بريطانيا VS إيران.. صراع في الخليج
الإثنين، 22 يوليو 2019 07:00 مصابر عزت
قبل بضعة أيام، بدأت إيران، في توسيع دائرة الصراع، الهادفة من خلالها للضغط على الجانب الأوروبي وتضيق الخناق على سوق النفط، بهدف رفع العقوبات عنها، والحصول على الدعم اللازم لاستكمال مشروع النووي الإيراني، الذي أحبطته أمريكا على يد دونالد ترامب.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية، بقياد دونالد ترامب، أعلنت رفضها لاستكمال مشروع النووي الإيراني، وهددت طهران، بتوقيع العقوبات حال عدم التراجع، إلا أن دولة الملالي، تمسكت بمشروعها، وخلال تلك الفترة كانت أمريكا، رصدت العديد من الانتهاكات لإيران.
ولعل أبرز تلك الانتهاكات ما قامت به ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، موقف إيران والأزمات التي حاولت تصديرها للعالم، دفعت أمريكا وأوروبا لتوقيع العقوبات على إيران، والتي كان أخرها قبل بضعة أشهر، بوقف استيراد النفط الإيراني.
«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها خنقت إيران».. ربما كان هذا هو حال طهران، فعقب العقوبات الأمريكية، ذات الخناق على الاقتصاد الإيراني، ما دفع دولة روحاني لمحاولة الضغط على المجتمع الأوروبي، بهدف محاولة إقصاء العقوبات الأمريكية.
البداية كانت مع تلويح إيران بتجاهل الموقف الأوروبي من مشروعها النووي، وزيادة نسبة التخصيب اليورانيوم، وزيادة نسبة المخزون، بما يخالف الاتفاقات الدولية، الأمر دفع المجتمع الدولي، لتحذير إيران إلا أنه لم تستجيب، وبدأت بالفعل في تنفيذ تهديدها.
في أعقاب ذلك، بدأت تستغل إيران مضيق هرمز، بزعم حمايته، لتضيق الخناق على تصدير النفط الخاص بمنظمة أوبك، والمار من الممر الملاحي للمضيق، ومن جانبها أرسلت أمريكا قوات حماية بالقرب من المضيق، إلا أن إيران بدأت في تنفيذ الخطوات الجديدة للمخطط.
ولعل إيران تميزت في بث الرعب، خاصة وأنها تتميز بأنها الأبرع في حرب الشوارع والعصابات، وهو ما دفع قيمة التأمين للسفن المارة من المضيق للارتفاع، نتيجة الهجمات الإيرانية، والتي بدأت بضرب بعض سفن النفط، ومؤخرا اختطاف السفن.
وكان ما سبق هي خطوة إيران الأولى لتصويب نيرانها، تجاه الغرب، وكانت أولى تلك الضربات موجهة، ضد بريطانيا؛ حيث قامت القوات الإيرانية، باحتجاز سفينة تتبع المملكة المتحدة، في المياه الإقليمية العمانية، مخالف كافة القواعد الدولية المنظمة للمرور في المضيق.
كان الحرس الثوري الإيراني، أعلن (الجمعة)، «مصادرة» ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس». وأشار الحرس الثوري الإيراني إلى أن الناقلة المحتجزة «ستينا إمبيرو» لم تلتزم بقوانين الملاحة.
وقالت بريطانيا، (الجمعة)، إنها تسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات بعد تقارير عن أن ناقلة ترفع علم بريطانيا حولت وجهتها لتتحرك صوب المياه الإيرانية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: «نسعى بشكل عاجل لمزيد من المعلومات ونعكف على تقييم الوضع في أعقاب تقارير عن حادث في الخليج»، وفق ما نقلت «رويترز».
وذكرت مصادر أن لجنة الطوارئ الحكومية في بريطانيا، عقدت اجتماعا لبحث حادث احتجاز الناقلة. وبدورها قالت الشركة المشغلة لناقلة النفط البريطانية المحتجزة، نورثرن مارين: «لسنا قادرين على التواصل مع الناقلة وهي متوجهة نحو المياه الإيرانية»، مضيفة أن 23 بحارا على متن الناقلة ولا تقارير عن إصابات.
وتأتي هذه التطورات بعد أن صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، بأن على إيران الإفراج فورا عن سفينة تحتجزها في الخليج وأفراد طاقمها. وقال في رسالة أرسلت بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز»: «الولايات المتحدة تندد بقوة بما تقوم به السفن التابعة للحرس الثوري من مضايقة مستمرة للسفن وعرقلته للمرور الآمن في مضيق هرمز وحوله».
وجاء ذلك بعد إعلان إيران أنها تحتجز ناقلة نفط «تهرب الوقود في الخليج». وتابع المتحدث قائلا: «على إيران الكف عن هذا النشاط غير المشروع والإفراج عن الناقلة».
كانت صحيفة ديلي تليجراف أن وزراء بريطانيين يضعون خططاً تهدف إلى فرض عقوبات على إيران بعد احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في الخليج. وأضافت أنه من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إجراءات دبلوماسية واقتصادية الأحد بما في ذلك احتمال تجميد أصول ردا على الواقعة.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا قد تدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا إلى إعادة فرض عقوبات على إيران بعد رفعها في 2016 عقب إبرام اتفاق بشأن برنامج إيران النووي. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية، (السبت)، أن لندن استدعت القائم بالأعمال الإيراني في لندن، بعد احتجاز ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.