السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، قال إن القمة المصغرة جاءت فى إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التى تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، وعلى رأسها اجتماعات مجموعة العشرين، ومن ثم أهمية تنسيق مواقف الدول الثلاث المشاركة فى اجتماعات المجموعة لهذا العام، باعتبار جنوب أفريقيا عضو دائم فى المجموعة، والسنغال باعتبارها دولة رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بالنيباد، ومصر باعتبارها الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، وذلك بهدف تحقيق المصلحة المشتركة للقارة الإفريقية، لاسيما من خلال تناول الدول الثلاث للمواقف الجماعية للقارة الإفريقية خلال تفاعلاتها فى القمة.
وأشار الرئيس السيسي إلى ضرورة تحقيق التوازن والمصلحة المتبادلة ما بين الدول الإفريقية والشركاء الدوليين، من منظور يهدف لتحقيق المنفعة لشعوب ودول القارة الأفريقية فى تطلعاتها التنموية فى مختلف المجالات، مع تأكيد انفتاح أفريقيا للتعاون مع مختلف دول العالم.
وبحسب السفير راضي، تم التوافق خلال القمة المصغرة، على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين، مع التركيز فى هذا الإطار على الأهداف المتضمنة فى أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذا المشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا، بالإضافة إلى المشروعات التى يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية "النيباد"، باعتبارها الإطار المؤسسى لتنفيذ المشروعات التنموية فى أفريقيا.
وشدد الزعماء الأفارقة، على أهمية العمل كذلك على توفير الموارد اللازمة لهذه المشروعات، التى تسهم فى تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى الأفريقى، وذلك من خلال حشد المساهمات من الشركاء أو مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، أو من خلال مؤسسات القطاع الخاص.
وأكد الرئيس على أن أفريقيا قد خطت خطوة كبيرة على طريق التكامل الاقتصادى القارى، من خلال دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، ويتعين على كافة الدول الأفريقية استمرار التعاون لتحقيق التشغيل الفعلى، وتدشين باقى المراحل التنفيذية ذات الصلة، بتحرير التجارة بين الدول الأفريقية.
كما شارك الرئيس السيسى، في القمة الصينية الأفريقية المصغرة، جمعته بكلٍ من الرئيس الصينى شي جين بينج، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس السنغالى ماكي سال، وسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وأكد الرئيس خلال القمة، حرص مصر علي القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا، لاسيما فى ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى، مع التركيز فى هذا الصدد على أولويات التنمية فى أفريقيا، على أساس الملكية الوطنية لبرامج التنمية وأجندة التنمية الأفريقية 2063، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق والتعاون المستمر مع أشقائنا فى القارة الأفريقية.
وأشار الرئيس إلى أهمية بلورة نماذج عملية لتعزيز تعاون الصين مع أفريقيا، من خلال إقامة شراكات فاعلة، وبحث أفضل السبل لتمويل مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، مثل ممر القاهرة / كيب تاون، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وغيرها من مشروعات البنية التحتية الهامة فى القارة، وذلك لأهمية لمثل هذه المشروعات لتعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها، خاصةً مع دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، معرباً عن التطلع إلى دعم كافة شركاء القارة وعلى رأسهم الصين، لتحقيق الخطوات التنفيذية والتشغيلية لهذه الاتفاقية على أرض الواقع، بما يحقق تطلعات شعوب ودول القارة الأفريقية.
وأكد الرئيس على أهمية الدور الذى يمكن أن تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى تعزيز مبادرة الصين الحزام والطريق، ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصةً فى ضوء قيام مصر حالياً بتنفيذ مشروع طموح لتنمية محور قناة السويس، توظيفاً لموقعه الاستراتيجى الهام، وسعياً لكى يصبح مركزاً لوجستياً واقتصادياً عالمياً.
من جانبه، ألقى الرئيس الصينى الضوء على نتائج المنتدى الثانى لقمة مبادرة الحزام والطريق، والذى عقدت فعالياته ببكين فى إبريل الماضى، مؤكداً أن المبادرة تعد مكملة للشراكة بين الصين وأفريقيا، والتى رسخت الدور الرائد للصين كقوة اقتصادية عالمية تراعى مصالح الدول النامية وشعوبها، وتحرص علي دعم مسيرة التنمية المستدامة لتلك الدول، من أجل عالم أفضل للجميع، على أساس من تبادل المصالح والمكاسب المشتركة.
من ناحية أخرى، التقى الرئيس السيسى صباح اليوم، الجمعة، زعماء وكبار المسئولين المشاركين على هامش قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية .
والتقى الرئيس السيسى نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، ورئيسى وزراء الهند وإيطاليا وكريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى، ومدير منظمة الصحة العالمية ورئيس المجلس الأوروبى، وجرت بين الرئيس السيسى والقادة أحاديث عن مجمل العلاقات الثنائية.