بحسب المواثيق الدولية

بعد واقعة عارضة الأزياء.. متى تصبح متحرشا على السوشيال ميديا؟

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 02:41 م
بعد واقعة عارضة الأزياء.. متى تصبح متحرشا على السوشيال ميديا؟
كتب : محمد أسعد

بعد واقعة اتهام عارضة أزياء مغمورة لأربعة من لاعبي المنتخب المصري، بالتحرش اللفظي، من خلال حسابها الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي «انستجرام»، ثارت تساؤلات عدة عن مدى اعتبار ما جاء بنص الرسائل التي نشرتها الفتاة تحرشًا لفظيًا، خاصة أنه لا يحمل ألفاظًا وعبارات تحمل مدلولات أو ايحاءات جنسية.

فيما هاجم البعض، لاعبي المنتخب، وخاصة اللاعب عمرو وردة، بسبب تلك الرسائل، والتي جاء نشرها في توقيت متزامن مع خوض بطولة الأمم الأفريقية، تلقت الفتاة هجومًا من نوع آخر، كان قاسيًا كذلك، اتهمت فيه بالسعي وراء الشهرة وتجميع أكبر عدد من المتابعين لها، خاصة وأن نشرها للرسائل جاء في توقيت مختلف تمامًا عن توقيت إرسالها.

الهجوم الذي تلقته الفتاة يأتي بسبب ردود الفتاة على لاعبي المنتخب، وعدم وجود أية اعتراضات من جانبها تجاه الرسائل التي اعتبرتها تحرشًا بها، حتى حينما سألها اللاعب عمرو وردة عن سفرها لليونان، فلم تبدي أي أعراض على سؤاله، بل تحججت بانشغالها، وأن لديها خطط أخرى للسفر، ولديها أعمال.

وبعيدًا عن الواقعة، ثارت التساؤلات حول ما يمكن اعتباره تحرشًا لفظيًا، خاصة ذلك الذي يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما عُرف بـ«التحرش الإلكتروني»، ووفقًا للتعريف العالمي للتحرش فهو أي فعل جنسي غير مرحب به، لا يقوم على رضا الطرف الآخر، يصدر عامةً عن الرجال في الأماكن العامة والخاصة ويكون موّجه ضد النساء والفتيات بشكل خاص ولكنه يطال أي شخص لا يتناسب شكله والمعايير الجندرية في المجتمع، ينتهك جسد أو مشاعر أو خصوصية الشخص ويجعله (ها) ي(ت)شعر بالانزعاج أو التهديد أو عدم الأمان أو الخوف أو عدم الاحترام أو الإهانة أو الإساءة.

وقد يحدث التحرش في أي مكان من الأماكن العامة أو الخاصة، و ليس منوطا بأماكن محددة، بل قد يحدث في أي مكان وأي وقت: في الشوارع والمتاجر، الجامعات والمدارس، أماكن العمل، ووسائل النقل المشتركة.

وللتحرش اشكالاَ مختلفة، وممكن ان يتضمن شكلاً واحداً أو أكثر في وقت واحد كالمطاردة، والتهديد، والاعتداء واللمس أو التعليق، ومن أشكاله: الدعوة إلى ممارسة الجنس، تعليقات شفهية، فعل جسدي أو إيحاءات ذات طبيعة جنسية (اللمس، التعّقب، التحديق)، سلوك ذو طبيعة جنسية مسبب للإساءة أو الإهانة عبر استخدام وسائل بصرية وسمعية (المكالمات الهاتفية، الصور الجنسية،). يقع التحرّش سواء كان المُتَحرش به بمفرده أو برفقة آخرين.

من بين أنواع التحرش «التحرّش عبر الإنترنت» وجاء تعريفه بأنه القيام بإرسال التعليقات، الرسائل و/أو الصور والفيديوهات غير المرغوبة أو المسيئة أو غير لائقة عبر الإيميل، والرسائل الفورية، وسائل التواصل الاجتماعي، والمنتديات، المدونات أو مواقع الحوار عبر الإنترنت.

لكن مازالت التعريفات تعجز عن اعتبار ما يعد تحرشًا من عدمه، إلا أن يظل عامل "الرضا أو الترحيب من الطرف الآخر –الصادر ضده الفعل أو القول- " هو أساس ما يعتبر تحرشًا من عدمه.

في القانون المصري، ووفقًا للتعديلات التي أجريت على قانون العقوبات، فقد جاء بالمادة 306 مكررًا أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأى وسيلة بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

وجاء هذا التعديل ليتماشى مع أنواع التحرش الجديدة التي ظهرت مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصالات.

لكن يظل تحديد ما هية التحرش في بعض الأمور، خاصة الوقائع اللفظية، والتي تثير الجدل يعود للقاضي، حيث ينظر للسياق المكاني ونوعية الجمل والعبارات، والألفاظ الدارجة في البيئة المحيطة، وتحذير الطرف الآخر، ومدى ترحيبه من عدمه من أية جملة أو عبارة وقبولها من عدمه.

وأكد المكسيسكي أجيري، المدير الفني للمنتخب الوطني، أن عمرو وردة، لاعب الفراعنة، متواجد مع الفريق ضمن 23 لاعبا في القائمة بصورة طبيعية، وجميعهم يخضعون للقوانين التي وضعها بنفسه ولم يخرقها أي منهم، من بينهم "وردة"، مؤكدا أنه لا يوجد أي انحراف سلوكي أو أخلاقي داخل المعسكر.

وفي تصريحات صحفية سابقة له، قال مدير منتخب مصر لكرة القدم إيهاب لهيطة، أن المدير الفني للمنتخب جلس مع اللاعبين صباحا وطالبهم بالتركيز في البطولة والابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق