نشرة أخبار «كوكب الساحل»: غضب من تلاعب «إعمار» في ملايين المشتركين (4)
السبت، 06 يوليو 2019 06:00 ص
هنا نشرة أخبار كوكب الساحل، صفحة أسبوعية متخصصة في إطلاع الجمهور على الجانب الآخر من مصر التي لا يعرفها أحد.. مصر الغارقة في المليارات التي لا تعد ولا تحصى، هنا لا نبغي حسدا ولا حقدا ولا زوالاً لنعمة من وجه أحد من هؤلاء، رجال الأعمال والرموز والشركات التي وقعت بين أيدينا قصصا تخصهم، بعضها مضحك وبعضها مبكي، وبعضها مضحك حد البكاء، نعرضها كما وصلتنا دون رتوش ولا تهويل ولا تفخيم.
- كيف يعالج أصحاب «هاسيندا باي» أزمة شفط المواسير لملاك الوحدات؟
«البحر غضبان مبيضحكش ..أصل الحكاية متضحكش»، أمام منظر الشاطئ الساحر بإحدى قرى الساحل الشمالي المعروفة بأسعارها الجنونية، وقف الرجل الخمسيني أمام وحدته التي دفع فيها نصف «تحويشة العمر» متجهما، يتذكر ما دار العام الماضي من أحداث انتهت بفقدانه فلذة كبده وذراعه التي يستند عليه في هذه الحياة القاسية، وقف الرجل يبكي على أطلال الماضي، وفي الجزء الخلفي من الرأس يتردد بيت نجيب سرور العبقري.
كانت الكارثة مروعة، وسمع بها القاصي والداني، فشاب في مقتبل عمره فقد حياته بسبب تقصير المسئولين عن واحدة من أشهر وأغلى القرى السياحية في الساحل الشمالي، والتي يصل سعر أقل فيلا فيها إلى 100 مليون جنيه.
القرية المقصودة هنا، والتي تعاني من مشاكل بالجملة نتيجة للتقصير المستمر، وعدم اتباع اجراءات السلامة بصور جيدة، هي «هاسيندا باي»، التي ويقتصر اهتمام المسئولين عنها فقط على جمع المزيد من الأموال، الأمر الذي تسبب في غرق الشاب أحمد وصفي، بعد تعرضه للشفط داخل مواسير سحب مياه توصل بحيرة صناعية في القرية.
شهود العيان الذين حضروا الواقعة، أكدوا أنه كان يمكن إنقاذ الشاب لولا عدم وجود منقذين أو سيارات إسعاف، وأثبتت التحريات أن وفاة الشاب أحمد وصفي جاءت نتيجة الإهمال الجسيم الناتج عن الشركة مالكة قرية هاسيندا باي بالساحل الشمالي، حيث كونت لجنة معاينة أكدت أن المواسير بالبحر لا يوجد بها أي شباك بلاستيكية أو حديدة، فضلا عن أن الشاطئ يخلو من اللوائح الإرشادية أو التحذيرية وأن الشفاطات، توجد على بعد 10 أمتار من البحر.
حالة من الغضب الشديد سيطرت على عملاء الساحل الشمالى بعد هذه الواقعة، وطالبوا الشركات بضرورة مراعاة أقصى معايير السلامة للحفاظ على حياة العملاء، ووضع الاشارات التحذيرية لمناطق الخطر، مع تفعيل درجة المراقبة على الشاطىء طوال الـ24 ساعة.
وأكدوا أنه يجب على الجهات المسئولة عن مراقبة هذه الشركات ضرورة متابعة إجراءات الأمن الصناعي وتوافر وسائل الإغاثة علي الشاطئ، كما طالبوا المقيمين على إدارة القرى ضرورة تدريب المنقذين بصورة أفضل، وتعيين طبيبا مقيما للحالات الطارئة واستمرار التحذيرات من مناطق الخطر وخاصة مناطق الشفط.
أحد رواد منتجع «هاسيندا باي»، كتب تغريدة غاضبة بعد هذه الواقعة، حذر فيها من استئجار أي وحدة بهاسيندا باي، قائلًا: «كنت في البحر أنا و قريبي من شوية لقيت واحد و واحدة بيستغيثوا أن في حد بيغرق جمبهم، جرينا عليهم لقينا في شاب محشور جوا مصورة شفط كبيرة الي بتودي للبحيرة، اعدنا ننده علي الناس اللى برة حد يجي يشد معانا لان الشفطات كانت جامدة جداً وكل ده والولد راسه تحت المياة ومحشور من ضهره».
تابع: "ناس كتير جتلنا بعد فترة وانا بنادي علي ال safeguard ومحدش منهم كان موجود لحظتها، واحد نزل بعدها بـ 5 دقايق واعد ينده علي زميله يقفل الشفطات بسرعة، بعدها بدقيقتين طلعناه والناس بتدور علي أي دكتور من الملاك يسعفه بسرعة لان مفيش أي مسعف علي الشاطيء والمنقذين غير مدربين ازاي يتعاملوا في مواقف زي دي، بعدها بـ 10 دقايق مستنين الاسعاف تيجي نلحق الولد بين الحياة والموت، وفي شاب دخل بعربيته جوا الشاطيء عشان يلحقه الولد واخده وهو مفيهوش نفس تماماً، قرية زي دي مش حاطة اي علامة ان في حاجة خطر زي ده، مش جايبين منقذين ومسعفين مدربين علي المواقف دي.
- غضب في الساحل من تلاعب «إعمار» في ملايين المشتركين
حملة إعلانية ضخمة بالملايين، «بانرات» لم تترك طريقا ساحليا أو سريعا، ناهيك عن ساعات من الفواصل على القنوات التليفزيونية ومساحات الـpr على صفحات مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، تبشر جميعها بالمشروع العملاق المرتقب لشركة شهيرة في مراسي.
شركات كبرى وأفراد تهافتوا إلى الاستثمار في مشروع فندق «ذا أدريس جولف» لشركة إعمار مصر للتنمية، أسابيع قليلة وملأت الإدارة الجديدة خزينتها بملايين الملايين من الحجوزات في المشروع، وقتها أعلنت الشركة الموعد المحدد للتسليم.
«لا وحدات وتأخير في التسليم ولا هم يحزنون».. هكذا فوجئ المستثمرون والحاجزون المتلهفون على الملايين التي دفعوها لحساب شركة إعمار، بعد انقضاء المدة المقررة سابقا من الشركة الشهيرة بالانتهاء من مشروع الفندق، لكن يبدو أن الشركة كان لها رأي آخر على أرض الواقع، كما وصفه المعاينون للأرض المحددة بأنهم لم يتسلموا الوحدات المتفق عليها.
مئات الشكاوى في كل جهة من المتضررين في أزمة مشروع «ذا أدريس جولف»، لم يترك المتضررون بابا، هل ذهبت أموالهم في مهب الريح؟!، لماذا لم تبدأ الإدارة الجديدة للشركة تسليم الوحدات حتى تثبت حسن النية؟!، المصيبة الأكبر أن تخطيط المشروع نفسه غير موجود، الأرض مازالت كما هي إلا من أجزاء معينة.
غضب عارم اجتاح مكاتب المسؤولين بالشكاوى، آلاف المتضررين لا طريق أمامهم غير تصعيد الأزمة إلى أعلى المستويات، وضغوطات وندب الحظ على مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولات للوصول إلى الإعلام، الشركة باعت الشقق الفندقية في المشروع بأكمله قبل وضع أساس واحد في أرض المشروع على غير المتفق عليه، لا أحد من المتضررين يعرف مصير آماله في الحصول على وحدة في مشروع إعمار الذي طالما ملأ اسمه السماء والأرض حتى حدوث الكارثة.
في مكاتب الإدارة الجديدة لشركة إعمار عُجت الأدراج بشكاوى المتضررين، لكن دون جدوى، لم يخرج الآملون بفائدة أو حتى رد من الشركة لبيان إلى أين وصلت تطورات الأمور، في النهاية بقي وضع أزمة مشروع شركة إعمال في مراسي كما هو عليه "متضررون، ملاييين ضائعة، شكاوى، مشروع غير مكتمل".
التفسير المنطقي للخروج من الأزمة حاليا وأضعف الإيمان من المتضررين وأصحاب الشكاوى أن تكون إعمار بدأت مشروع الفندق، لكن في منطقة أخرى غير المتعاقد عليها رسميا أو أن الشركة ستنتهي من المشروع بكامل وحداته ومرافقه في أقل من شهرين.
في أواخر 2018 أشعلت شركة " إعمار" سوق العقارات، ارتفاع جنوني دون سيطرة، عندما طرحت المشروع الذي أثار جدلا واسعا، ما يقرب من 92 فيلا في "مراسي" بالساحل الشمالي، في منطقة سيد عبد الرحمن، بأسعار تبدأ من 36 مليون جنيه للفيلا الواحدة، حتى 111 مليون جنيه.
وقتها ثار جنون المطورون العقاريون من مشروع فيلل إعمار، لخصوا الوضع في إشعال أسعار الوحدات السكنية والفلل في منطقة الساحل الشمالي، والتي باتت تتقارب مع أسعار بعض الدول الأوروبية مثل قبرص واليونان وتركيا.
الأزمة في أن التسعير يكون نتيجة العرض والطلب، نمو الطلب على الشراء في مشروعات الساحل الشمالي يزداد خلال أشهر الصيف، لأنها تمثل الموسم الرئيسي لهذه النوعية من المشروعات، وتزامنها مع عودة المصريين العاملين في الخارج.
ظل مشروع فيلا إعمال في الساحل الشمالي محتلا صدارة جلسات الأسر واجتماعات رجال الأعمال، حتى إعلان الحاجزين والمنتفعين من المشروع بعدم تسلمهم الفيلل المعلن عنها، في حينها كشف رجال أعمال أن أغلب وحدات المشروع لم تنفذ حتى مع بداية 2019 وتعدت المدة المقررة لإقامة المشروع بشهور وحتى الآن.
في النهاية بقي الوضع أيضا كما هو عليه، وانتقلت إعمار للإعلان عن إقامة وتأسيس مشاريع أخرى تشمل مناطق الساحل الشمالي، وأكملت في حملاتها الدعائية وجذب مزيد من المتضررين، وكأن شيئا لم يكن، بعد ضرب السوق العقارية في الساحل بأسعار جنونية لم نرها من قبل في مصر، ووصول المتر إلى 110 ألف جنيه.