حادث محطة مصر.. من المتسبب في انفجار القطار ووفاة المصريين؟ (مستندات)
الإثنين، 15 يوليو 2019 12:00 م
ينتظر المصريون، ليلة الثأر من المتسببين في حادث قطار محطة مصر، الذي وقع قبل قرابة الـ(5) أشهر، من الآن، وتسبب في وفاة العديد من المصريين، إثر اصطدام القطار، بالرصيف رقم (6)، والذي أسفر عن انفجار جرار القطار، وانتشار ألسنة اللهب، التي تسبب في الكثير من حالات الوفاة.
كانت قوات الأمن تمكنت من القبض على سائق إحدى الجرارات، والذي ثبت تورطه، في الحادث، الناتج عن إهماله وترك الجرار مدار، والنزول للتعارك مع أحد زملائه، على حد وصفه في تلك الواقعة، وعلى مدار الـ(5*، أشهر الماضية- وبالتحديد منذ وقوع الحادث، ويقبع المتهمون خلف الأسوار، منتظرين مصيرهم.
محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، موقع الحدث- بيت محاسبة المخطئين والمتسببين في وفاة المواطنين- خلف أقفاصها، سكن المتهمين خلال أولى جلسات محاكمتهم، كاشفون عن المزيد من المفاجآت والتفاصيل المثيرة في الحادث الأليم، الذي أدى لوفاة (31) مواطنا وإصابة (17) آخرين، نتيجة إهمال هؤلاء المتهمين وإخلالهم الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم، بمخالفة دليل أعمال المناورة، ولائحة سلامة التشغيل الصادرة عن جهة عملهم، وتزوير التوقيع في دفتر حضور وانصراف عمال وملاحظي المناورة، تم القبض على المتهمين المتسببين بتلك الواقعة.
كانت «صوت الأمة»، تمكنت من الحصول على نسخة من تحقيقات النيابة العامة، مع المتهمين في حادث القطار- بالقضية المعروفة إعلاميا بحادث محطة مصر- وكشفت تحقيقات النيابة العامة، مع المتهم الثاني أيمن الشحات عبد العاطي، تفاصيل وقوع الكارثة، ولماذا هرب المتهم الرئيس قبل التصادم معه، موضحا أنه يعمل سائق قطار ديزيل القاهرة بسكك حديد مصر، مستطرداً: «أنا بشتغل من 20 سنة، وكل يوم من الساعة 6 الصبح، لحد الساعة 2 مساء، وباخد في الشهر 2500 جنيه، وعمري ما اشتغلت أي وظيفة تانيه، وعايش على مرتبي بس».. بهذه الكلمات بدأ المتهم الأول حديثه للنيابة العامة.
«أنا قبل ما بطلع بالجرار، بفحصه كامل زيت وسولار، ولو في أي حاجة للصيانة، ولو في أي عيب بفحصه عشان يروح الصيانة، وبالنسبة لاستلام الجرار أنا بوقع كل يوم الصبح في الدفاتر، وبكده بكون وقعت باستلام الجرار عهدتي».. المتهم يضيف، مؤكدا أن القطار الخاص به كان بحالة جيدة في يوم الحادث الأليم.
واستكمل أيمن الشحات، حديثه خلال التحقيقات قائلا: «أنا استلمت الجرار بتاعي وطلعت بيه الساعة 8 ونص الصبح، وكان معايا أيمن أحمد سواق معايا وكان بيساعدني، ومسعد رشاد ده مسؤول تحديد خط السير وإعداده، ومينفعش أسوق الجرار بدون أي واحد فيهم، لأن مسعد بيبقي معايا لما أبدل عربيات القطار، وهو اللي بيبعتلي التحويلة علشان خط السر بتاعها».
وأضاف المتهم: «يوم الواقعة أنا استلمت الجرار، واتبعت التعليمات ونقلت عربيات لا تصلح على الورشة عشان تخضع للتصليح، وبعد كده اتجهت إلى خط (2) على المحطة، فوجئت وقتها بالجرار اللي كان بيسوقه علاء فتحي بيشاورلي، ومرة واحدة نزل من الجرار، ولقيته فجأة بيجري على محطة مصر، ساعتها كلمت المراقبين علشان يكلموا برج المراقبة، لأن هيحصل بينا تصادم بس محدش رد، وحصل بينا تصادم والجرار بتاع علاء فتحي كمل لحد الصدادات بتاعه رصيف (6) وانفجر فيه والتنك كله ولع، كلمت مسؤول القطارات علشان أقوله اللى حصل، بعدها جت الشرطة وخدتني».
وأشار المتهم الثاني إلى أن جرار المتهم الرئيسي علاء فتحي اصطدم به من جهة اليمين، مضيفا: «ساعتها كنت بسحب عربية مخصصة لنقل الحوالات البريدية، وهو اصطدم بالجرار مش بالعربية اللي كنت بسحبها، وده كسر الأدوات المسئولة عن فرامل العجل، ورفع الجرار من على السكة، أما الجرار بتاع علاء وقع على الأرض من ناحية اليمين وخرج عن القضبان».
وأكد المتهم الثاني بالقضية أمام سراي النيابة، أنه بعد حدوث التصادم مع جرار المتهم الأول، قام على الفور بشد ذراع العاكس، مما أدى لتوقف الجرار الخاص به فى مكانه على الفور، مستطرداً: «علاء هو اللي مسؤول عن سرعة القطار، وإنه يرجعه لورا وكل حاجة فيه»، وتابع: «علاء كان قاعد في الكابينة ناحيتي، وشايف جرار الكابينة بتاعته قدام في الكابينة الأمامية، ودخل بالجرار بتاعه ناحية اليمين، وكان سايق على سرعة 1 كيلو في الساعة، وكان رايح على رصيف 2».
وأكد المتهم المسؤولية الكاملة للمتهم الرئيسي علاء فتحي، مستطردا: «علاء المسئول عن كل حاجة.. مسعد اللي كان راكب معايا القطار، كان بيبقي عنده علم بأن لو في جرار تاني في نفس الخط، بيوقفني لغاية ما الجرار التاني يعدي علشان ميحصلش تصادم بيا».
وسرد المتهم تفاصيل الحديث الذى دار بينه وبين المتهم الرئيسى وقت الحادث، قائلاً: «علاء غير خط سيره وده لأنه شد ذراع العاكس خلاه يرجع للخلف ويصطدم بيا، وقبل الاصطدام ساب الجرار بتاعه ونزل يشتمنى ويقولى إيه اللى طلعك، وكان لوحده مشوفتش حد معاه»، مؤكدا أن عملية التصادم لم تتعد 5 دقائق، مستطرداً: «بصينا لقينا الجرار بتاع علاء ماشى ناحية المحطة، وهو مش فيه، والجرار على أقصى سرعة، كان على السرعة الثامنة من سرعات القطار وهى أقصى سرعة».
وشرح المتهم كيفية حدوث الواقعة: «أنا لما حصل التصادم مع جرار علاء، وهو رجع العاكس، لقيت الجرار بيجيب أقصى سرعة ليه، ويزود سرعته، وتوجه لمحطة مصر واصطدم بصدادات الرصيف فحدث الانفجار»، موضحاً: أنا قلت لعلاء وقتها الحق أنت سايب الجرار مفتوح ولوحده، اجرى وراه علشان رايح المحطة، فهو حاول يجرى ورا الجرار، بس ملحقوش عشان الجرار كان سابقه بكتير، وأنا وقتها روحت بلغت رئيس الحركة بكل اللى حصل».
وواصل المتهم الثانى: السائق «علاء فتحى» هو المتسبب فى اللى حصل، هو اللى شد العاكس وخلى الجرار يرجع على محطة مصر ويولع فيها»، مؤكداً أنه كان لازماً أن يكون هناك مساعد للسائق، ليكون مسؤولاً عن الحركة والتحويلات المختلفة، مستطرداً: «أنا خبطت فى الجرار بتاع علاء علشان جاى على الرصيف وهو جاى غلط، منسقش مع عامل المناورة اللى كان موجود، ولو كان عامل المناورة موجود كان هيمنع التصادم بينا، لأن كان هيوقفنى أو هيوقف الجرار التانى، فهو غلط مشترك بين علاء وعامل المناورة».