قصة 17 ألف «إبراهيم الأبيض» في شوارع لندن

الأربعاء، 24 يوليو 2019 04:06 م
قصة 17 ألف «إبراهيم الأبيض» في شوارع لندن
إبراهيم الديب

 
حالة من الذعر والقلق تسيطر على أفراد الشرطة البريطانية بعدما رصدت انتشار حمل السلاح الأبيض والناري بين الشباب في سن المراهقة، الأمر الذي يزيد من مخاطر العنف، وزيادة معدلات الجريمة، وهو مادفع وزارة الداخلية البريطانية إلى إعداد دراسة شاملة عن أسباب انتشار تلك الظاهرة، وكيفة علاجها.
 
وبحسب تقرير وزارة الداخلية البريطانية فإن أكثر من 17 ألفا و500 صبي بين مواليد عامي 200 و 2001، يحمولن الأسلحة البيضاء والنارية في إنجلترا، وويلز، وهو مايهدد الأمن، ويضع حياة المواطنين في خطر بالشوارع.
 
وعن أسباب تلك الظاهرة، وانتشارها، أوضحت الدراسة التي جائت تحت عنوان «مؤشر أعمال العنف الخطيرة»، وفقا لـ«BBC»، فإن الطفل الذي ولد وحيدا ولا أخوه له، أكثر عرضة للتورط في أعمال عنف، كذلك ما إذا كان مراهقا وله عدة أشقاء في سن متقارب، فإنه من المحتمل أن يكونوا داعمين لبعضهم في ارتكاب المخالفات وأعمال العنف الخطيرة.
 
كما اعتبرت الدراسة أن تعرض الأطفال في سن مبكرة لأعمال عنف سواء في المنزل، أو تعرضوا للتنمر خارجه، أكثر عرضه لحمل السلاح وارتكاب الجرائم، مشيرة إلى أن نحو الثلث من الصبية المراهقين الذين يحملون أسلحة تعرضوا لاعتداء مسلح في السابق، كما أنهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات من أولئك الذين لم يستخدموا الأسلحة، بالإضافة إلى أن الانتماءات، أو الروابط العرقية، تلعب دورا هاما في تزايد تلك الظاهرة.
 
الدراسة اعتمدت في بحثها على جماعة الألفية «MCS»، والتي شملت عينة بلغت 11 ألفا و24 شخصا، وفحص الخبراء سلوكهم في سن 13 إلى 15 سنة، وذكرت أن 3.47% من أفراد العينة أبلغوا عن حمل واستخدام سلاح وأن 71.3 في المائة منهم كانوا من الذكور.
 
وتتزامن تلك الدراسة مع مايشهده الغرب من عدم وجود ضوابط قانونية تحد من حيازة واستخدام الأسلحة النارية بتلك الدول، لاسيما بعد حادث مقتل طفلة تبلغ من العمر 6 أعوام على يد شقيقها برصاص ناري، بولاية جورجيا الأمريكية، بعدما تعطلت سيارة الأم «كورتني كيلي» أثناء توجهها لقضاء يوما رياضيا فى ممارسة لعبة «البيسبول» مع اطفالها الثلاثة ذوي الـ6 و4 و2 سنوات، وتركتهم بالمقعد الخلفى للسيارة وذهبت لتفحص المشكلة لكنها سرعان ما سمعت صوت إطلاق نار بالداخل، وأعاد هذا الحادث المأساوي المطالبات بالتعامل مع حيازة الأسلحة وتعديل القوانين المنظمة لذلك، خاصة بعد أن دفعت طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات حياتها بطلقة نارية أطلقها شقيقها الأصغر البالغ من العمر 4 سنوات فقط.
 
عادت الأم مندفعة فى خوف لتجد طلقة نارية اخترقت عين أبنتها الكبرى ميلى، ذات السنوات الست، وخرجت من ظهر جمجمتها. بعد اختراق دماغ ميلى، كانت الرصاصة لا تزال تمتلك القوة الكافية لكسر النافذة الخلفية. هرع الجيران، يليهم ضباط إنفاذ القانون والعاملون فى مجال الطوارئ الطبية، للمساعدة. تم نقل الطفلة بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى محلى لكنها توفيت عقب الحادث بساعات.
 
بحسب شبكة بلومبرج أثارت الحادثة، التى وقعت أبريل الماضى، جدلا مجتمعيا واسعا بعد أن قرر قائد شرطة المقاطعة عدم توجيه اى اتهامات جنائية، فى حين أكد الكثيرون أن الأمر لا يحتاج الكثير لطفل يبلغ 4 سنوات من العمر أن يفتح وحدة التخزين الواقعة بين المقعدين الأماميين للسيارة ويسحب مسدس الأم المحمل بالطلقات النارية ويطلق الرصاص على اخته. وقال أحد المعلقين على فيس بوك إن جعل مهمة الطفل بهذه السهولة كان بالتأكيد دليلاً على "الإهمال الصارخ" من جانب الام.
 
وتشير إلى أنه بالنظر إلى الصدمة الكبيرة التى تعرضت لها الأسرة، وهى عقوبة بعيدة عن متناول القانون، غالباً ما تحجم الشرطة والمدعون العامون عن زيادة العبء الذى لا يطاق. علاوة على ذلك، عندما تنظر إلى مجمل الأدلة، بما فى ذلك المنطق الذى يحرك قوانين الأسلحة فى جورجيا  وثقافة السلاح التى تحدد مواقف وسلوك العديد من المواطنين، فمن الواضح أنه لم يكن هناك أحد مسؤول.
 
وتقول الشبكة الإخبارية الأمريكية إن إصابات الأسلحة النارية هى السبب الرئيسى الثالث للوفاة فى الولايات المتحدة للأطفال دون سن 18 عامًا. وأحيانا ما يكون الأطفال هم ضحية ومرتكبون فى وقت واحد. فمنذ عام 2015، كان هناك أكثر من 1500 حادث إطلاق نار من قبل الأطفال.
 
وقالت كاثرين هوبس، الباحثة بجامعة جونز هوبكنز: «هذه أكثر شيوعًا بكثير مما يدركه الناس وجمع البيانات غير كاملة فلا أحسن الأحوال فيما يتعلق بالإصابات المميتة، أما الإصابات غير المميتة فهى حالة سيئة للغاية،  قصص الأطفال الذين يطلقون النار على أنفسهم أو غيرهم متكررة بما فيه الكفاية بحيث نادراً ما ينالون تغطية إخبارية طويلة أو دائمة إذا لم يكن هجوم جماعى».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق