إلا«صلاح» أبى واستكبر
الإثنين، 08 يوليو 2019 10:52 ص
"أنصحك بالتمسك بالتواضع دائما فهو سبيلك إلى الارتقاء أكثر وأكثر، وأن تداوم على إسداء الخير وحب الفقراء، ومساعدة الضعفاء"، هذه الكلمات البسيطة تمثل وصية شيخ الأزهر للاعب محمد صلاح قبل انطلاق منافسات كأس الأمم الأفريقية، وكأن بصيرة الشيخ الطيب رأت ما غفلنا عنه، أو تغافلنها عن عمد لنجعل للأمل فينا سبيلا.
قبل أن تكمل عليك ربط الحزام والتشبث في المقعد جيدًا، فالخوض في نقد محمد صلاح من المحرمات عند الكثير من دراويشه، قد يلقي بك في بحر متلاطم الأمواج، وتجد من يصرخ في وجهك، كيف تطاول على الذات "الصلاحية" أيها القزم، ولهؤلاء أقول أنتم من صنعتم العجل المقدس ثم عبدتموه، بل الحق أقول لكم أنتم من أليكم بالفتى في غيابات الجب.
كان «الكبر» الخطيئة الأولى، استكبر إبليس أن ينقاد للتعليمات، أبى أن يخضع للقوانين والنظام، كان يرى نفسه فوق الجميع فهو المحبب والمقرب، ومحل إعجاب الزملاء، يعشق نظرة الاعجاب التي يراها هذا الطاووس في عيون من حوله، يتباها بالمعرفة من منطلق المكانة التي وصل لها، فالغرور دائمًا ما يصاحبه هلاوس المعرفة المطلقة، التي تزيد مع الوقت وتتحول إلى رغبة مدمرة في السيطرة على مقاليد كل الأمور والأشخاص والقرارات التي تدور في فلكه، بل تخطي الأمر إلى تحدي الخالق.
تحلق المصريون حول محمد صلاح، دعموه بكل إخلاص وتفاني، كان بالنسبة لهم رمزية الأمل والحلم وسط أمواج من اليأس والحروب والنفسية التي تطحنهم من كل الجهات، خلقوا منه طاووس يعيدوا به معاني الجمال التي انحسرت رويدًا رويدًا من حياتهم وسط الضغوط التي لا تنتهي وصعوبة الحياة، لم يتركوا تصويت أو "تريند" إلا وكانوا داعموه حتي تحقيق الفوز، لكنه قابل حبهم بالجحود ونظرة التعالي التي سجلها التاريخ بعد احرازه هدفا، كسر صلاح فرحتهم ولم يلقي بالا لهم، عندما تدخل بالدفاع عن زميله المراهق الاهوج عمرو وردة، لم يبالي بردة فعلهم حين يخسر المنتخب، كل ما شغل باله كيف يتربع علي عرش السلطة المطلقة في إدارة المنتخب من وراء ستار.
هدم الكبر أسطورة صلاح المؤقتة، أُزيح الستار عن بشري تتحكم فيه رغباته، عندما دخل الغرور قلبه فقد حماسه ومهاراته وشغفه، تعامل مع المنتخب على انه فرض إلزامي مضطر الى تأديته، وأكتفي بأن يكون مخلصا لبيزنس مشواره الاحترافي، الرجل فضل مصلحته الشخصية على دوره الوطني.
شكر صلاح الجمهور في تويته له على حسابه الشخصي، وكان الأجدر به أن يعتذر للملايين، نرجسية الفتي حالت بينه وبين رد الفعل الطبيعي، كيف له أن يعتذر، المتكبر لا يؤمن بثقافة الاعتذار، وعلى الجماهير ألا ينتظروا منه غير الاستمرار في الغي، ،عليه أن يدرك بعد أن أبى واستكبر أنه طرد من جنة الجماهير وقلوبهم.