وجبة صلاح ورفاقه الحمضانة
الأحد، 07 يوليو 2019 12:13 ممحمود علي
حدث ما توقعه الجميع، والطوبة كما يقال وقعت في المعطوبة، خرج المنتخب من بطولة أمم أفريقيا بفضيحة لم تحدث منذ عام 2004 بوضع نقطة النهاية في دور الـ 16، وسُجل لهذه المجموعة من اللاعبين في التاريخ علامة سوداء ستظل تلاحقهم طول مشوارهم الكروي حتى من الممكن أن يتذكرها لهم الجمهور بعد اعتزالهم.
كيف للاعبي المنتخب والجهاز الفني واتحاد الكرة أن يضيع فرصة كهذه؟ بطولة على أرضنا، وسط دعم حشود من الجماهير، لم تدخر الدولة جهدا إلا وقدمته لهم، ولكن النتيجة صفر، وصدمة ضربت بأحلام المصريين وتفاؤلهم عرض الحائط.
منتخب بكل المسئولين عنه، أقل ما يقال أنه بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وجبة انتهت صلاحيتها، وضعت في الثلاجة لفترة ليست بالقليلة، حتى فقدت ملامحها، وحُمضت، وأصبحت مليئة بالعفن.. لاعب متحرش، ومدرب عليه شبهات فساد، وإداري معروف ببذاءته حتى استغرب الجميع انتخابه مرة أخرى، وعضو مشهور بتصدير الطاقة السلبية، فكيف لهذا المنتخب أن ينجح ويرفع كأس البطولة؟!
كل ما يحيط بالمنتخب من أخبار وكواليس، كانت تبشر بأنه لن يذهب بعيدًا، رغم الانتصارات الثلاثة الأولى والعلامة الكاملة، على أرض الملعب أول ما اصطدم بأولاد البافانا بافانا.. المنتخب ذو المستوى المتوسط ظهرت كوارثه، العشوائية في التمركز، قدرات اللاعبين محدودة، الهجوم غير منظم، والوسط التائه البطيء، خارج المستطيل الأخضر مؤشرات السقوط كانت أكثر، لم يهيئ اتحاد الكرة ولا رئيسه الذي له سابقة في روسيا كانت أفضح، ولا الجهاز الفني برئاسة أجيري الأوضاع للحصول على البطولة الأهم في تاريخ هذا الجيل.
الأخبار القادمة من المعسكر، كانت تنم عن وجود حالة من الانفلات.. لقد فعلوا كل شىء بنفس الطريقة، ما حدث في روسيا من هرج ومرج تكرر في القاهرة، فتح المعسكر للحبايب، والتقاط الصور مع الأصدقاء، نفس المشهد الذي كان سببًا رئيسيًا في خروج المنتخب من كأس العالم بفضيحة، حضر مرة أخرى، وكأن اتحاد الكرة ومسئوليه كانوا ينتظرون ضربة حظ لحصد هذه البطولة، كما حدث معهم في أفريقيا 2017 وصعودنا للنهائي بإحراز 5 أهداف.
يتحمل المدرب المكسيكي ولاعبوه وجهازه المعاون جزءًا من السقوط المدوي للمنتخب، لكن مجلس الإدارة المستقيل يتحمل الجزء الأكبر بدءًا من اختيار أجيري نفسه، فالمدرب حوله الكثير من اللغط، قضايا متعددة متعلقة بفساد في إسبانيا، حتى وصفت الصحف المكسيكية الصفقة بأنها فرصة للمدرب لغسل يده من فساده.
ولا ننسى القرارات المتضاربة في المسابقات المحلية (الدوري والكأس)، والتي لم تكن قادرة على إنتاج لاعبين دوليين يحملون اسم مصر في البطولة القارية، وصولًا لما خرج من معلومات تؤكد التدخل الإداري في القرارات الفنية.. ناهيك عن حالة الانفلات غير المسبوقة في معسكر التدريب، وكلها كانت مؤشرات تؤكد أننا أمام وجبة حمضانة مصيرها سلة المهملات ليس إلا.