أردوغان ينتقم لخسارة إسطنبول المذلة.. قرارات ديكتاتورية جديدة ضد المعارضة
الإثنين، 01 يوليو 2019 02:00 م
صعد نجم الرجل الأربعينى، أكرم إمام أوغلو بشكل واسع في الأونة الأخيرة، بعد فوزه بانتخابات بلدية كبرى المدن التركية إسطنبول مجددًا في 24 يونيو، ما أثبت أنه منافس شرس لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وقد ينهي هيمنته ومسيرته السياسية الصعبة على الشعب التركي على مدى نحو 25 عامًا.
ورغم سعى الرئيس التركى رجب أردوغان لتقويض إمام أوغلو بإجراءات مختلفة هذه المرة، حيث قام بتقليص صلاحياته ومنحها لمجلس البلدية التى يسيطر عليها حزبه الحاكم، إلا أن كل ذلك لم يكن بالخطوة المفاجئة بالنسبة للمعارضة التركية، حيث قال الموقع الالكتروني أحوال تركيا أنه «كما كان متوقعًا كثفت الحكومة من خطواتها الانتقامية ضد رئيس بلدية إسطنبول، الجديد أكرم إمام أوغلو، الذي فاز الأسبوع الماضي في الانتخابات البلدية المُعادة مع مرشح الحكومة بن على يلدريم».
وبهدف عرقلة عمل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والحدّ من صلاحياته ومنعه من كشف ملفات الفساد السابقة، أصدرت الحكومة التركية متمثلة في وزارة التجارة خطوات انتقامية تقضى بسحب صلاحية تعيين مدراء الشركات المرتبطة ببلدية إسطنبول من رئيسها، وفى أول رد فعله، أكد حزب الشعب الجمهوري المُعارض الذي فاز بانتخابات إسطنبول، أنّ القرار يخالف نص المادة 37 من قانون البلديات، والتي تذكر أنّ العمدة هو ممثل الكيان القانوني للبلدية، وبالتالي فإنّ لرئيس البلدية الحق في تعيين مدراء تلك الشركات المرتبطة بالبلدية.
هزيمة حزب الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في انتخابات بلدية إسطنبول، يراها مراقبون أنها تُشكّل بداية النهاية لحكمه مع ظهور منافس قوي فاز على مرشحه في المدينة الأكبر والأهم في تركيا من حيث عدد سكانها وثقلها السياسي والتاريخي والاقتصادي، وهو ما يتحدث عنه أردوغان دوماً بقوله «من يحكم إسطنبول يحكم تركيا، واعتبرت أنّ انتخابات إسطنبول، كانت في الواقع مجرد انتخاب لعمدة جديد للمدينة، لكن كثيرين يعتبرون نتيجتها خسارة فادحة لأردوغان، وعلامة فارقة لتركيا بأكملها».
ومع تحقيق أوغلو الفوزعلى أردوغان أصبح حديث وسائل الاعلام، حيث ألقت الضوء عليه، على اعتبار أنه ينظر له مبكرا كونه صار منافسا لأردوغان، فضلا عن أن فوزه أصبح يحمل دلالة رمزية على الاستياء من الحزب الحاكم ولو بين 16 مليون يقطنون أكبر معاقله وهى اسطنبول.
وبات إمام أوغلو نجما صاعدا يهدد مستقبل الرئيس رجب طيب أردوغان وقاعدته الشعبية ليس فى اسطنبول بل تركيا برمتها، مستخدما فى ذلك مهارة وحكمة فى خوضه معركته السياسية مع أردوغان، مستخدما خطابا لا يثير إثارة الانقسام والاستقطاب السياسي، أمام حزب العدالة والتنمية الذى يصدر خطاب يعزز الاستقطاب السياسي مع الخصوم.