«ومن العطش ماقتل».. حكاية مشرد لقى مصرعه ضربا بسبب شربة ماء

 

«نقطة مياه تساوي حياة».. يبدو أن البعض عرف حقيقة شعار حملة ترشيد المياه بمعنى خاطئ، أو بالجانب المظلم منه فقط، فأنهى حياة شاب حاول الحصول على جرعه مياه بارده من إحدى ثلاجات «سوبر ماركت» بمنطقة وسط البلد.

 

شاب أنهكه العطش وشدة حرارة الجو خلال ذروة تلك الموجه الحاره التي تضرب البلاد الأيام الأخيرة، يعيش هائما على وجهه مشردا بشوارع منطقة وسط البلد، متخذا من أرصفتها مضجعا، ومن قمامتها مأكلا، ينتظر مايجود به عليه أصحاب القلوب الرحيمة، وبطبيعة حياته لايعي ضوابط الأمور والتعامل مع من حوله، خرج في إحدة جولاته دون عودة، فكانت نهايتة أمام بوابة سوبر ماركت أثناء تحقيق أمنيته بتذوق زجاجة مياه غازية داعبت ظمأه بعد أن جذبت أنظاره إليها لتخبره بأنه حان موعد المغادرة إلى حيث لاعطش ولاجوع.

 

تقدم الشاب إلى ثلاجة المياه الغازية، ومد يده إلى بابها ليحصل على إحداها ويروي ظمأه، فجأة هجم عليه صاحب السوبر ماركت، وبعض العاملين بداخله، ليجد نفسه مرتميا بين أقدامهم، ويحصل على وصلة من التعذيب والضرب المبرح، دون رحمة أو هواده، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة مفارقا للحياة.

 

أصحاب السوبر ماركت الموجود بشارع عدلي في وسط البلد، محل الحادث، اتهموا الشاب بالسرقة، وعدم تعمهدهم قتله، وأن صاحب المكان لاحظه أثناء محاولته السرقة، وهو ما جعلهم يضبطون الشاب ويصطحبونه داخل المحل ويتعدون عليه، حتى أصيب بنزيف نتيجة الضعف والمرض الذي أنهك جسده لسنوات تشرده، ليتوفى بعد دقائق من الاعتداء عليه، وفشل محاولات إسعافه.

 

وقال شهود عيان، إن الشاب المتوفي معروف لسكان المنطقة بالكامل، فهو دائم التواجد فيها، وأحيانا يعمل بـ«مسح السيارات»، وتم العثور عليه متوفيا، وتم إبلاغ قسم شرطة عابدين، وانتقل رجال المباحث بالقسم إلى محل الواقعة وكشفت التحريات عن مقتله على يد أصحاب السوبر ماركت، وتم القبض عليهم، وتحرير محضرا بالواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، وأخطرت النيابة للتحقيق مع المتهمين.

 

من جانبها أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعى لمعرفة أسباب الوفاة، وتحقق مع المتهمين لاتخاذ الإجراء اللازم بحقهم، كما ستقوم النيابة بسماع أقوال شهود العيان من الأهالي.