تتميز «سيوة» بطبيعتها الخلابة وامتلاكها مقومات عديدة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، فإلى جانب أجواء الواحة وطيبة أهلها وحسن تعاملهم مع الضيوف، والحياة الفطرية النقية والخالية من الإزعاج والملوثات، فإنها توفر فرصة ذهبية لعشاق السياحة العلاجية والاستشفاء.
بفضل رمالها المميزة ذات الخواص العلاجية، وعيون المياه الكبريتية الطبيعية، والبحيرات المالحة، أصبحت «سيوة» منتجعا صحيا مفتوحا، وتعددت الأنشطة العلاجية بدءا من «الدفن» فى الرمال فى جلسات علاج بين 10 و15 دقيقة يوميا بين 3 و7 أيام، ثم الجلوس داخل خيام محكمة الإغلاق لمدة 30 دقيقة، مرورا بالعيون الكبريتية والبحيرات المالحة، يمكن أن يتخلص المرضى من آلامهم المزمنة، ويُعالجوا الروماتيزم وآلام العظام المفاصل والسكرى وغيرها.
يمتد موسم الاستشفاء فى «سيوة» طوال أشهر الصيف، وإن كان أغسطس الأفضل، لذا تتزايد فى تلك الفترة معدلات السياحة فى المنطقة. وقال عبد العزيز زكريا، صاحب أحد المراكز العلاجية، إن حمامات الرمل العلاجية تبدأ بعد منتصف يونيو وتمتد حتى منتصف سبتمبر، متابعا: «نستقبل أعدادا كبيرة من كل المحافظات، ومن أغلب دول العالم، ولا تزيد التكلفة الشاملة بإقامة الفرد والانتقالات والعلاج على 600 جنيه، وقد تتراجع إلى 400 يوميا، وهناك أماكن تقدم الخدمة بأسعار أقل، وأماكن مخصصة للسيدات، تعمل فيها سيدات سيوة صاحبات الخبرة فى المجال، مع حظر التصوير داخلها بشكل قاطع.
وأضاف أن العلاج يكون بحمامات الرمال الساخنة وعيون المياه الكبريتية وبحيرات الملح، مع الاستعانة بالأعشاب الصحراوية الطبيعية لبعض الأمراض، مع توفير السكن المميز والإعاشة وجلسات الاسترخاء وتناول المشروبات فى أجواء هادئة، وتنظيم رحلات ترفيهية للتعرف على معالم الواحة وطبيعتها الساحرة.
وأشار على راجح، أحد العاملين فى مركز علاج بحمامات الرمال، إلى أن واحة سيوة تتفرد بوجود حمامات الرمال العلاجية والعلاج بالمياه الكبريتية الفوارة والأحجار الساخنة والطمى الطبى، إلى جانب الهدوء الساحر ونقاء الجو وانعدام الرطوبة، ما يجعلها من أفضل أماكن السياحة العلاجية فى العالم، ومقصد الراغبين فى الهدوء و الاستجمام.
وأضاف آخر أن العلاج يبدأ بعمل حفرة تتسع للشخص وبعد تعامد الشمس عليها يجلس فيها المريض لأخذ جلسة أو حمام رمل، ثم يُلف فى بطانية بحيث لا يصل الهواء إلى جسده، ويدخل خيمة محكمة الإغلاق بمثابة «ساونا» طبيعية، ويُحظر عليه تناول للمياه، ليشرب الحلبة فقط، وبعدها جلسة يُنقل إلى السكن المخصص له بسيارة خاصة، وتُقدّم له مشروبات مهدئة تعيده للحالة الطبيعية، ويظل فى حالة تدفئة لفرز أكبر كمية من العرق قبل حلول الليل.