شريف رزق الله.. رحيل موسوعة السينما العالمية

الجمعة، 12 يوليو 2019 08:00 م
شريف رزق الله.. رحيل موسوعة السينما العالمية
أشرف أمين

التفوق عنوان في حياته بدأ منذ الصغر عندما حصد المركز الخامس على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة وكان اهم أمانيه أن يدخل معهد السينما ليستكمل فيه حبه وعشقه الأول والأخير،  ولكن هذا الفن كان في بدايته ولم يكن له اي مستقبل يذكر، حيث إنه كان قد مر عامين فقط على افتتاحه فذكر في رغباته عددًا من الكليات الأخرى كان من بينها كلية السياسة والاقتصاد  والتي تخرج منها ولكنه لم ينس عشقه لفن السينما والذي بفارسها انه الناقد والفنان والمؤرخ شريف رزق الله الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم عن عمر يناهز 77 عاما وكان أحد أعلام نقاد السينما في مصر.

تخرج رزق الله والتحق بالعمل في وزارة الإرشاد القومي حينها "الإعلام" في قطاع الاستعلامات ١٩٦٧ لكنه لم يحب العمل بها فألحقها بدبلومه آخري في معهد التليفزيون ليدخل المبنى الشهير "ماسبيرو" من باب قطاع الأخبار والذي تدرج في مناصبه حتى وصل إلى رئيس تحرير.

لكن عمل الراحل في الأخبار لم يأخذه من عشقه الأساسي لـ"السينما" فقد كان بالفعل يكتب مقالات سينمائية بعدد من المطبوعات الصحفية، بخلاف بعض الأنشطة السينمائية التي كان يشارك بها مثل نادي القاهرة للسينما الذي كان يعرض فيلمًا للجمهور ويفتح نقاشًا معهم، ومن هنا يبدأ الراحل انطلاقة جديدة عندما جاءته الفرصة ليعد برنامج "نادي السينما" والذي محطة يعبر بها عن شغفه و حبه السينما العالمية والذي كان يتابعها  الملايين من محبيها الذين تلقوا ثقافتهم السينمائية على يده. 

شغل رزق الله منصب السكرتير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ عام 1987، ثم أصبح مديرا فنيا للمهرجان منذ 2000، وشارك في لجان التحكيم في مهرجانات عديدة في فرنسا وإيطاليا وهولندا ونال وسام الفنون والآداب بدرجة فارس من الحكومة الفرنسية، وكرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام  2018.

أصبح الراحل  رئيسا لقناة النيل الدولية عام 1997وقدم العديد من البرامج السينمائية عبر شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري مثل "نجوم وأفلام" و"تليسينما وكذلك شارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات الدولية مثل "ستراسبور" و"ميلانو" و"روتردام" و"مونبيلييه.

ساهم في نجاح مهرجان القاهرة السينمائي على مدار أربعين عامًا، منذ أن كان سكرتيرًا فنيًا له عام 1978، ومديره الفني منذ عام 2000 وحتى وفاته. وكان آخر تكريم له فيه في الدورة الماضية.

اعتاد الكثيرون من أجيال الثمانينيات على متابعة برامجه التي شكلت وجدانهم وفتحت مداركهم، والتي وصفت من قبل السينمائيين أنها كالنافذة التي نشرت الثقافة السينمائية.

قالت عنه الفنانة إسعاد يونس أنه النجم المُلقب بـ"يوتيوب جيلهم"، لما كان يقدمه ويعرضه من برامج في ظل التطور التكنولوجي البسيط حينها، منها "أوسكار، سينما في سينما، وأيام ليالي"، تلك البرامج العبقرية فى وصفها وتحليلها، التي استطاع الكثيرون من خلالها التعرف على مفردات المدارس السينمائية المختلفة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق