«شون التراب».. شبح يهدد حياة المصريين
الخميس، 04 يوليو 2019 09:00 ص
سعت الدولة خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى إنجاز المشروع القومي للصوامع الحديثة في كل محافظات مصر، على أحدث نظم تكنولوجيا التخزين العالمية، وتطبيق أحدث النظم في إدارتها، نظرا لأهمية القمح كسلعة استراتيجية، بعد أن وضعت الدولة يدها على مواطن الخلل بمنظومة الحفاظ على القمح، والحد من المشاكل التي تواجه المزارعين والموردين كل عام، ووقف المهدر الذي يحدث له، وتقليص الكلفة الضخمة من الغذاء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه.
في الوقت الذي قاربت الدولة فيه على الانتهاء من إنشاء 50 صومعة لتخزين القمح والغلال، يتم تنفيذها على مستوى 17 محافظة، بطاقة تخزينية تبلغ 1,5 مليون طن، في: « بني سويف، قنا، برقاش بالجيزة، منوف بالمنوفية، بنها بالقليوبية، ميت غمر وشربين بالدقهلية، القنطرة شرق شمال سيناء، طنطا بالغربية، ههيا بالشرقية، دمنهور بالبحيرة، الصباحية بالإسكندرية، شرق العوينات بالوادى الجديد، بهنسه والشيخ فضل بالمنيا، وطامية بالفيوم، والمفالسة بأسوان»، بجانب تطوير الشون الترابية وتحويلها إلى شون متطورة.
على الرغم من ذلك المشروع العملاق الذي تنشئه الدولة، للحفاظ على تخزين القمح بعيدًا عن تعرض المحصول للأتربة وأمطار، إلا أنه لا تزال هناك بعض الشون الترابية، تتسلم محصول القمح من المزارعين على الرغم من تحذيرات وزارة التموين للجان الاستلام بعدم تسلم أي أقماح محلية هذا العام في تلك الشون، ومنها شونة العدوة 2 بمركز العدوة محافظة المنيا، تتبع البنك المصري الزراعي، والتي تتسلم القمح من المزارعين، وإفراغه على الأرض دون وضع أي حاجز بين الغلة والأتربة، ما يخلط المحصول بالأتربة والحصى، خاصة عند عملية رفعه وتعبئته عن طريق اللودر، لتحميله على السيارات وتسليمه للمطاحن، التي تنتج منه الدقيق الذي يستخدم في المخابز.
وتابع: أن المندوب الخاص بالمطحن، طالب أمين الشونة بغربلة القمح من الحصى والأتربة، لكنه رفض، فقام بالاتصال بالنجدة بعد تعدي أمين الشونة والعمال على مندوب المطحن واحتجازه، بسبب تصويره القمح وهو مخلوط بالأتربة داخل الشونة، وحرر محضر بمركز شرطة العدوة بمحافظة المنيا برقم 21 أحوال لسنه 2019، مطالبا وزير التموين بعدم استمرار صرف القمح من هذه الشونة لردائة نوعية القمح والتخزين .
بدوره، أكد مصدر مسئول بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن القمح المحلي لا يتم تخزينه في شون ترابية، ﻭأنه إذا وجدت بعض الشون الترابية فإن الأمر لا يتعدى كونها أماكن تجميع الاستلام من المزارعين، الذي يكون داخل أجولة، لكن لا تفرغ على الأرض في هذه الشون حفاظا على الأقماح، إذ أنها تنقل إلى أقرب صومعة لتخزينه بها، ثم تسلم للمطاحن من الصوامع أو الشون المتطورة وليس الشون الترابية، مشيرا إلى أن موضوع وجود شونة في محافظة المنيا، تفرغ القمح المحلي على الأرض، فإنه سيتم التحقق من الأمر، إذ يحظر تفريغ الأقماح والغلال على الأرض، وفقا لتعليمات وزير التموين والضوابط المنظمة لاستلام القمح المحلي.
على الجانب الأخر، أوضح حسين بودي نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، ورئيس رابطة أصحاب المطاحن، أن استلام القمح المحلي من المزارعين في شون ترابية، يؤدي إلى خلط القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم بالأتربة، في الوقت الذي يضطر فيه بعض أصحاب المطاحن إلى استلام قمح به نسبة شوائب كبيرة تتعدى النسبة المسموح بها، مشيرا أنه في حالة غربلة الأقماح قبل عمليات الطحن، فإن صاحب المطحن يتعرض لخسائر مالية كبيرة قد تفوق الـ 5% من قيمة الأقماح، ولفت إلى أن وزارة التموين حريصة على الحفاظ على القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم، لكن تقاعس بعض المسؤلين في كثير من هذه الشون عن أداء عملهم، يؤدى إلى إهدار كميات كبيرة مِن القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم، في نفس الوقت الذي لا يكفي فيه القمح المحلي احتياجات المواطنين، فتتجه الوزارة إلى الاستيراد من الخارج لسد العجز.