نشرة أخبار «كوكب الساحل»: فيلا عبد الناصر للإيجار بـ 6 ملايين جنيه شهريا (2)
السبت، 06 يوليو 2019 12:00 ص
هنا نشرة أخبار كوكب الساحل، صفحة أسبوعية متخصصة في إطلاع الجمهور على الجانب الآخر من مصر التي لا يعرفها أحد.. مصر الغارقة في المليارات التي لا تعد ولا تحصى، هنا لا نبغي حسداً ولا حقدا ولا زوالاً لنعمة من وجه أحد من هؤلاء، رجال الأعمال والرموز والشركات التي وقعت بين أيدينا قصصاً تخصهم، بعضها مضحك وبعضها مبكي، وبعضها مضحك حد البكاء، نعرضها كما وصلتنا دون رتوش ولا تهويل ولا تفخيم.
- مجنونة يا مراسي.. الفيلا في «فالنسيا» بـ 75 مليون جنيه.. والحجز قارب على الانتهاء!
لم يكن هناك حديث على شواطئ منتجعات الساحل الشمالي، في نهاية الأسبوع الماضي، سوى جنون الأسعار الذي أصاب الوحدات السكنية من جديد، بعد فترة من الإستقرار، فقبل أيام تم طرح عشرات الوحدات بكومباوند يدعى «فالنسيا» بمراسي، سعر أقل وحدة سكنية به «فيلا» وقف عند حاجز الـ 75 مليون جنيه، لتتقارب في أسعارها مع أسعار بعض الوحدات بالدول الأوروبية مثل قبرص واليونان.
طرح هذه الوحدات بهذه الأسعار، سيؤثر في أسعار الكومباوندات المجاورة، فبدلاً من أن كانت أسعار الفيلا تبدأ من 36 و 40 مليون، ستبدأ من 75 مليون جنيه، بما يعني أن هناك رجال أعمال كبار في السوق المصرية، سيقفون عاجزين أمام امتلاك وحدة سكنية صغيرة بهذه المنتجعات.
ومن أجل تسهيل عملية السداد، تم إتاحة 3 نُظم لسداد سعر الوحدة بهذا الكومباوند، الأول يعتمد على الدفع الكاش مع الحصول على تخفيض رمزي، والثاني على 7 سنوات، أمام النظام الأخير على 8 سنوات.
الأمر المضحك في الأمر، أنه على الرغم من ارتفاع أسعار هذا «الكومباوند» مقارنة بمجاوريه، إلا أنه شهد إقبال كبير، حتى أن «الكومباوند» قارب على الإنتهاء من حجز كل الوحدات، وفي طريقه لإعداد قوائم للانتظار، الأمر الذي يطرح تساؤلاً مهماً: «من هؤلاء؟».
- فيلا عبد الناصر للإيجار بـ6 ملايين جنيه شهريا
بينما تضع الحكومة الخطط والاستراتيجيات من أجل رفع معدلات النمو، ورفع حد خط الفقر، وتخصيص الملايين لرفع مستوى معيشة الفئات الأكثر احتياجاً، هناك أناس في عالم موازي يعيشون بجوارنا ومقرات عملهم وسكنهم على بعد أمتار منا، لا يعيرون ذلك انتباهاً، ولا ينظرون سوى لمكاسبهم الشخصية حتى ولو كانت على حساب سمعة السياحة المصرية، واستفزاز السواد الأعظم من الجماهير المصرية.
أناس يؤجرون ليلة واحد في منتجعاتهم السياحية بمبالغ تصل إلى 150 ألف جنيه، في غير مواسم الذروة، بينما تصل في مواسم الذروة وإقبال المصريين على الساحل الشمالي، تقترب الليلة الواحدة من حاجز الـ 200 ألف جنيه.
القصة المضحكة المبكية التي نحن بصددها، بطلتها شركة إعمار مصر للتنمية، والتي طورت فندق العلمين، وهنا لا يمكن تجاهل ما قامت به الشركة من جهد لتحويل الفندق بعد تطوريه إلى قبلة سياحية عالمية، ولكن ليس هذا معناه بأي شكل من الأشكال، أن تفتح موقع الشركة لتحصل على ليلة في ذلك الصرح، فتجد أسعاراً لم يسمع عنها من قبل في أي وجهة سياحية بالعالم، مهما كانت شهرة هذا المكان أو رقيه، أو ارتفاع الطلب عليه.
زرنا موقع الشركة، وحاولنا إجراء حجزا بفندق العلمين، ففوجئنا برقم لا تملك أمامه سوى أن تفرك عينيك لدقائق طويلة، حتى نتأكد أننا مبصرين واعين ملمين بما يدور حولنا، وأن هذا الرقم ليس وسواساً خناساً سيتلاشى إن استعذنا من الشيطان الرجيم.
المفارقة الأكثر غرابة أن هذه الأسعار وضعت على فيلات تحمل أسماء رموز مجتمعية، عاشوا وماتوا ولم يسمعوا عن هذه الأرقام كمقابل لشراء سفينة مثلاً، فلك أن تتخيل أن فيلا تحمل اسم المشير عبد الحكيم عامر، إيجارها لليلة واحدة بعد تخفيض 33% وصل إلى 8 آلاف دولار، أي في الشهر 240 ألف دولار، وحال توقف الدولار عند حاجز الـ17 جنيهاً، سيصبح إيجار هذه الفيلا في شهر، 4 مليون و80 ألف جنيه، أما لو رفع عنها التخفيض، وهو ما يتم بداية من شهر يوليو، سيصبح سعرها 5 مليون 440 ألف جنيه.
ومن فيلا حكيم إلى فيلا ناصر، يزداد الأمر سوءا، فإيجار الليلة الواحدة في هذه الفيلا في ظل وجود تخفيض 33%، وصل إلى 9 آلاف دولار، بما يعني شهرياً 270 ألف دولار، وبرفع التخفيض سيصبح سعرها في الشهر 6 مليون و104 ألف جنيه.
لو كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حياً بينناً وسمع هذه الأرقام تقال كسعر سلعة أو خدمة، لظن أنها مقدمة لشراء جزيرة أو مدينة أو حتى قرية، لو كان له أن يعرف بما دار بعد وفاته وتحت اسمه، لخرج من تربته وأطلق النيران على القائمين على المشروع، وفتحه بالمجان للجمهور، مهما كلفه ذلك من خسائر، نظراً لإستفزاز الأمر، وجنونه، وعدم مطابقته لأي واقع أو منطق.