"انتفاضة الفلاشا" تقلب إسرائيل.. تل أبيب تتأهب لجولة جديدة من مظاهرات الإثيوبيين
الخميس، 04 يوليو 2019 09:00 م
بين ليلة وضحاها اشتعلت إسرائيل داخليا، غليان ومظاهرات تصاعدت في تل أبيب، واصل مئات الإسرائيليين من أصول إثيوبية المعروفين بيهود "الفلاشا" احتجاجاتهم على مقتل شاب إثيوبي، الأحد الماضي، وسط حالة استنفار أمنى فى ميادين تل أبيب، تحسباً لزيادة عدد المحتجين مساء الخميس.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، اندلعت مشادات بين المحتجين والقوات الإسرائيلية، إثر الاحتجاجات التي تسببت في إغلاق شوارع كبرى في تل أبيب، وعدة مدن أخرى.
وتستمر احتجاجات "الفلاشا"، البالغ أعدادهم نحو 150 ألفا، موزعين على 19 بلدة، يعيشون في أحياء فقيرة ومهملة وسط اتهامات للشرطة والسلطات الإسرائيلية بالعنصرية، والتحريض عليهم.
ويأتي ذلك بعد قتل الشاب سلمون تاكا (19 عاما) برصاص الشرطة الإسرائيلية، بذريعة أنه ألقى نحوه حجرا هدد حياته خلال شجار في إحدى الحدائق العامة.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينظم "الفلاشا" مظاهرات احتجاجا على التمييز العنصري الذي يواجهونه في اسرائيل، فقد شهدت تل أبيب عام 2015 اضطرابات مشابهة، عندما تظاهر يهود الفلاشا احتجاجا على التمييز العنصري ضدهم.
وتجلت العنصرية تجاه "الفلاشا" بقتل الشرطة الإسرائيلية في العامين الأخيرين 3 شبان من أصول إثيوبية، وعدم قبول بعض المدارس لأبناء "الفلاشا" بسبب لون بشرتهم، وإلقاء وحدات الدم التي تبرع بها أفراد من يهود الفلاشا في القمامة بزعم الخوف من الأمراض المعدية والوراثية.
وفي ظل هذه الاحتجاجات وفي محاولة من الحكومة الإسرائيلية لامتصاص الغضب، حطت بمطار بن غوريون في تل أبيب عصر امس الأربعاء طائرة على متنها 602 إثيوبيا من أصل 1000 كان من المفروض أن يتم استقدامهم من أديس أبابا، بحسب تعهدات حكومة نتنياهو التي أعدت خطة لاستقدام آخر 8 آلاف يهودي من إثيوبيا.
وبالأمس استخدمت الشرطة الإسرائيلية القوة المفرطة ضد المتظاهرين والمتظاهرات الأثيوبين ، خلال فض مظاهراتهم ،حيث اعتدت الشرطة على المتظاهرين وسحلتهم أمام أعين عدسات تصوير وسائل الإعلام الإسرائيلية .
كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية العشرات من المتظاهرين الأثيوبين غالبيتهم من الفتيات وأيضا اسرائيليات متضامنات مع المتظاهرين ، مدعية الشرطة أن سبب الاعتقال هو الإخلال بالنظام العام فى إسرائيل ،واشعال إطارات السيارات ووقف الطرق الرئيسية فى إسرائيل .
على جانب آخر ، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت" صورة للشاب الاثيوبى القتيل سولمون تيكا.
وبدم بارد قال الشرطى إنه استخدم مسدسه أثناء تدخله لفض مشاجرة بين مجموعتين من الشبان وإن الشبان هاجموه بعد ذلك.
ونقلت الصحيفة التى انفردت بنشر الصورة عن أسرة الشاب قولهم إنهم يطالبون المتظاهرين الأثيوبين بالتوقف عن إشعال إطارات السيارات فى تل أبيب وأنحاء أخرى فى إسرائيل ، بينما طالبوهم بالتظاهر السلمى .
وأدت التظاهرات إلى إصابات واعتقالات، فضلًا عن إغلاق بعض الطرق ومحاور السير الرئيسية في بئر سبع، ونتيفوت، وعسقلان، وأشدود، ورحوفوت، وكريات عيكراون، وريشون ليتسيون، وقيصريا، وحيفا، وكريات حاييم وغيرها من المدن والبلدات الإسرائيلية، حيث اضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع نحو المتظاهرين ، وإطلاق الرصاص الصوتى نحوهم .
وقال والد الشاب الإثيوبي القتيل، إن عائلته تشعر بحالة من الاحتقان الشديد، نظرًا لأنه قتل دون وجه حق.
وأضاف أنه يطالب بإجراء تحقيق مستقل في وفاته، الذي لم يتخطى الثامنة عشر من عمره، مؤكدا:"لم نأت إلى إسرائيل لقتل أطفالنا.. لن ندفع الثمن الباهظ بقتل أطفالنا مقابل إقامتنا هنا"، مضيفًا: "الشرطي شخص قاتل ذو دم بارد".