المكسب وارد والهزيمة «وردة»
الثلاثاء، 09 يوليو 2019 09:00 صكتبت منة خالد
الكورة مكسب وخسارة، ولكليهما أسباب.. والمُتابع جيدا لأداء لاعبي منتخب مصر في الثلاث مباريات ما قبل مواجهات فريق «الأولاد» جنوب إفريقيا، وآدائهم أيضا على صفحات السوشيال ميديا، ما كان له أن يُفاجأ أو يندهش البتة، خاصةً عقب الهزيمة التي تلقيناها أولا كجمهور مصري أصلي تذوّق طعم الفوز مرارًا ولا يقبل الهزيمة المهينة لمنتخب بلاده على أرضه، إذ كانت آخر هزيمة لحقت بمنتخب مصر في كأس الأمم على أرضها، تلك التي حققتها السنغال في افتتاحية بطولة عام 1986 التي استضافتها مصر، وتغلبت وقتها السنغال على الفراعنة بهدف مقابل لا شيء.
فجّرت هزيمة مصر أمام جنوب إفريقيا وخروج المنتخب من دور الـ 16 مفاجآت عدة، وكشف حساب فساد المسئولين في منظومة الرياضة المصرية على رأسها اتحاد الكرة المصري برئاسة هاني أبو ريدة (الذي قدم استقالته)، وكلا من أعضائه أحمد شوبير، وأحمد مجاهد، وسيف زاهر، وحازم إمام، وخالد لطيف ودينا الرفاعي بشكل رسمي. ومازال موقف "الحلنجي" مجدي عبدالغني وعصام عبدالفتاح وكرم كردي غامضًا بشأن الاستقالة بعد كل ما حدث!
الهزيمة وما تبعتها من خفايا بشأن فساد «سارقي» المنظومة، لم تغفر أيضا للاعبي المنتخب التي اعتبرها الجمهور الحقيقي للكرة سبيلهم الوحيد للفرحة بالتتويج بالبطولة كأسا يُرفع للمرة الثامنة، والثالثة على أرض مصر. ولكن سرعان ما تبخرت الآمال في المراحل الأولى من البطولة.
إن شئنا الدقة، فإن عمرو وردة صاحب الزلزال الأول الذى أربك أداء المنتخب، وكان الشاغل الوحيد تقريبا لرئاسة الاتحاد، يحاول الأخير تجميل صورته أمام الجمهور والجهات العُليا برفع بيان تارة وإصدار قرار تارة أخرى ضد اللاعب، ولكن في الأخير لم ينجح في تنظيف نجاسة بعض من لاعبي المنتخب ومن ساندوهم ليمنحوهم صك غفران وهمي لكنهم لا يعقلون.
تحرش وشذوذ، وتسريبات بأفعال فاضحة للاعب عمرو وردة وآخرون تكشف عن استهتار متعمد من هؤلاء اللاعبين في البطولة الأهم للمنتخب وملتقى تجمع الكبار، كما اعتدنا من جيل أبو تريكة وزيدان وحسني عبد ربه بقيادة حسن شحاتة، ليعي المشاهد تماما أنه أمام أنصاف رجال لا يليق بهم فوز أو تتويج. فقط تكون «الهزيمة» عنوانا لهم.
وأثناء سير البطولة، صدر اعتراض من قِبل الاتحاد وقرارات رسمية ضد اللاعب لتهدئة الرأي العام ليس أكثر بعد أن سمحوا للاعبين بحمل هواتفهم لساعات متأخرة من الليل. في موقف يشبه تعنيف الأب لأحد أبناءه وعلى وجهه ابتسامة رضا على الخطأ لحفظ ماء الوجه لا أكثر. والدهشة الأكبر كانت استمرار اللاعب في اندماجه مع السوشيال ميديا وفرحته بـ«التريند» الذي كلما هدأ علت به الموجة مرة أخرى، حتى جاء قرار استبعاده من اللعب لينكشف من ساندوه وتسقط أقنعتهم بعد دعمهم للمتحرش.
وتوقع البعض أن يعوّض عمرو وردة فضائحه بآداء لافت بعد عودته اللعب، لكن اللاعب لم يحرك ساكنا لم نشاهده إلا وهو ساقط على أرض الملعب. وفي نظر الجماهير أيضا.
فضيحة عمرو وردة مع الفتاة المصرية عارضة الأزياء-كما تدّعي- ومع الفتاة المكسيكية عارضة الأزياء أيضا، وتسريب فيديو أخير عن اللاعب لم تكن فضائحه الأولى. فاللاعب عمرو وردة اعتاد التحرش بزوجات زملاؤه بنادي فيرينسي البرتغالي، الأمر الذي دفع النادي للتخلي عنه وينتقل بعدها إلى نادي أتروميتوس.
عدم التسجيل لأول مرة في تاريخ مصر بعد 8 مباريات:
لم ينجح لاعبو منتخب مصر في هز شباك منتخب جنوب أفريقيا، نعم فشل محمد صلاح وطارق حامد وتريزيجيه في ترجمة فرص خطيرة إلى الأهداف، أما الحاضرون الغائبون أمثال مروان محسن والنني لم يُرى لهم ركلة بتسديدة أمام مرمى «الأولاد» واكتفوا بالجري فقط!
لم ينجح لاعبو منتخب مصر في هز شباك منتخب جنوب أفريقيا، نعم فشل محمد صلاح وطارق حامد وتريزيجيه في ترجمة فرص خطيرة إلى الأهداف، أما الحاضرون الغائبون أمثال مروان محسن والنني لم يُرى لهم ركلة بتسديدة أمام مرمى «الأولاد» واكتفوا بالجري فقط!
وستبقى تلك المباراة هي الأولى التي يفشل بها منتخب مصر في تسجيل أهداف، منذ مباراة مالي في افتتاح كأس أمم أفريقيا 2017، ليخوض بعدها المنتخب المصري 8 مباريات في نسختي 2017 و2019، سجل خلالهم جميعًا، قبل أن يفشل في التسجيل بمباراة جنوب أفريقيا.
وفي الأخير، يعتبر فرض الالتزام على معسكر المنتخب والحفاظ على تركيز اللاعبين والسيطرة عليهم، أساسيات المران الجيد ومن ثمّ الفوز، أما وقوع الفضائح لن تُجني إلا الخسارة. فإذا كان الفوز واردا مع المنتخب، فالهزيمة كانت "وردة" وأخوانه.