إنتاج التقاوي.. هل يفعلها وزير الزراعة؟
الأربعاء، 17 يوليو 2019 08:22 م
أخطر ما يواجه مصر هو إستيراد التقاوي والبذور من الخارج والمشاكل التي تصاحب ذلك احيانا مثل فسادها أو عدم جودتها وغشها وأيضا نقصها أو احتكارها مما يؤثر على إنتاجية السلع الأساسية وارتفاع أسعارها.
ليس لدينا أزمة في إنتاج تقاوي المحاصيل الحقلية مثل الارز والقمح والشعير والذرة والفول والبصل والصويا والمحاصيل الزيتية والبقولية، وأيضا القطن حيث ننتج 98% منها محليا ويحسب هذا الإنجاز العظيم لمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، ويحسب أيضا لمعهد بحوث القطن الحفاظ على أصناف القطن المصري طويل التيلة من الإنقراض بعد أن تضاءلت مساحة زراعته عقب ثورة يناير 2011 إلى أقل من 50 الف فدان.
تقاوي المحاصيل الحقلية المصرية تتمتع بسمعة متميزة في مصر وكل دول المنطقة وليس لدينا مشكلة في إنتاجها محليا ولا في إنتاج شتلات الفاكهة، لكن الأزمة الحقيقية في انتاج تقاوي الخضر مثل البطاطس والطماطم والخيار والفلفل والباذنجان والكوسة التي نستوردها بنسبة 98%، اي اننا ننتج فقط2% محليا وهذا خطر كبير على الأمن القومي المصري، لانها تستنزف حوالي مليار دولار سنويا من الاحتياطي النقدي، كما أننا نستورد كل تقاوي بنجر السكر من الخارج وهو سلعة استيراتيجية، وهو ما فطن اليه وزير الزراعة واستصلاح الأراضي منذ توليه المسئولية قبل عام، حيث أطلق البرنامج الوطني لإنتاج تقاوى الخضر وعهد بهذه المهمة القومية إلى معهد بحوث البساتين ومعهد الهندسة الوراثية بمركز البحوث الزراعية والإدارة المركزية لانتاج التقاوى بالوزارة، وتم تشكيل لجنة من العلماء والباحثين بوزارة الزراعة والجامعات المصرية واكاديمية البحث العلمي، ولأول مرة سوف يكون لدينا عمل جماعي محترم يضم كافة الأطراف المعنية ومدعوم بإرادة سياسية حقيقية، وأيضا إمكانيات فنية ومادية كبيرة من اجل القضاء على مشكلة تهدد أمننا القومي والغذائي.
إن البرنامج الوطني لإنتاج التقاوى والبذور هو حلم نتمنى تحقيقه لذلك يجب على القطاع الخاص الوطني المشاركة في تمويله وكذلك الاتحادات التعاونية والجمعيات الزراعية، وكانت هناك أيضا عقبة أخرى أمام الباحثين لإنتاج تقاوي الخضر محليا وهي الاجراءات الروتينية والرسوم الباهظة لتسجيل واعتماد الاصناف الجديدة مما أهدر علينا فرص وسنوات كثيرة، لكن وزير الزراعة تعهد بإزالة كل العقبات أمام العلماء والباحثين بل وناشدهم سرعة تسجيل ما لديهم من أبحاث جادة تسهم في استنباط أصناف جديدة من محاصيل الخضر، وسوف تقوم الوزارة بتسجيلها وانتاجها وتسويقها من خلال برتوكول للتعاون والشراكة ما بين مركز البحوث الزراعية والباحثين يضمن حماية حقوقهم المادية ، خاصة أن تجارة التقاوي أكثر ربحية من المخدرات والسلاح( بمليارات الدولارات) وأصبحت تتحكم فيها شركات دولية.
لذلك أتمنى أن ينجح وزير الزراعة في هذه المهمة القومية الوطنية ولو لم يفعل غير ذلك فسوف يكتب في تاريخه أنه وزير الزراعة الوحيد الذي قدم خدمة جليلة لبلده بانتاج تقاوي الخضر محليا وانقذها من مشكلة خطيرة قد تهدد أمنها القومى، لذلك أتوقع أن يجد مقاومة من أصحاب المصالح ومافيا الاستيراد داخل البلاد وخارجها، وأن تكون هناك محاولات لإفشاله لذلك أتمنى أن يكون تحت عليا من الدولة، حتى يحقق أهدافه وننتج غذائنا بالكامل أو على الأقل نحقق الاكتفاء الآمن منه، خاصة ونحن في منطقة كلها مشاكل سياسية وأمنية وهناك من يتربص بنا ويدبر لنا المؤامرات ولا يتمنى لنا الخير، وقد يكون معنا الأموال لكن لا نستطيع إستيراد البذور والتقاوى ومن هنا تأتي أهمية إنتاجها محليا حتى لا نكون تحت رحمة الآخرين.
وسام الاحترام لكل من فكر في البرنامج الوطني لإنتاج البذور والتقاوى محليا، ولكل من يسهم في نجاحه لأنه يقدم خدمة جليلة للوطن في قضية حياة أو موت.. واللهم احفظ مصر.