رعب الثانوية العامة شبح يهدد حياة الطلاب.. أكثر من 10 حالات انتحار مع انطلاق موسم الامتحانات
الإثنين، 24 يونيو 2019 12:00 مإيمان محجوب
الضغوط النفسية التي يتعرض لها طالب الثانوية العامة تتخطى قدرة البشر، فكل أسرة مصرية في بيتها طالب ثانوي تعلن حالة الطوارئ القصوى فتمنعه من مشاهدة التلفزيون وعدم ممارسة الرياضة كما تقوم كثير منها بمنع الزيارات العائلية أو استقبال زوار ووضع الطالب تحت ضغط نفسي وعصبي لايمكن تحمله.
كل هذه الاجراءات الطارئة على المنزل تضع الطالب تحت ضغط شديد مايدفع بعضهم إلى الدخول في نوبة نفسية قد تجعله يفكر في الانتحار ويقدم عليه إذا لم يتمكن من تحقيق رغبته في النجاح وتحصيل الدرجات التي تؤهله للالتحاق بالكلية التي يحلم بها، أو لمجرد التخلص من كل تلك الهموم التي تضعها الأسرة على كاهله، ومع انطلاق ماراثون الامتحانات نبدأ في سماع الأخبار عن انتحار طالب أو طالبة بسبب الخوف من الامتحان او صعوبة امتحان مادة من المواد أو سبب مرور الطالب بحالة نفسية سيئة، حيث قام أكثر من طالب بالانتحار بتناول مادة سامة ومن هذه الحالات الطالبة هبه طلعت، والتي انهت حياتها منذ أيام بتناول قرص مبيد حشري لحفظ الغلال الزراعية؛ لمرورها بحالة نفسية سيئة، أثناء امتحانات الثانوية العامة، في مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة.
واستقبلت مستشفى إيتاي البارود، الطالبة هبه طلعت 16 سنة، بالصف الثالث الثانوي، ومقيمة بإحدى قرى مركز شرطة كوم حمادة، مصابة بتسمم فسفوري نتيجة تناول قرص خاص بحفظ الغلال، وتوفت فور وصولها.
كما ألقت طالبة بالشهادة الثانوية العامة، بمدرسة جمال عبدالناصر الثانوية بنات بالغردقة، بنفسها من الدور الثاني في محاولة للانتحار، فور خروجها من اللجنة، عقب أداء امتحان مادة "الاستاتيكا" بلجنة مدرسة خالد بن الوليد بالغردقة وقالت نورا فاضل، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحر الأحمر، إن مسؤولي اللجنة والطلاب رأوا الطالبة تلقي بنفسها من الدور الثاني عقب خروجها من اللجنة، وتم إرسال محقق إلى اللجنة لسماع أقوال رئيس اللجنة والملاحظين حول الواقعة
قام طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة طناح الثانوية التابعة لإدارة المنصورة التعليمية بمحافظة الدقهلية، على إنهاء حياته، اليوم بتناول مادة سامة، للهروب من امتحانات الثانوية العامة وما سببته من قلق نفسي له، وتوفي داخل العناية المركزة بمستشفى دكرنس العام.
وتلقت مديرية أمن الدقهلية إخطارا من مستشفى دكرنس العام بوصول "محمد رمضان 18 سنة، طالب بالثانوية العامة من قرية ميت محمود، مصابا بحالة إعياء شديدة، ويشتبه في تناوله مادة سامة، وفشلت محاولات إنقاذه.
كما انتحرت طالبة بالثانوية العامة، في المنيا، إثر نشوب مشاجرة مع والدها الذي حاول إقناعها بعدم تقسيم المواد في امتحانات الثانوية العامة
كما ورود بلاغ إلى مركز شرطة ملوى من مستشفى المنيا الجامعي، يتضمن وصول اسلام محمد، 19 عاما، طالبة بالثانوية العامة، مقيمة بإحدى قري مركز ملوى، مصابة بادعاء تناول قرص غلة، وعقب وصولها إلى المستشفى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وفي دراسة أعدتها الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة عن الصحة النفسية وسوء استخدام المواد المخدرة بين طلبة المدارس الثانوية جاء فيها أن 30%، من طلاب الثانوية العامة يعانون من أعراض ومشكلات نفسية منهم 21%، حاولوا الانتحار، و10% منهم جربوا التدخين، معظمهم في سن من ١١ إلى ١٤ عاما، وذلك من خلال دراسة أجرتها على ١٣ ألف طالب بالمراحل الثانوية المختلفة في محافظات القاهرة والمنوفية وأسيوط بواقع ٣٢٠ فصلا.
وأوضحت أن الأعراض النفسية تمثلت في ٨ مشكلات هي أعراض القلق والتوتر بنسبة 17%، والتعليم في الكلام بنسبة 14% وأعراض الاكتئاب 14%وعدم الرضا عن الشكل 9,5% والخجل الاجتماعي 5,6%وأعراف الوسواس الفقري 2,7% وظهر إيذاء الذات بنسبة 19% والتفكير في الانتحار بنسبة 21,7
وأكدت خلالها الدكتورة منن عبد المقصود، رئيس أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان بالوزارة، أن عدد الطلاب في المراحل الثانوية بلغ ٨ ملايين و٧٠٠ ألف مواطن منهم ٤.٥ مليون ذكور و٤.٢ مليون إناث.
وأشارت إلى أنه رغم اتساع شريحة الطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية، إلا أن 4.8% منهم فقط يتابعون حالتهم مع أطباء نفسيين، و3% مع أخصائي اجتماعي بالمدرسة، و2.5% مع استشاريين لعلم النفس، و2.1% يستشيرون صيادلة، و6.5% منهم لرجال الدين، بينما يكتفي 23.3% منهم بـ"الفضفضة مع صديق"، ويحتفظ 60.5% بينهم بمشكلاتهم النفسية لأنفسهم دون اللجوء إلى أحد.
وكانت وزارة التربية والتعليم في بيان سابق لها في مطلع شهر يناير من هذا العام، قد أكدت أن نحو 580 ألف طالب وطالبة سيلتحقون بامتحانات الثانوية العامة لهذا العام.
من جانبه أكد النائب عبد الرحمن برعي عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، على وقوع حالات انتحارية بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها طلاب الثانوية العامة وغيرها من المراحل التعليمية الاخرى بسبب امتحانات العام الدراسي 2018 /2019.
وأضاف في تصريحات صحفية أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انتحار بعض الطلبة هي الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطلاب أثناء الامتحانات الثانوية العامة من خلال أولياء أمورهم، مشيرة إلى أنه ليس من الصحيح التأكيد أن الانتحار ظاهرة تهدد سلامة المجتمع، مشيرًا إلى أنها حالات فردية من الممكن علاجها عن طريق تصحيح المفاهيم لدى بعض أولياء الأمور من جهة والطلاب من جهة أخرى.
وفي الموضوع أكد النائب مصطفى كمال الدين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، علي ضرورة تقليل المواد الدراسية المقرر على الطلاب الثانوية العامة للقضاء على شبح الانتحار بين الطلاب .
وأضاف "كمال الدين" في تصريحات صحفية أن ضخامة المواد الدراسية تؤدي إلى ضغوط نفسية بين الطلاب مما يدفعهم إلى اللجوء إلى الحلول السلبية منها الانتحار أو الفشل، مؤكدًا على ضرورة التركيز على تدريب المعلمين الأخصائيين الاجتماعيين لتعزيز الصلة بين الطالب والمعلم لخلق نوع من أنواع التواصل بينهم وبين المدرسة.