أزمة ثلاثي الشر «إيران وتركيا وقطر».. خريطة مسارات تهريب السلاح للميليشيات
الخميس، 18 يوليو 2019 05:39 م
لم يعد مصطلح ثلاثي الشر، مجهول الهوية، في أعقاب التكاتف الـ«إيران، التركي، القطري»، والذي يمثل أداة الشيطان في المنطقة العربية. تحالف ثلاثي قذر انتهج كافة السبل في التضليل، والترهيب، وإشعال الفتن والحروب، والعيش على دماء المنطقة المسالة.
الثلاثي القذر، قام بالعديد من الخطوات العدائية والعمل في الخفاء لإشعال الفتن، ونشر الميليشيات المسلحة، بهدف تنفيذ أجندته الرامية الاقتتات، على أبناء الدول الوحدة، وبث الفتن والضغائن وإشعال الهروب الأهلية ثم الانتقال مرة أخرى وارتداء حلة المدافع المغوار.
والرقص على كل الحبال، من خلال تقاسم الأطراف فيما بينهم، لتبدأ المرحلة الجديدة، من بيع الأسلحة لتلك الأطراف، حتى يشتعل الصراع أكثر، وتختفي عن الأنظار، مقدرات الدولة، فيبدأ ثلاثي الشر المرحلة الجديدة، بسرقة مقدرات تلك الدول، وجعلها مرتعا لميليشياته المسلحة.
تحولها إلى ساحة حرب- حلاب شوارع بمعنى أدق- تصارع المؤسسات حتى تتهدم، وتصبح ركاما، فتتحول من دول إلى مركزا للميليشيات والعصابات التي تعد وتجهز، حتى تنتقل على دول أخرى تبث فيها الرعب، وتستنزف مقدراتها، أنه حقا سيناريو أقرب للحشرات التي تعيش على أجساد غيرها، ولكنه الواقع الأليم لحقيقة تلك الدول.
قبل بضعة أيام- وبالتحديد في 16 يوليو 2019- تداولت وسائل الإعلام خبر ضبط خلية في إيطاليا، تمتلك أسلحة قطرية، تمثلت في: «صاروخ (جو-جو)، مدافع رشاشة، قاذفات صواريخ»، بحوزة جماعات يمينية متطرفة، الأمر لا يعد غريبا في أعقاب المقدم التوضيح التي سرد خلالها خطة عمل الدويلة المقادة ضد المنطقة.
ولكن الغريب هو كيف وصلت تلك الأسلحة إلى إيطالي؟.. السؤال استدعى التوقف والبحث، حول إمكانية تلك الدول على تهريب الأسلحة لميليشياتها المسلحة، وما هي خريطة المسارات التي تستغلها في إيصال الأسلحة لعناصر المسلحة- أذرع الشيطان- خلال السطور التالية نرصد تلك السب والمسارات المستخدمة.
كيف يتم تهريب الأسلحة للميليشيات؟
تهريب الأسلحة، يتم من خلال تعاون ثلاثي، بين: «قطر وإيران وتركيا»، خاصة وأن كل دولة منهما منفتحا على جزء مختلف، فعلى سبيل المثال، تركيا، تطل على منطقة البحر المتوسط، وهي تختص بتسليح المناطق المطلة على البحر المتوسط.
أم إيران وقطر فالدولتان يطلان على البحر الأحمر، ولضعف قطر، يجب أن تظل إيران محطة في نقل الأسلحة، لتخرج من الدولة الشيعية، بالإضافة إلى انحصار عدد من الدول بين تركيا وإيران، ولعل أبرزهم: «لبنان، والعراق، وسوريا»، وربما تذكرنا تلك البلدان بالميليشيات التي تقتات داخلها على فتات ما تبقى من سفك دماء أبناء الوطن الواحد.
ولعل تركيا أيضا تلجأ لإيران لنقل الأسلحة في بعض الأحيان، خاصة وأن دولة الملالي المارقة، هي ذراع الشيطان الأيمن، وهو ما يجعل إيران، همزة الوصل في الكثير من الأحيان، أثناء نقل الأسلحة للميليشيات في المنطقة. وكانت تقارير دولية تحدثت عن مخطط الدمج الثلاثي لإمداد الميليشيات بالأسلحة.
ميليشيات الحوثي
الحوثيون.. أو الذراع الإيراني في اليمن، المسلط على رقاب، معارضي دولة: «الملالي، وروحاني»، احد أبرز الميليشيات التي تحصل على الدعم التسليحي، بالإضافة إلى المالي أيضا، وخلال البحث، ثبت أن إيران تستغل في عملية نقل الأسلحة لميليشيات الحوثي، عبر شواطئ: «المهرة، وحضر موت».
ميليشيات الصومال
إيران تستخدم أيضا ذات الطريق، لإمداد ميليشيات الصومال، بالأسلحة، وتعد ميليشيات الصومال همزة الوصل أيضا في نشر الأسلحة، بالقارة الإفريقية، نظرا لموقعها المميز داخل القارة الإفريقية، وتطرفها داخل القارة، الذي يمنح الميليشيات المسلحة هناك أفضلية في دخول السلاح.
ميليشيات حزب الله
موقع ميليشيات يجعل تركيا الأقرب لإمدادها بالأسلحة، إلا أن تسليح حزب الله لا يعتمد على تركيا فقط، بل يعتمد أيضا على إيران، خاصة وأن الدولتين، يدخلان الأسلحة عن طريقة، سوريا، وقد دعمهما في هذا الأمر استغلال الأزمة السورية.
أما عن طريقة إدخال الأسلحة فهم يعتمدون على طريقتين رئيسيتين، أولهما: «إنشاء شركات قانونية»، تعمل في مجالات الصرافة والاستيراد والتصدير، والثانية: «شركات الطيران لخاصة أو الشخصية»، والتي ما تنتمي دائما إلى أحد زبانيتهم.
وقد كشفت تقارير دولية، ضبط عدد من الشركات التي واجهتها تهتم بأعمال قانونية، إلا أن باطنها يعمل في مجال تجارة الأسلحة، ولعل أكثر الشركات التي ثبت تورطها في هذا الأمر، كانت تنمي للحرث الثوري الإيراني، وكانت تلك هي إحدى أسباب إدراجه جماعة إرهابية.
داعش سوريا
لعل داعش أسهل الدول التي يمكن إمدادها بالأسلحة، أو بالأحرى ميليشيات سوريا، خاصة وأن لتركيا وإيران، تواجد قوي داخل دمشق، بالإضافة إلى الشراكة الحدودية بين تركيا وسوريا، والتي تمنح دولة العثمانلي إمكانية التلاعب بسوريا، كما يحلو له.
ميليشيات العراق
وربما كانت العراق، من الدول التي يسهل إدخال السلاح إليها، مثال سوريا، فهي تتشارك الحدود مع سوريا، بالإضافة إلى كون الدولتين لهما تواجد في العراق، بالإضافة إلى التقارب الحدودي بين إيران والعراق، والذي يجعلها مرتعا لمليشيات طهران المطلقة- كالكلاب- على المنطقة.
وقد كشفت تقارير دولية، ضبط عدد من الشركات القانونية، التي ذكرناها سابقا ولكنها تعمل في مجال تجارة الأسلحة، وكانت معظم تلك الشركات تنتمي للحرث الثوري الإيراني.
ميليشيات ليبيا
ربما تبتعد ليبيا كثيرا عن إيران وقطر، وهنا يأتي الدور على دولة الديكتاتور، التي تعتمد على البحر المتوسط في نقل الأسلحة للميليشيات- تركيا- وقد تمكنت ليبيا من كشف هذا الأمر من خلال ضبط سفت تحوي العديد من الأسلحة الموجهة لميليشيات السراج.
وتعتمد تركيا في نقل الأسلحة إلى ليبيا، عن طريق وسيلتين، الأولى، سفن الشحن، التي تتجه إلى ميناء مصراته، في أغلب الأحيان، والحيلة الثانية، هي شركة طيران خاصة، منحت أحقية تنفيذ مطارات فترة سيطرة الإخوان، والتي تعمل على نقل الأسلحة جوا.
دور قطر
لعلنا لم نذكر قطر كثيرا خلال السطور السابقة، إلا أن واقعة الأمر، فأن يد الدوحة ملوثة بشكل أكبر، فهمي إما ممولا لتلك الأسلحة أو شريكا، وفي أحيان أخرى، هي صاحبة الأسلحة، ولكن تعمل على نقل الأسلحة عن طريق وسيط، وهو إيران، ذلك نظرا لتقارب المنطقة الحدودية.
حتى وإن كانت تلك الأسلحة موجهة إلى ليبيا، فأن إيران، تبقى نقطة الوصل بين الدولتين، حيث تستقبل إيران الأسلحة من الدوحة، وتعيد توجيهها إلى تركيا، ثم تتوجه الأسلحة في الأخير إلى هدفها الرئيسي، وربما شراكة الأسلحة بين قطر وتركيا، والتي تطورت إلى شراكة ي مصنع الدبابات سهلت الأمر.