بليغ حمدي.. أسطورة فنية لن تتكرر
الأحد، 21 يوليو 2019 01:00 م
7 أكتوبر 1931.. استقبل حي شبرا بالقاهرة، مولد الموسيقار الأسطورة، بليغ حمدي، الذي بدأ رحلته مع عالم الموسيقى بالعزف على العود، وهو في التاسعة من العمر، وعندما بلغ الثانية عشر، حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك.
بليغ حمدي، حاول التمسك بحلمه، إلا أن عمره دفعه للالتحاق بمدرسه شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية. التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي.
بليغ حمدي.. فنان وموسيقار صنع تاريخا في عالم الموسيقى، وقدم مجموعة من الأغاني والألحان الموسيقية، التي خلدت في التاريخ.. ربما كانت حياته في البداية مليئة بالصعوبات إلا أنه لم يتخلى عن حلمه، فوالد بليغ حمدي، كان أستاذا في الفيزياء.
بداية بليغ حمدي بدأت مع محاولة أقنع محمد حسن الشجاعي، مستشار الإذاعة المصرية- وقتها- بليغ حمدي باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات. لكن تفكيره كان متجها صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما: «ليه لأ / ليه فاتني ليه»، تبعتها أغنية: «ما تحبنيش بالشكل ده» لفايزة أحمد. ثم توطدت علاقته بالفنان العظيم الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة «مصر فون» التي كان يملكها، وفي عام (1957) قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ «تخونوه».
فقد كان الفنان محمد فوزي هو من قدم بليغ حمدي لام كلثوم، وكانت أم كلثوم تريد أن تخرج أو أن تتحرر قليلا من اللون السنباطي لذا فقد طلبت من محمد فوزي أن يلحن لها إلا أنه اعتذر بكل أدب ولباقة وقال لها: «عندي ليكي حتة ملحن يجنن مصر حتغني الحانه اكتر من 60 سنه قدام».
فكان اللقاء الأول في حفلة في منزل الدكتور زكي سويدان أحد الأطباء المعالجين لام كلثوم وهناك بدأ بليغ في تلحين الكوبلية الأول وهو جالس علي الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من ام كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وتطلب منه بعد تلحين أول كوبليه أن يكمل اللحن ولكنة قال انه لم يكمله فقالت له أنها سوف تتصل به ويكون قد جهز اللحن ليشاء القدر وتغني أم كلثوم أغنية: «حب إيه» في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحا ساحقا.