نهدف لزراعة 100 مليون شجرة من المحصول..
خلال ترأسها للمجلس العالمى لإنتاج الزيتون فى العالم.. مصر تعرض حلولاً لمشاكل زراعته
الخميس، 20 يونيو 2019 10:00 ص
تُعتبر زراعة الزيتون فى مصر، من الزراعات القديمة، التى طالتها الحداثة، نتيجة التقدم الزراعى والتكنولوجى، فى السنوات الأخيرة، وانتشار مساحات زراعة المحصول، فى الأراضى الصحراوية المستصلحة، بمحافظات مصر، وخاصة بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، والنوبارية ومركز بدر، ومحافظة الوادى الجديد، علاوة على المساحات، التى كانت مُنزرعة فى الأراضي الزراعية القديمة، إضافة لدخول نوعيات من الشتلات الجديدة، لتطوير هذه الزراعات التاريخية فى المحروسة.
زراعة الزيتون فى مصر
شجرة الزيتون فى سيناء والعالم
وعلى الرغم من دخول عددٍ من الدول الأوربية، بحوض البحر المتوسط، ضمن قائمة الدول المُنتِجة للزيتون، إلاّ أن شجرة الزيتون فى مصر، لها خصوصية وشهرة ليست عالمية فقط، بل زكّاها القرآن الكريم، منذ أكثر من ألف و 440 عاماً، عندما أقسم المولى تبارك وتعالى، بـ "التين والزيتون"، ثم قرنهما بـ"طور سِينين"، الذى هو طور سيناء، والذى أكده المولى تبارك وتعالى، فى القرآن الكريم بقوله عزّ وجلّ، (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ)، وإن كان هذا المحصول القديم والمُبارك، مازال يحتاج إلى الرعاية والتطوير، والتحديث فى زراعته وشتلاته وآلات ومُعدات عصره، وتحويله إلى زيوت للاستهلاك المحلى والتصدير للخارج، وكذلك كغذاء على المائدة المصرية والعربية، وإذا نظرنا إلى مساحة زراعة الزيتون فى العالم، فإن الإحصائيات والبيانات تؤكد، أنها تبلغ حوالي 21 مليون و429 ألف فدان، وأن نسبة 98% منها تتركز فى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، فى دول أسبانيا واليونان وإيطاليا وتونس والمغرب وسوريا ومصر ولبنان، وتنتج هذه المساحة حوالى 10 ملايين طن من ثمار الزيتون، يُستخدم منها حوالى مليون طن كزيتون مائدة فقط، والباقى لاستخراج حوالى 2 مليون طن زيت زيتون.
زراعة وإنتاج الزيتون
زراعة الزيتون فى مصر
وإذا انتقلنا من مساحة زراعة المحصول عالميًا، إلى زراعته فى مصر، نجد أن الأرقام الخاصة بقطاع الشئون الاقتصادية، بوزارة الزراعة، تشير إلى زيادة المساحة المنزرعة بالزيتون في مصر، من 5 آلاف فدان فى نهاية السبعينيات، إلى أكثر من 100 ألف فدان فى نهاية التسعينيات، ثم عاودت الارتفاع عام 2000 لحوالى 108.3 ألف فدان، ثم قفزت حالياً لأكثر من 200 ألف فدان، ويرجع ذلك إلى تفوق ونمو شجرة الزيتون، بمناطق الاستصلاح الجديدة، عن باقى محاصيل الفاكهة الأخرى، خاصة تحت ظروف الجفاف والملوحة، وتباين أنواع التربة، ويُزرع الزيتون فى معظم المحافظات، بصورة منفردة فى الغالب أو مع محاصيل أخرى، كما يتم حصاده أو جمعه مرتين فى العام، الأولى فى بداية مارس حتى شهر أبريل، والثانية من سبتمبر وحتى أكتوبر، حيث يبلغ متوسط إنتاج الفدان الواحد حوالى 3.8 طن، كما يبلغ حجم الإنتاج المصرى 875 ألف طن، تنقسم إلى 550 ألف طن للتخليل "زيتون مائدة"، و325 ألف طن لإنتاج الزيت، يُستخرج منها ما يقرب من 32 ألف طن زيت، كما يتم تصدير 107.7 ألف طن زيتون مائدة، بينما كميات الزيت تصل إلى حوالى 6 آلاف و 500 طن فقط.
زراعة محصول الزيتون فى مصر
أصناف الزيتون المصرى
وإذا كانت زراعة وتصدير الزيتون المصري، تواجه بعض المشكلات والمعوِقات، التى يتحدث عنها المُزارعون والمُصدّرون، فى مؤتمراتهم واجتماعاتهم، سواء الخاصة بالمحصول فقط، أو مع قيادات ووزير الزراعة، فإنّ لدينا عدة أصناف من الزيتون، أهمها التفاحى والعجيزي الشامى و العجيزى العقصى و الحامض والمراقى و منزانيللو و مشن و بيكوال و كلاماتا و دولسى و كوراتينا و فرانتويو و شملالى، وفى موسم 2018 الماضى، كان متوسط سعر صنف زيتون العجيزى 9 جنيهات للكيلو جرام، وسعر العقص 8.75 وسعر التفاحى 9.75، ومتوسط سعر لتر الزيت حوالى 80 جنيهاً، وطبقاً للتقرير الصادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، فقد بلغت قيمة صادرات مصر من الزيتون، فى عام 2017 حوالى 94.14 مليون دولار، وصادرات زيت الزيتون حوالى 10.97 مليون دولار، فيما سجلت خلال أول 9 أشهر من عام 2018 حوالى 70.78 مليون دولار، وسوف تتزايد مساحة زراعة المحصول وإنتاجيته ــ بمشيئة الله ــ مع دخول المساحات الجديدة للرقعة الزراعية، الخاصة بالمشروع القومى، لزراعة المليون ونصف المليون فدان، وقد أكد وزير الزراعة أننا نسعى للوصول إلي 100 مليون شجرة زيتون، بحلول عام 2022
اجتماعات المجلس الدولى للزيتون بمراكش
وأكدت وزارة الزراعة، علي أهمية الدور، الذي يقوم به المجلس في تحديد الفرص والتحديات، التى يواجهها زيت الزيتون وقطاع الزيتون وتحديد السياسات المشتركة للمستقبل، مؤكدة أنه تم عقد عدة اجتماعات للجان الفنية، التابعة للمجلس الدولى للزيتون، حول المسائل المالية والاقتصادية والكيميائية والتكنولوجية والبيئية، بهدف اتخاذ القرارات، التى تسهم فى تحقيق الأهداف العامة للمجلس، فيما يتعلق بترويج وتجارة واستهلاك المنتجات المتعلقة بالزيتون.
ولفتت الي أن المجلس، يُعدّ بمثابة منتدى لمناقشة الموضوعات المتعلقة بوضع السياسات ومعالجة التحديات الراهنة والمستقبلية، عن طريق تشجيع التعاون الفنى الدولي فى مجالات مشروعات الأبحاث والتنمية والتدريب، ونقل التكنولوجيا، وتشجيع التوسع فى التجارة الدولية، لزيت الزيتون وزيتون المائدة.
وأكدت الوزارة أن المجلس يستهدف أيضا وضع وتحديث معايير التجارة الدولية للمنتج، وتحسين الجودة وتحسين التأثير البيئى لزراعة وصناعة الزيتون، وترويج الاستهلاك العالمى لزيت الزيتون وزيتون المائدة، من خلال حملات مبتكرة وخطوط عمل، فضلا عن توفير معلومات واضحة ودقيقة وإحصائيات حول عالم وسوق زيت الزيتون، وتمكين ممثلى الحكومات والخبراء من الاجتماع بانتظام لمناقشة المشاكل المختلفة وتحديد أولويات أعمال المجلس والعمل بشراكة وثيقة مع القطاع الخاص.
وأكد رئيس المجلس أن حكومات غالبية الدول الأعضاء فى المجلس، ركزت خلال العقود الأخيرة، على تنمية قطاع الزيتون وتطويره، وهو ما أسهم فى زيادة الإنتاج بشكل ملموس، مشيرًا إلي أنه نظراً لتركيز الجهود على النواحى الإنتاجية، فى بعض الدول دون التركيز على النواحى التصنيعية والتسويقية، فقد برزت العديد من المشاكل والمعوقات، وتابع وزير الزراعة، أنه للنهوض بهذه الصناعة يجب توفير الحوافز لتشجيع الاستثمار فى مجال صناعة العبوات المناسبة لتعبئة زيت الزيتون، وإنشاء المخازن المبردة الملائمة، وإنشاء المعاصر ووضع مقترحات لتطوير التسويق والتجارة، وتوفير قاعدة معلومات تسويقية للمصدرين، تتضمن أذواق ورغبات المستهلكين فى الأسواق الخارجية، من حيث الحجم والنوع واللون والطعم والأسعار والمواسم التصديرية، وتطبيق معايير ومقاييس الجودة العالمية على الصادرات، من زيتون المائدة والمواصفات الخاصة بزيت الزيتون الصادرة عن المجلس.