولا أستطيع أن أطلب من الأخوة التحرك بهذه السرعة فى هذا الوقت من الليل وبهذه الأعداد لمجرد احتمال لا ندرى مدى صحته، ولا ندرى عواقب هذا الأمر، ورفضتُ المشاركة، وتواصلت مع إخوانى فى مجلس الإدارة وقتها، واتفقنا على صحة الرفض الذى بلغتُ به عصام دربالة».
 
واستطرد ياسر برهامى: كان جوابى أن هناك جهات مسئولة، وهى المسئولة عن حماية مرسى والقصر الجمهورى، ثم إن الرئاسة لم تطلب منا ذلك، وأنا فى الحقيقة استبعد صحة المعلومة التى ذكرتها، ولا أستطيع أن أطلب من الأخوة التحرك بهذه السرعة فى هذا الوقت من الليل وبهذه الأعداد لمجرد احتمال لا ندرى مدى صحته، ولا ندرى عواقب هذا الأمر، ورفضتُ المشاركة، وتواصلت مع إخوانى فى مجلس الإدارة وقتها، واتفقنا على صحة الرفض الذى بلغتُ به "عصام دربالة".
 
وقال للأسف: كانت هذه الفكرة قد بدأت فى التبلور، بل وكانت نقطة البداية فى فكرة "اعتصام رابعة" - مأساة وخطأ الحركة الإسلامية فى عصرنا الحديث، بل ومأساة بلدنا كله خلال هذه المُدَّة- مع سطحية الحسابات، وسطحية الإعدادات، وسذاجة المُوازَنات، وخلل الخطاب الدال على الانحراف العقدى والمنهجى الذى لم يستجيبوا لإصلاحه بأى درجةٍ مِن الدرجات، بل تبرَّأوا منه ونَسَبُوه لغيرهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق