القائم بأعمال السفارة الأمريكية يكشف موقف واشنطن من قانون الجمعيات الأهلية والإخوان
الأربعاء، 17 يوليو 2019 09:00 ميوسف أيوب
توماس جولدبرجر: قانون الجمعيات الأهلية يسير فى الطريق الصحيح نحو تمكين منظمات المجتمع المدنى
وصف توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة، قانون الجمعيات الأهلية الذى تمت الموافقة عليها من جانب مجلس النواب، بأنه يسير فى الطريق الصحيح نحو تمكين منظمات المجتمع المدنى، وقال "من خلال متابعتنا لما تم نشره فى الإعلام عن القانون نرى أنه يسير فى الطريق السليم بما يؤدى إلى تمكين المجتمع المدنى من لعب دور مهم فى المجتمع، لأنه لا يوجد مجتمع أو بلد يستطيع العيش بدون دور ناجح للجمعيات الأهلية".
وأوضح جولدبرجر أن مصر حلت القضية الخاصة بالموظفين الأمريكيين العاملين فى منظمات المجتمع المدنى، وقال أن "هذا كان موضوع مهم بالنسبة لنا"، موضحاً أن "كل دولة لها آليتها القانونية لتقنين منظمات المجتمع المدنى وهو ما نحترمه كما نحترم القانون الجديد الذى تقدمت به الحكومة المصرية بالتشاور مع المجتمع المدنى المصرى".
توماس جولدبرجر: العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجية وممتازة
وتحدث توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة، مع عدد من الصحفيين، مؤكداً على أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية ممتازة فى كل المجالات، خاصة فى التعاون الأمنى والعسكرى، لافتاً إلى أن حجم التجارة زاد بوتيرة متسارعة، كما أن هناك العديد من الشركات الأمريكية التى تستثمر أموالها فى مصر حالياً، فضلا عن علاقات ثقافية جيدة بين البلدين، وقال أن " العلاقة بين الرئيسان عبد الفتاح السيسى ودونالد ترامب جيدة، فهما ألتقيا فى واشنطن فى إبريل الماضى، وفى 4 يوليو حدث أتصال هاتفى بينهما لمدة ساعة، كما أن هناك تواصل وعلاقات على جميع المستويات، وهو ما يؤكد أن العلاقات المصرية الأمريكية قوية وإستراتيجية".
وشدد توماس جولدبرجر على أن "الشركات الامريكية مهتمة جدا بالاستثمار فى مصر باعتبارها سوق كبير وأقتصادها ينمو سريعا، وموقعها الجغرافى المميز وكسوق قريب من أفريقيا وأوربا، فضلاً عن قناة السويس والاصلاح الاقتصادى الذى قامت به مصر بمنتهى النجاح، كل هذا خلق فرص كبيرة للشركات الامريكية، وهناك شركات أمريكية موجود بالفعل فى مصر وبدأت فى التوسع، وشركات أخرى تخطط للاستثمار، وعلاقتنا بالحكومة المصرية قوية جداً، وكل وزير يساعدنا فى تخطى أى عقبة".
توماس جولدبرجر: ننظر للعملية القانونية حتى يمكن وضع الإخوان على قائمة الإرهاب
وحول الوقت الذى ستعلن فيه الولايات المتحدة جماعة الإخوان جماعة إرهابية، قال توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة " لا توجد دولة فى العالم تحارب الإرهاب وتدعم الدول التى تحارب الإرهاب خاصة مصر مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن ننظر للعملية القانونية حتى يمكن وضع الإخوان على قائمة الإرهاب، ننظر بمنتهى الدقة، وفى نفس الوقت نتعاون مع مصر فى موضوع الأمن من جميع الجهات، ولدينا علاقات قوية جداً ومقربة مع الأجهزة الأمنية المصرية ".
توماس جولدبرجر: نرى إمكانية التوصل إلى صيغة بين مصر وإثيوبيا والسودان لا تضر بمصر
ورداً على سؤال حول الرؤية الأمريكية فيما يتعلق بالأمن المائى المصرى خاصة فى ظل بناء إثيوبيا لسد النهضة، قال توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة، أن " نعلم أن أمن المياه مهم جدا لمصر، ونعلم أن نهر النيل فى منتهى الأهمية للشعب المصرى، كما نتفهم احتياج اثيوبيا لتطوير اقتصادها والحصول على الطاقة، لكن نحن نرى إمكانية التوصل إلى صيغة بين مصر وإثيوبيا والسودان لا تضر بمصر".
توماس جولدبرجر: قلنا أن على قطر وقف دعمها للمنظمات الإرهابية ومطلوب منها المزيد
وحول أن كانت علاقة واشنطن بقطر مبنية على المصالح الاقتصادية، قال توماس جولدبرجر أن " القضية لا تتعلق بأموال، ولا يوجد تغيير فى العلاقة مع قطر، نحن قلنا أن على قطر أن توقف دعمها للمنظمات الإرهابية، وبالفعل اتخذت الخطوات فى اتجاه ذلك لكن مطلوب منها المزيد".
ورداً على سؤال حول الوقت الذى سيصل فيه السفير الأمريكى الجديد للقاهرة، قال جولدبرجر أن الإدارة الأمريكية رشحت السفير الجديد وهو السفير جنيسون كوهين، وخضع لجلسة الاستماع فى الكونجرس الأمريكى، وينتظر جلسة التصويت، وبعدها سيكون موجود فى مصر.
توماس جولدبرجر: لا نريد حرب مع إيران وإنما تهدئة الموقف لكن لن نسمح لها بإمتلاك اسلحة نووية تهدد جيرانها
من جهة أخرى ورداً على سؤال حول انعكاس التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب وإيران وتركيا من جانب أخر على علاقة واشنطن مع القاهرة، قال جولدبرجر " لدينا علاقات ممتازة مع مصر، ونرى أننا لدينا نفس المخاوف من التحديات التى تواجه المنطقة، ونراها بنظرة واحدة، كما أننا فى أمريكا لدينا مخاوف تجاه إيران ومحاولاتها الحصول على إسلحة نووية تهدد العالم والمنطقة، بالإضافة إلى محاولاتها هز الاستقرار فى سوريا واليمن وليبيا، ونحن نتحدث مع مصر طوال الوقت حول هذه المسائل"، لافتاً إلى أن "هناك خطة لمواجهة التهديدات الإيرانية، ونحن لا نريد حرب مع إيران وإنما تهدئة الموقف، لكن فى نفس الوقت لن نسمح لها بإمتلاك اسلحة نووية تهدد بها جيرانها، ونريد أن نفتح حوار مع إيران وفى نفس الوقت تطبيق الضغوط الاقتصادية عليها".
وبالنسبة لتركيا فهى عضو فى حلف الناتو، وبالنسبة لنا هى بلد استراتيجيى، وفى بعض الاحيان لا نتفق مع ما تفعله تركيا، وكان لدينا موقف شديد فيما يتعلق باستيرادها اسلحة متطورة من روسيا، لكن لا أرى أن لهذه الأمور أى تأثير على علاقاتنا مع مصر".
توماس جولدبرجر: التحركات التركية أحادية الجانب فى البحر المتوسط "استفزازية"
وحول إن كانت واشنطن ستفرض عقوبات على تركيا بسبب شراءها أسلحة من روسيا، قال القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة" لدينا قانون فى الولايات المتحدة يفرض عقوبات على الدول التى تشترى أسلحة من روسيا، أو تربطها أى علاقة بالمخابرات الروسية، ونحن سنرى أن كان سيتم تطبيق هذا القانون على تركيا أم لا"، موضحاً انه فى جميع الأحوال فهناك نقاط لم يحدث أتفاق بشأنها بين واشنطن وأنقرة، من بينها الاحتجاج الذى تقدمت به واشنطن لتركيا على تحركاتها الأحادية الجانب بالتنقيب على الغاز الطبيعى قبالة السواحل القبرصية، وقال "وصفنا هذه التحركات بالأستفزازية، وطالبنا تركيا بالتوقف عن مثل هذه الأعمال".
توماس جولدبرجر: نتفق مع مصر فى أهمية النقل السلمى للسلطة بالسودان وتحقيق الاستقرار
وحول آليات التعاون المصرى الأمريكى تجاه مشكلات الشرق الأوسط خاصة فى السودان وليبيا، قال توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة " لدينا علاقات قوية وتعاون مع مصر تجاه ما يحدث فى السودان، ولدينا مبعوث خاص للسودان الذى زار القاهرة الأسبوع الماضى، وسيعود مرة أخرى، ونحن مع القاهرة نؤكد على أهمية النقل السلمى للسلطة فى الخرطوم والتهدئة وتحقيق الاستقرار، وفيما يتعلق بليبيا نتشارك مصر فى منظور واحد وهو أننا نريد عملية سياسية لأنه لا مجال للعمل العسكرى، ونحن نقدر جهود الأمم المتحدة، كما نتعاون دبلوماسيا مع دول أخرى مثل فرنسا وايطاليا والمانيا للوصول إلى هذا الحل، ونحن ندعم الخيار السياسى فى ليبيا، ولا نحابى لجهة على أخرى، ونريد حكومة مقبولة من جميع الليبيين".
وحول الموقف من الناتو العربى الذى أقترحته الولايات المتحدة الأمريكية، قال توماس جولدبرجر " هذا التحالف من المفترض أن يضم الولايات المتحدة ومصر والاردن ودول مجلس التعاون الخليجى، للتنسيق الأمنى والعسكرى، وعلاقات اقتصادية تتضمن التبادل التجارى، وتنسيق سياسى، وهذا الأمور يجرى العمل عليها بطبيعة الحال"، موضحاً أنه لازال العمل يجرى لتحديد الإطار الذى سيتم العمل من خلاله.
وحول عملية السلام فى الشرق الأوسط، وتفاصيل صفقة القرن، قال توماس جولدبرجر، القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة أن "إدارة ترامب أعلنت منذ البداية التزامها بحل القضية وإنهاء النزاع الفلسطينى الإسرائيلى، وأن تتعامل مع المشاكل التى استمرت دون حل نهائى، لذلك كون الرئيس ترامب مجموعة تجرى مشاورات مكثفة مع الدول المعنية فى المنطقة، وأنتهت إلى خطة تقوم على منظور جديد لم يتم نشره حتى الآن، ووفق لهذا المنظور سيحصل الفلسطينين على طموحاتهم، وفى نفس الوقت يعمل على تحقيق الأمن لإسرائيل بما سيؤدى إلى استقرار المنطقة، وكما أفهم فإن هذه الخطة مكونة من 60 صفحة، وتحتاج حين نشرها إلى أن نقرأها بعناية وننظر لها بشكل متكامل، لأنه بالتأكيد بها أفكار ستلقى قبولاً من البعض، وأخرى لن تلقى ذات القبول، والهدف الرئيسى للولايات المتحدة من هذه الخطة ليس فرض أى شئ على أيا من الأطراف المعنية، لكن تفتيح العقول والعيون على أفكار جديدة ممكن تحقيقها ومن خلالها نتوصل إلى حل المشكلة والصراع، لذلك علينا أن ننظر إلى المكاسب التى سيتم تحقيقها من هذه الخطة، وعلينا أن ننتظر إلى الوقت المناسب الذى ستظهر خلاله الخطة إلى النور، وأعتقد أن هذا الوقت سيكون قريب".