جدل عالمي بسبب «عملة فيسبوك».. مارك زوكربيرج في مرمى أمريكا وأوروبا
الجمعة، 21 يونيو 2019 04:00 م
انقلب العالم على الشبكة الاجتماعية للتحذير من استخدامات هذه عملة فيس بوك المشفرة، بعد يومين من إعلان "فيس بوك" عن تفاصيل عملته الجديدة، التى من الممكن أن تدعم الإرهاب أو أن تتسبب فى المساس بالنظام المالى العالمى، ما قد يؤدى إلى الكثير من المتاعب لفيس بوك، خاصة بعد المشاكل العديدة التى تواجهها فى الآونة الأخيرة بسبب الخصوصية، ليأتى إعلان تفاصيل العملة بالسلب على عملاق التكنولوجيا، حيث ثارت العديد من الدول الكبيرة على عملاق مواقع التواصل الإجتماعى بسبب إصدار عملته الرقمية الجديدة بدون أى تنظيم أو إشراف، ما قد يسبب مشاكل قد تضرالأفراد والدول، وفيما يلى نستعرض تلك الثورات التى لاحقت فيس بوك.
فرنسا تحذر من عملة فيس بوك:
طالب وزير المالية الفرنسى برونو لو ماير، بضمانات تؤكد عدم استخدام عملة فيس بوك فى عمليات الإرهاب، ليطلب بعدها من مسئولين البنوك المركزية تقارير تشمل الاهتمامات الخاصة بالخصوصية وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب التى من الممكن أن تتسبب بها عملة فيس بوك، لتقديمها فى الاجتماع المقرر انعقاده فى منتصف يوليو المقبل من أجل تحديد المخاطر التى من الممكن أن تشكلها العملة الجديدة.
وأضاف ماير أن مثل هذه العملة ستمكن "فيس بوك" من جمع العديد من المعلومات وبيانات المستخدمين الخاصة أكثر من المعلومات المتوفرة لديه فى الأصل، مشددًا على أنه من غير المسموح أن تصبح عملة فيس بوك ذات سيادة، مع أنه لا يوجد لديه أى مانع لتطوير فيس بوك لعملة وطريقة دفع خاصة بها، ولكن الأضرار التى ستسببها العملة قد تكون خطرة.
الكونجرس ونوابه قد يتسببون فى تأجيل إطلاق العملة:
وأعلن الكونجرس الأمريكى عزمه عقد جلسة استماع لـ "فيسبوك" وشركائه فى السادس عشر من يوليو المقبل، من أجل التحدث بشأن العملة الرقمية، وهذا بعد أن طالبت النائبة ماكيسن ووترز رئيسة لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأمريكى، أن يتوقف عن تطوير عملته الجديدة حتى يخضع إلى جلسة تحقيق أمام الكونجرس.
وجاءت مخاوف ووترز بسبب المشاكل التى تدور حول فيس بوك بسبب خصوصية المستخدمين، والتى من الممكن أن تزداد سوءًا إن لم يتمكن "فيس بوك" من الحفاظ على خصوصية مستخدميه كالعادة، تحديدًا لأن المعلومات التى ستتطلبها العملة ستكون مهمة وحساسة جدًا.
وكان النائب باتريك ماكهنرى قد طالب ووترز بالتحقيق مع "فيس بوك" ليس فقط لما قد تشكله العملة من خطر على خصوصية الأفراد، بل لأنه من المحتمل أن تؤثر على النظام المالى العالمى.
وقال السناتور الديمقراطى شيرود براون، إنه لا يمكن أن يتم السماح لـ"فيس بوك" بإطلاق عملة جديدة مليئة بالمخاطر من حساب سويسرى دون أن تخضع لأى إشراف.
فيما عبر مارك وارنر النائب بالكونجرس، عن رأيه حيث قال إن فيس بوك فقدت ثقة الأمريكيين بسبب عدم الحفاظ على سرية بيانات المستخدمين، حيث أصبح من الصعب أن يقوم الأمريكيون بتسليم معلوماتهم المصرفية الخاصة لشركة تفقد السيطرة فى الحفاظ على خصوصية المستخدمين.
ولا يمتلك أعضاء الكونجرس الأمريكى أى خلفية تاريخية جيدة لـ"فيس بوك"، بسبب فشله فى العديد من المرات من حماية المستخدمين ومعلوماتهم لهذا من الصعب الوثوق بهم.
ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا تكملان الحرب على فيسبوك:
وأبدى ماركوس فيربر العضو الألمانى من الاتحاد الأوروبى، مخاوفه من أن "فيس بوك" قد يتحول "لبنك ظل" فيما معناه أنه سيتحول إلى بنك غير نظامى من الممكن أن يفلت المتعاملون معه من تحت يده ما سيسبب مشاكل عدة.
وقال السياسى الإيطالى فرانشيسكو بوكيا إنه قلق من العملة بسبب إمكانية انضمامها إلى العملات المشفرة التى تعمل بدون تنظيم، ليؤكد كلامه محافظ بنك إنجلترا الذى اشترط خضوع العملة إلى القواعد واللوائح التنظيمية حتى لا تتسبب فى المشاكل.
ما هى عملة "فيسبوك"
وكانت "فيس بوك" قد أعلنت عن نيتها لإطلاق العملة الرقمية والتى هى عبارة عن عملة افتراضية لا توجد إلا على شبكة الإنترنت فقط وتحمل اسم Libra
وحسب قول "فيس بوك" أن ليبرا هى "عملة عالمية" ستستخدم التكنولوجيا المشفرة مثل عملة Bitcoin، من أجل التسهيل على الناس فى حالات الشراء ونقل الأموال عبر الإنترنت أو أى تعاملات مالية إلكترونية.
واتخذ "فيس بوك" العديد من المستثمرين والشركاء مثل أوبر وPayPal وMasterCard و Stripe، وهذا بعد أن تم إنشاء محفظة إلكترونية لتكون شاهدة على معاملات العملة الرقمية الجديدة.
ومن المقرر أن تتولى لجنة أخرى إدارة العملة الرقمية بدلاً من "فيس بوك" المُعلن والصاحب الرسمى للعملة.