الطوارئ والبطالة والفساد.. أسباب منطقية للهزيمة «الأردوغانية» فى إسطنبول
الأربعاء، 26 يونيو 2019 04:18 م
شهدت اسطنبول احتفالات فى شوارعها، عقب فوز زعيم المعارضة أكرم إمام أوغلو، وهزيمة حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما حول الديكتاتور هذه الانتخابات المحلية إلى استفتاء شعبي على رئاسته وشعبيته فانهزم.
أسباب عدة أدت لتراجع شعبية أردوغان ورجاله وهزيمته في أول معركة انتخابية منذ عام 2002، حتى محاولاته العبثية لإحكام قبضته على مقاليد الحكم، فبعد تمكنه من تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي ومنح نفسه الكثير صلاحيات مطلقة، إلا أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة كانت صادمة، الأمر الذى جعله يعيد الانتخابات مرة أخرى، في محاولة منه للسيطرة على البلديات التي سقط فيها مرشحي حزبه، لكن للمرة الثانية تأتي الرياح بما تشتهي السفن وتسيطر المعارضة متمثلة في أكرم أوغلو على أهم مدينة تركية.
رصدت B.B.C أسباب الهزيمة وانصراف بعض فئات الشعب وبعض الموالين للحزب الحاكم عن نظرية التأييد الأعمى لأردوغاء وبدأ المحاسبة.
وعلى رأس أسباب هزيمة أردوغان، بحسب التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، هو التعهد بإلغاء حالة الطوارئ بالبلاد في يوليو الماضي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، والتعهد بخفض التضخم ونسبة الفائدة وسعر الدولار امام العملة المحلية، ولكن لازال الاضطراب الاقتصادي مستمر، بل ارتفعت نسبة الفائدة لأعلى معدل لها منذ عام2004، كما ارتفع معدل التضخم من 12.15% في مايو2018 إلى 18.71 في مايو2019، بينما الدولار عندما أعلن أردوغان بتعهده بخفض سعر صرفه مقابل الليرة في 11 يوليو الماضي كان ب4.87 دلوقتي وصل لـ5.83.
وجاء وعد أردوغان في يوليو الماضي بخفض نسبة البطالة بين الشباب، فارتفعت من 17.7% في مارس 2018 إلى 25.2% في مايو 2019، كما وعد بافتتاح مشاريع ضخمة مثل قناة اسطنبول وجسر جناق قلعة، إلا أنهم أتأجلوا بوعود جديدة لافتتاحهم خلال السنوات المقبلة، كما وعد بافتتاح مطار اسطنبول في 29 اكتوبر الماضي إلا انه تم التأجيل لأبريل الماضي، كما أعلن عن مشروع افتتاح مناطق خضراء وعدد من الحدائق العامة في اسطنبول، إلا أنه لم يتحقق كلية حتى الآن.
أيضا جاءت وعود الغير منفذه من أردوغان بتحسين ترتيب تركيا في قائمة الشفافية الدولية ومحاربة الفساد، لتزيد من أسباب السقوط المدوى، حيث تقدمت تركيا في ترتيب قائمة مدركات الفساد 28 مرتبة منذ عام 2013، وتعتبر تركيا واحدة من اكثر 5 دول متراجعة في التصنيف منذ عام2012، وفى محاولة لإخفاء الفشل، جاء تقرير هيئة الاحصاء التركية العام الماضى-على غير المعتاد- ولم يشر إلى حد الفقر والجوع ونسبتهم في تركيا وهو المتوقع خلال تقرير عام2019 لإغفال الحقيقة وهي ارتفاع نسبهم، كما ارتفعت تكاليف المعيشة بنسبة 28% للفرد ما بين مايو 2018 ومايو 2019، ولم يفى أردوغان أيضا بوعده العام الماضي بتغيظ عقوبة الاستغلال الجنسي للأطفال، والتي ارتفعت نسبتها مؤخرا.